عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-22-2022, 08:36 AM
مُهاجر متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 591
 تاريخ التسجيل : Feb 2022
 فترة الأقامة : 826 يوم
 أخر زيارة : 05-07-2024 (11:27 AM)
 المشاركات : 17,639 [ + ]
 التقييم : 17983
 معدل التقييم : مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي ما وراء القضبان _ حوار _



يقول صاحبي :
لم يكن فريق جامعة هارفرد العريقة ،
يتوقع أن يهزم في أي مناظرة، ،
و بالأخص أنهم خلاصة الطلاب ،
و صفوة العباقرة. ، و الأمر كان شديد المرارة ،

حتى لم يستيغوا هزيمهتهم ،
و من مِن؟ أنهم هزموا من مساكين
في مركز السجون في ولاية نيويورك الأمريكية.

فبعد تخطئ جميع الفرق ،
و أكتساحها بفرق شاسع، أصطدم هذا الفريق الشاب،
بعباقرة من نوع خاص.

لقد كانت تلك المناظرة عن
"هل يجب أتاحة التعليم لبناء المقيمين
في أمريكا بصفة غير شرعية"،

مناظرة مجهده. حضر لها الطلاب ،
كل ما وقع تحت أيديهم من وسائل المعرفة
من أنترنت و كتب و بحوث ، و أساتذه.
بينما السجناء لم يتح لهم سواء مكتبة السجن ،
للبحث و التقصي ، و في سويعات محددة من اليوم،

و مع ذلك أستطاعوا أن يتزعوا نصرا ساحقا،
علق عليه الطلاب في حسابهم في
برامج التواصل الأجتماعي "

من الجيد أن تواجه خصما يجيد فن المناظره،
و كذلك لا تعد خسارتنا كارثية من أشخاص
قد أفاقونا ذكاء و دهاء".

الخبر أصاب الصحافة الأمريكية
بنوع من الهيستريا ، التي لم يستوعبها
كثيرا من الصحفيين ، و الأكادميين،

بل حتى ومن القراء أنفسهم.
كيف لمساجين ، بعضهم محكوما عليهم
في جرائم شنيعه، ان ينتصر على من تتلمذ
على المعرفة! سؤال حير الكثير،

و فتح الباب للنقاش ،
هل المجرمون أذكياء بفطرتهم؟
أما أنهم أذكياء يصطنعون
الغباء و العنف؟

أن ربط الجريمة بذكاء العقل ربما
يعد كارثة حقيقة، فكم من نوابغ ألف أمهات ا
لكتب و هم في غياهب السجون.
و كم منهم من كتب مجلدات في العلوم ،
و هو بين يدي السجانين و المساجين.

أن سليقة التعلم و المعرفة
لا تعرف بيئة معينة و لا مكان مخصص،
فعلى الرغم من الشروط الصعبة ،
التي تضعها بعض الجامعات للدخول أليها ،
و الدراسة فيها، فليس كل هولاء نبغاء.

أن ما حدث في مدينة نيويورك الأمريكية
يمكن ان يحدث في أي مركز من مراكز السجون.
و ذلك ان الناس تتفاوت في رغبة العلم،
و وجود البعض منهم وراء القضبان
لا يعني بالضرورة فقدان العقل المعرفي،

بل بالعكس ربما يجد السجين من الوقت الكافي للأطلاع ،
و التعلم ما لم يجده من يعيش في أحضان المجتمع
المليء بأعباء الحياة اليومية.

فريق جامعة هارفرد لم يفقد الأمل ،
و هو ينتظر للمناظرة القادمة في العام القادم ،
لكي يثبت أنه من صفوة نوابغ المجتمع،

فهل يا ترى سيكررها المساجين ،
و يتفوقوا على صفوة النوابغ؟


هنا ، لأبد من التطرق الى كيفية أتاحة الفرصة ،
للمساجين للتعلم و البحث و تهيأة الجو المناسب ،
لأصلاح هذا السجين لكي يخرج من عقوبته ،
و هو عضو فعَال في مجتمعه. ،
و لايجب أبدا أن يوصم السجين بالأبله ،

أو فاقد العقل و نبذه من المجتمع.
بل يجب أتاحة جميع الفرص له للتعلم ،
و تطوير الذات، فمن يعلم ربما ينشق الفجر
ببزوغ عالما كان يوما وراء القضبان.




قلت :
ما وقع فيه فريق " هارفرد " من وجهة نظري ،
هو ذلك الغرور الذي تجاوز حدود الثقة بالنفس ،
حيث ظنوا بأنهم فوق الجميع ،

وأن :
من سواهم لا يعنون لهم شيئاً !
فكانت تلك العقلية حاجبة عنهم حقيقة ،
وقاعدة هي أصل العلم ومن حقيقته ،
كون العلم بحر لا ساحل له القاعدة تقول :

" لَا يَزَالُ الْمَرْءُ عَالِمًا مَا طَلَبَ الْعِلْمَ ،
فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ ، فَقَدْ جَهِلَ
" .

