الموضوع: خطرات (2)
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-14-2022, 03:21 AM
محمد ’ غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 643
 تاريخ التسجيل : Apr 2022
 فترة الأقامة : 734 يوم
 أخر زيارة : 02-18-2024 (02:39 AM)
 المشاركات : 10,796 [ + ]
 التقييم : 11023
 معدل التقييم : محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute محمد ’ has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


Cs01 خطرات (2)













ليس من العدل أن تُنصِّب نفسك قاضيا في الحياة الدنيا وتدّعي العلم والحكمة والمعرفة التامة وبالتالي تحكم على مَن لا تعرف مِن الناس لمجرد أنك سمعت عنهم بعض الحكايات أو شيئا من الأخبار أو قيلت على لسانهم أقاويل في موضوع مُحدد أو مواضيع متفرقة.
فهذا أمرٌ خطيرٌ جدا لذلك قال الله تعالى في محكم تنزيله في سورة الحجرات: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } آية رقم 6 . والنداء في الآية للمؤمنين بالله وحده لا شريك له.
وهذا من قبيل الدعوة للتعقل في كثير من الأحايين فنحن بشر ضعفاء لدينا نقائص وعيوب كثيرة جدا ويعسر حصرها وهذا يصبُّ في مجرى حياتنا، أيضًا لدينا الأخطاء والذنوب.
لهذا يجدر التنويه أن الحكم المطلق المبني على أفكار أو مواقف أو ظنون أو انطباعات سابقة ليس بالأمر الهيّن البتة ولا المحمود أبدًا؛ لهذا نجد أن أغلب القضاة يعتذرون عن ممارسة العمل القضاء خوفا من هذه المسؤولية العظيمة، وفي المقابل نجد الكثير منا لايتورّع في إطلاق الأحكام المُعلّبة والجاهزة على ( الدول، الأعراق، المهن، القبائل، العائلات، الأفراد ) بسرعة شديدة وثقة زائفة وانفعال مشوش فبمجرّد أن يخرج الحدث على أيّ مما سبق يتم الحكم مباشرة بلا تروّي أو تثبت من صحة الخبر أو تفاصيله أو أسبابه ويكون الحكم جاهزًا ونهائيا وقاطعا لكل شك ويكأنه بُني على يقينٍ تام !!!!!

مجرّد أن يُقال على رجل أو أنثى أيّا كانت مهنتهم أو جنسيتهم أو أو أو .... ( خبر ) يتم التعامل مع هذا الخبر مباشرة بالآراء ثم الحكم !!!
لهذا كانت الشائعات من أخطر الأساليب لتدمير الشعوب أو الاقتصاديات أو المشاريع أو العائلات والأسر أو ذمم الناس أو أعراضهم ...
والشائعات تم استخدامها قديما وحديثا سواء في الحروب بين الأعداء أو تمّ استخدامها بين المنافسين كالتجار والأطباء والفنانين والكتاب وأصحاب المهن عموما وكذلك بين الفرق الرياضية وهذه طبيعة المنافسات التي تُنسى فيها الأخلاق وتُنحّى أو يُنسى فيها أمر الله لجميع العباد بعدم الظلم أو (البهتان : وهو الكذب بقصد الضرر) لهذا سمّى الله هؤلاء بالفسّاق لأن من يفعل ذلك هو يتعدى بالكذب إلى الظلم الذي يؤدي إلى شرور لايعلم بها إلا الله وحده .

وقد جاء في (نظام الجرائم المعلوماتية) عقوبة نشر الشائعات - لما لها من ضرر جسيم لاتحمد عُقباه - كما فصلت ذلك المادة السادسة منه والتي نصّت على:
يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية الآتية:
1- إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام ، او القيم الدينية، أو الآداب العامة ، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده ، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية ، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي .

---- المادة السادسة تتألف من 4 فقرات وأتيت بفقرة واحدة للمناسبة .*

وهذا يدل ولا شك على خطورة الشائعات على المجتمعات والأسر والأفراد وعلى كل مناحي الحياة من نهضة وتعليم وبناء وتطور واقتصاد وأمن واستقرار ... الخ
ويذكر الكثير أنه عند تفشّي مرض كورونا كفانا وإياكم أن الحياة تعطلّت وتوقف العالم عن الإنتاج والعمل لولا لطف الله ورحمته بعباده، وكانت جميع الحكومات والنخب السياسية والاقتصادية والعلمية والفكرية والأدبية تدعو إلى عدم تصديق الشائعات التي تنشر وتبث الخوف في المجتمعات والتشكيك في الدواء وعدم جدوى العزل وووو الخ ..

////

مع إن أصل المقال ينصبُّ على
( عدم الحكم على من لانعرف أو الأخبار والأحداث حتى نتبين )
إلا أن السبب في إطلاق الأحكام السريعة وتهاون الناس في هذا الأمر مردّهُ الرئيس هو
الـــشــــائـــعـــات التي صارت حديث الصباح والمساء.

فالحذر عزيزي القارئ من الجرأة في الظلم والتعدّي قبل التأكُّد والتثبُّت والتيقُّن والتبيُّن
تماما من صحة كل خبر وقول .. وحتى لو صحّ فالحكم لله ثم للقاضي فهو
ولي الله في الأرض ولسنا بذاك !
وقد قال العلماء أن من كمال الأدب التأدب مع الله ومن الأدب مع الله أن لا تُنصّب نفسك قاضيا أو حاكما في وجود قاضي من البشر هو المُعيّن والمسؤول عن هذا الأمر .

- كن حذرا من عقوبة الدنيا وأشد حذرا من عقوبة الآخرة .. فلا تكن ممن ينتهك الخصوصية أو يرمي الناس بالباطل لتشويه سمعتهم أو انتقاصهم لمصلحة دنيوية أو افساد تجارتهم أو تكون سببا في تدمير العلاقات بسبب الحسد أو الغيرة أو مصالح الدنيا .

أخيرا:
الحكم السريع خطر يجلب الندم والحسرة.
التعامل مع الشائعات على أنها حقيقة خلل يسبب الكوارث !


وللخطرات بقايا ،،


.
انتهت في 13 - 10 - 1443 هـ
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : خطرات (2)     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : محمد ’





 توقيع : محمد ’



كن جميلًا ..~



آخر تعديل محمد ’ يوم 05-14-2022 في 04:24 AM.
رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47