عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2021, 06:20 AM   #16


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (07:21 AM)
 المشاركات : 22,564 [ + ]
 التقييم :  122279
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: ما بانت سعاد ..!



لا متى والصمت سيد الاعتقاد ؟!
والحروف تنوح لك في كل يوم

وانت فارس معتلي ظهر الجواد
حن سيفك من دماء تلك الخصوم

ثم العتب الغير مرفوع عن ذاك الهاجس اللي خذل حرفه وما روى عطشه وظمآه،، فالشاعر في بيان علاقة ود ولهفة،، هواية وموهبة والإنسان يستمتع بممارسة هوايته،، العتب يأتي على شكل التذمر والملل،،

هل بالفعل الشاعر يعاتب هاجسه؟؟؟


هاجسه: هو الطرف الآخر من النفس فالصراع بين نفس الشاعر الذي يرى عقله أنه يستحق أن يحيا حياة جميلة وأن يحيا بما تألفه النفس من قول الشعر وومارسته،، وبين عاطفته وقلبه الذي مشغول بسعاد "رمز المحبوبة" وغيابها ،،

فقريحة الشاعر تجود وفق مواقفة العاطفة المتمثلة بالقلب في عالم آخر،، من الترقب واللهفة لطلة المحبوبة تلك التي غابت وشغلت التفكير وسيطرت على القدرة الشعرية،، فعاشقها يترنم شعرا بها،، اليوم هو يعاني غيابها،، والضيق مسيطر على أركانه،، ذاك الصراع الدائر في نفس الشاعر وكأنه الزوبعة في الفجان ذاته،، حيث صراع الذات مع الذات

ولمن الغلبة كانت ؟؟؟

" إلى متى": كناية عن طول المدة،،


حاول الشاعر وبنفس الوقت عاشقها
تفعيل اندماجه وانسجامه مع عالم الشعر من جديد،، كما أنه إنسان يحتاج للتنفيس عن كبت ألم به ،، ومن هنا كانت نقطة الإلتقاء بين فقد محبوبته ولهفة هاجسه العاطفي لها ،، وبين موهبته وهوايته الشعرية ،، كانت تلك أبيات قصيدته ،،


يعاتب الهاجس على طول فترة الانقطاع الشعري،، يؤنب نفسه،، وكأن حالة من الملل سيطرت عليه وحانت لحظة التمرد وقبل الطاولة وتغيير ذاك الصمت الموحش،، وكأنه أصبح معتقد يؤمن به الشاعر،، تسيد عليه وساده ،، وكم من الروعة نلمس هنا


" والصمت سيد الاعتقاد": استعارة شبه الشاعر الصمت كإنسان يعتنق الصمت كعقيدة إيمانية يسير وفق لمعتقداتها،، الغرض منها: بيان سيطرة حالة البعد عن ما تهواه روح الشاعر من قول أبيات القصيد،،

"والحروف تنوح لك": الله والله على الاستعارة هنا فقد شبه الشاعر الحروف التي تتشابك وتعقد أبيات قصائده بأنثى فاقدة تعرضت لمصيبة جاوزت من خلالها الحد المعقول من البكاء للعويل والصراخ للدلالة على كبر حجم المصيبة،،


الشاعر هنا يحيا المصيبتين معا من جهة فاقد محبوبته،، ومن الجهة الأخرى فاقد رغبته في قول الشعر وهو يشتاقه كيف لهذا الفن أن يكون بذلك العمق من التناقض والروعة،، بين الرغبة والاشتياق كالرغبة بين الصد والهجر والإقبال والتلاقي حالة رائعة يجيدها الكباار كالوله لا يشبه إلا ذاته،،

بعد ذلك نجد شاعرنا يفخر بذاته الشعرية كفارس أمتطى صهوة جواده بحرفية تامة ،، قادر على الركض به مسافات طوال،، حتى خصومه واعداءه شهدوا له،، هنا يستحث الهاجس أن يخضب يديه من الرد وإلجام أولئك الأعداء،، لكن هناك روعة أُخرى رائعة رائعة تتوارى خلف السطور ألا وهي: إن كانت هي مثبطة لعزيمة شعره "تلك المحبوبة" "سعاد" ليكن إلجام شماتة الأعداء بابه الذي يدرء عنه شماتتهم،، ويظل عزيز النفس شامخ كما يعهد الفارس نفسه في المعارك،،
روعة وبشدة،،، وأنا أشهد إنك فارس أبيات القصيد،،


"وانت فارس معتلي ظهر الجواد" : استعاره شبهت الهاجس الشعري وقريحتك الشعرية كفارس يضد خصومه محترف شجاع،، الغرض البلاغي منها: الفخر بالملكة الشعرية،،

"حن سيفك من دماء تلك الخصوم": كناية عن درء شماتة الإعداء والرد على خصومه بما يليق بهم،،،

روعة وإبداع ،،،


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47