وما :
لفت انتباهي واسترعاه هو عنوان المناظرة "
"هل يجب اتاحة التعليم لبناء المقيمين
في أمريكا بصفة غير شرعية " ،

مما :
جعلني أوغل في التفسير والاسترسال ،
في التخمين بأن أولئك المستهدفين هم أنفسهم ،
الذين يقع حولهم التساؤل في اتاحة الفرصة ،
من أجل تعليمهم ،

من هنا :
نستطيع معرفة سبب ذلك الفوز ،
وتلك الهزيمة التي منيَ بها ذاك الفريق ،

لكون :
أولئك المساجين لديهم قضية يؤمنون بها ،
وقد تشربوا حيثياتها وعلموا معطياتها ،


وبعيداً :
عن تلك التخمينات التي قد تجنح عن الصواب ،
يبقى أن من كانت لديه تلك الرغبة الجامحة ،
التي لا تحدها حدود ،
ولا تقيدها قيود تحول بينه وبين ما نفسه له تتوق ،
نال مبتغاه وفاز بالمرجو ،


فمن:
أراد العلم وصدق في طلبه ناله ما رغب فيه ،
ولا يُحكر ولا يُختزل التعليم بين جدران الجامعات فقط ،
فهنالك الكثير من المخرجات من حازوا على شهادات عليا ،
ولكنهم ضعيفوا المعلومات والثقافة !


حيث :
استفرغوا ما تعلموه في ورقة الامتحانان !
من اجل تلكم الشهادة ، فسرعان ما تبخر ما حصلوه
من معلومات ومعارف !


أما عن سؤالك سيدي الكريم :
هل المجرمون أذكياء بفطرتهم ؟
أما أنهم أذكياء يصطنعون الغباء والعنف؟



فجواب ذلك السؤال :
يبقى المساجين حالهم كحال بقية البشر ،
فيهم الذكي وفيهم البليد ،
وفيهم العبقري وفيهم الجاهل الغبي ،

والفارق بينهم:
أن من يقبعون في السجون ،
كان له ظروفه وملابساته ،
ومع ذلك لم يمنعهم من اكمال ما تعودوا عليه ،
من مطالعة وتثقيف ذاتي ،


وتلك :
اللفتة تعتني بالمساجين من أجل إعادة
صياغتهم من جديد ، لهي خطوة للأمام ،
لأنها تغير من تلك العقلية ،
التي تتنفس العدوانية والاجرام ،


ويصرفونهم :
بذلك عن تلكم المواطن ،
والبيئات التي تغذي تلك النزعة العدوانية ،
التي عاشوا على اكنافها ،


ولو :
تتبعنا بعض قضايا الاجرام ،
ونزلنا مسرحها ، لوجدنا تلك العبقرية ،
والدهاء في سيناريو تنفيذ تلك الجرائم ،

والتي :
تنم عن عقل يفوق حدود التصور ،
حيث يجعل المجرم الشرطة ورجال الأمن
في حيرة من أمرهم من حبكة ذلك المخطط ،
وذلك التنفيذ ،
" وما على المرء غير التسلح بالعلم "


واليوم :
نجد ذلك الزحف نحو الجامعات والكليات ،
ولا نرى بعد التخرج غير شهادات ورقية ،
والعقل فارغ من العلم _ إلا ما رحم ربي _ !

فالبعض :
قد اقتصر على المقررات ،
التي تعطى لهم ،

وتركوا :
التبحر والتوسع لتوسيع مداركهم ،
والتعمق في تخصصاتهم ،
أو أنهم انكبوا على تخصصاتهم ،
من غير أن يفتحوا نوافذ أخرى ،

لتكون :
لهم بها روافد للثقافة ،
والانفتاح على المجالات الأخرى ،


فكم :
رأينا ممن لا يملكون شهادات عليا ،
ولكن ثابتون راسخون في العلم ،

لأنهم :
علموا يقيناً أن العلم لا يعني الشهادة فقط ،
وإنما يكون دور المرء في تحصيله ،


حتى :
ولو كان بعيداً عن صروح الجامعات ،
لتكون الرغبه والإيمان هما وقود البذل ،
واستحضار أن العلم يمزق غشاوة الجهل .

فكما :
تفضلت به سيدي الكريم ،
فالبعض يجد في السجن تلك الفرصة السانحة
من اجل تحصيل العلم ، وزيادة رصيده المعرفي والعلمي ،
فكم من سجين ألف كتباُ ؟!


ومن هنا :
يمكننا الإشارة إلى أمر بالغ الأهمية ألا وهو :
إمكانية استغلال المكان والزمان ،
والتكيف والتأقلم في جميع الاوقات والأحوال ،

فبذلك نكسر شوكة تلك الاحزان ،
ونبدد ذلك الملل ورتابة الإيام ،
حيث نخلق لأنفسنا آفاق جديدة ،
بها نعبر قنطرة الحياة ،

" ولا أعني بهذا تقييد الأمر ،
على فعل ذلك أن نكون خلف القضبان
" .


ولعلنا :
نُكنِّي هنا تجوزاً أوضاع البعض ،
وسوقهم للمبررات ، التي تمنعهم ،
وتؤخرهم عن طلب العلم ،

وسبر أغوار المعارف بتلك المشاغل ،
التي يقنعون بها أنفسهم ،

والتي :
هي في حقيقتها قضبان يقبعون خلفها ،
ليحرموا أنفسهم من معين العلم
!


للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : ما وراء القضبان _ حوار _     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : مُهاجر






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47