الموضوع: جبين الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-19-2020, 01:10 PM
هادي علي مدخلي متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1348 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (11:18 PM)
 المشاركات : 168,494 [ + ]
 التقييم : 1004193
 معدل التقييم : هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute هادي علي مدخلي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي جبين الذاكرة











(1)

غزا الشيب، وجف الغصن
ولم أعد قادراً على عصر غيمة أخرى
نسيتُ رائحة الطين بعد المطر
ولم يترك الخريف كرة أخرى لأكرر حكايتي
وأِلج مدائنَ الشوق، ومقاهي الانتظار.

أشعرُ اليوم أن حروفي قد تجردت من ذاكرة الحنين
ولم يبقى من الأمس سوى حفنة وجع
وشيء من صرخة تسكن قعر قلبي
تتطاول لتتعلق بجدار رئتي
لعلها تصل الحلقوم، وتستنطق آخر أمنية
فيمضغها الواقع؛ ويكبِتُ أنفاسها من الجهات الأربع.

(2)

بحثتُ هذا المساء في دفتر أيامي المُرهقة
أتأملُ في صمتٍ أرقامي القديمة
أحاول أن أغتصب الذاكرة، ولو بأثرٍ رجعي
أن أمسح الغبار عن أرقام أُغلِقَت من حياتنا لعدم التفرغ!
بحثتُ كالمُدمِنِ في رسائلي القديمة
أحاول أن أُنعش ذاكرةً مثقوبة
أن أنسجَ خيوطاً من نورٍ تُضئُ آخر العمر.

(3)

أنا صدقاً أحببتك
لست أدري لماذا زرعت هذه الرسالة في خاصرة أيامي
ولم استطعِ التمرد عليها
ولم أجد سبيلاً لإخماد فتيلها
فما زالت ذكراها عالقة
أخاف أن أنزعها من قلبي؛ فألفظُ قلبي خارجَ جسدي
وتبقى هي تسكن الروح والجسد
لستُ أدري أين هي هذا المساء؟
ولستُ أدري هل ما زالت على العهد الذي نُقِش في الرسالة
ولستُ أدري هل لي بمحاولة أخرى؛ لأعيد ترتيبَ رغباتي
والبحثَ عن الأمنية الأغلى في حياتي
فلا يزالُ الحنين ينتقم مني، يخنقني، يصرع أنفاسي
يُلقي كل الأسئلة الحائرة أمامي؟
يريدُ أن يقنعني دون خجل أن نفسي قد تشبعت منها!
يُطالبني بكل حماقة أن أتطهر منها!!
وأُسَلِّمَ برحيلها كباقي المُسلمات
كيف ذلك؟ وهي غذائي، ودوائي
وبدونها أقتات الجوع، وأتسولُ العاطفة
أعيشُ الانتظار كمتسكعٍ في وجهِ الأرصفة
سئم المقاهي، وهو يتأمل في أعيُنِ المارة
لعله يجد منها لو طرفةَ عين تختصرُ المسافات
وتُداوي وجعَ السنين، وتنعشُ ذاكرته
تحمله لمواعيد الرقص على أكَمَةِ القمر
تلفه حول خصرِها كما يلتصقُ المارةُ حول جسر العبور
وتستفزُّ ذهولَهُ بقبلةٍ خجولةٍ على جبينِ الذاكرة.
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : جبين الذاكرة     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : هادي علي مدخلي






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47