عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2021, 06:23 AM   #17


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (07:21 AM)
 المشاركات : 22,564 [ + ]
 التقييم :  122279
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: ما بانت سعاد ..!



ولا تقول اليوم ما بانت سعاد
نعمت الحب المصفى ما تدوم

« ما تشوف من السواد الا السواد »
لو هو ليل ليلها ابلا نجوم

البقى بالود ما اقول المزاد
ما أرخص الغالي مقابل اي سوم

كما يقطع على نفسه في أبياته المتتابعة هنا أي فرصة للتراخي أو أي محاولة الإحباط في مجال قول الشعر ،،

فلا تحاكيه نفسه بالصراع والتذرع بحجة غياب المحبوبة التي طالت "ما بانت سعاد" ،،،


"لا تقول": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نهي،، أداته "لا" الغرض منه: بيان كبح أي رغبة للتراجع عن قول الشعر وتشجيع النفس على الاسترسال بقول الأبيات الشعرية،،،

كما أنه بعد ذلك يلجأ لشعر الحكمة وتصبير النفس والتربيت على الكتف،، فدوام الحال ن المحال،، وطابع الإنسان في الحياة أنه ما يبقى على نهج وحيد وخط ثابت ،،

هنا يأتي معنى رائع للإمام الشافعي "رحمه الله"وطيب ثراه إذ قال:


دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ

الانتقاء اللفظي عند شاعرنا الوله لا يُعد ضمن البسيط الهين،، الانتقاء بنفسه ذكي ودقيق

"نعمة الحب" وصف الحب بالنعمة
وهو الآن فاقدها
طيب

متى يكون الحب نعمة
؟؟؟
عندما ينال العاشق هدفه من الحب وهو القرب ومبادلة المحبة بمثلها،، يكون صافي منزه فوي أي حاجة فتكون كل السبل والحاجات مسخرة له،،

ينقلب لنقمة لو كان الهجر والبعد،، عدم تبادل العشق من قبل الطرفين ،، عبر شاعرنا مرة عن تلك الأوقات العصيبة بغرض آخر آراه مضرب مثل هنا حيث يستحث قريحته الشعرية محدثنا عن نفسه " ما عبرت إلا في أوقات الخطر" الله والله وفعلا هو وقت الخطر الذي يصارع الشاعر رغبته وعاطفته

روعة روعة،،،

وبمقاربة أخرى يمكن اعتبار نونية ابن زيدون تصب بنفس الاتجاه حيث عاش حالة نعمة الحب ومن ثم نقمته مع ولادة بنت المستكفي قائلا:

بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
هنا تصبير النفس وبيان تقلب الحال إلا أن حال العاشق يثبت بمحبته وعشقه كما هو شاعرنا هنا
،،،
"نعمة الحب": كناية عن نيل العاشق غايته،،

"المصفى": الحب الذي يصفو به الجو التبادلي بين الطرفين ،،، هنا استعارة حيث وصف الشاعر الحب كجو أو عسل أو مادة قابلة للتصفية لا تخاطلها شائبة تعكر صوفها من لون وشكل ونحوه والغرض البلاغي منها: بيان أرقى أنواع المحبة ،،


"ما تدوم": كناية عن عدم الاستمرارية،،


رائع
،،،


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47