منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة

الغيث · #1 06-10-2022, 08:57 PM

هل نحن فعلا بحاجة إلى العاملة المنزلية

لا أدري إن كان هذا الاسم هو الألطف بإنسانيتة بدلا عن الخادمة أو الشغالة ، وربما هو المستخدم حاليا في المخاطابات الرسمية ، ولا أدري من الذي رسخ فكرة ضرورة وجود
هذه العاملة داخل المنازل ، وإن كانت الفكرة موجودة منذ القدم لكنها كانت على نطاق ضيق
حيث تختص بالأسر ذات الوجاهات الاجتماعية العالية والمتعددة الدخول
لكن هذه الظاهرة نمت في السنوات المتعاقبة بعد ذلك ، ثم تفاقمت في سنوات الطفرة المالية
وحتى بعد رحيل فترة الطفرة ظلت الأسر متمسكة بحاجتها إلى تلك العاملة
فهل نحن بحاجة إليها فعليا ؟
دعونا نناقش المسألة من جميع جوانبها
1 ــــ الحاجة : ربما نتلمس العذر للأسر التي يوجد بها حالات مرضية مستعصية خصوصا النسائية منها ، وربما نتقبل الحاجة لذلك في الأسر التي تكون فيها الأم مرتبطة بعمل خارجي حكومي أو قطاع خاص ، لكن أن تكون سيدة المنزل هي ربة البيت وليس لديها أي ارتباط بعمل خارجه ، وبناتها وأبناؤها في سن الشباب فذلك ما نضع تحته خط برتقالي لأسباب منها :
أن وجود العاملة هنا يعوِّدُ ست البيت على التكاسل والدعة وإهمال واجباتها الأسرية والاكتال
على تلك العاملة في تنفيذ كل شيء داخل المنزل ، وهذا بحد ذاته يعود عليها بالأضرار الصحية
والجسدية ، حيث تقضي معظم الوقت في النوم فيزيد الوزن ويترهل الجسم ويتفاقم الخمول
مستحيلا إلى أمراض السكر والضغط والشرايين وتراكم الدهون بسبب قلة الحركة
سبب آخر : تعويد الأبناء الاتكالية ؛ بحيث لو أراد الابن أو الابنة كأسا من الماء فلا يقوم ويحضره ، بل يكلف تلك المسكينة بإحضاره إلى غرفته ، وهذا له مردود سلبي على نشاط الأبناء وشخصياتهم ومقدرتهم في حل الاشكالات التي تعترضهم ، واتخاذ القرارات المناسبة
وباعتقادي أن حل هذه المشكلة بسيط جدا حيث يُنظم العمل داخل الأسرة بتقاسم الأدوار
فكل له دور معين في المهمات المنزلية ، ولنا أمثلة متعددة في بعض الدول التي تطبق هذا المفهوم ، ففي اليابان مثلا ـــــ رغم مداخليهم المادية الجيدة جدا ـــــ من النادر أن تجد أسرة بها عاملة منزلية ، فهم يتقاسمون الأدوار داخل الأسرة ، فمثلا : يعد الطعام ، وكل فرد يأتي بطبقه
ويأخذ القدر الذي يحتاجه ، وبعد أن يأكل حصته يقوم بغسل الطبق وهكذا
إلا إن كان الهدف من جلب العاملة هو التباهي و ( الفشخرة الكذابة ) فهذه
مشكلة أخرى
2 ـــــ الجانب الاجتماعي : ويتمثل هذا الجانب في الكثير من الأمور منها :
أ ــــ اكتساب الأبناء لعادات وتقاليد وثقافات تختلف عن بيئتهم التي تربوا عليها ، فالمعروف أن هؤلاء العاملات يأتين من دول مختلفة لها عاداتها وثقافاتها الخاصة بها ، وقد يصل الأمر إلى التأثر العقائدي لدى الابن خاصة صغار السن ، فالعاملات منهن النصرانيات ، والبوذيات ،
ويهود الفلاشا ، وغير ذلك
ب ــــــ التغرير الجنسي والتحرش ، وخاصة حين يكون الأبناء الذكور في سن الشباب ،
أو يكون رب الأسرة ضعيف الإيمان .
ج ـــــ الاستحواذ الأسري وغزو العاطفة ، وخاصة حين تكون العاملة ذات سن ومواصفات مغرية
فالشيطان على أهبة الاستعداد ، وقد تهدم بيوت من خلال ذلك ، وكم حصلت في الواقع من حالات كفانا الله شرها
د ـــــ التعرض للأمراض النفسية والعصبية والعقلية باستخدام السحر والطلاسم والشعوذة ؛
لأن بعض العاملات لديهن اعتقادات غير صحيحة في ذلك ، وأن هذه الأشياء في بلادهن
غير محرمة ، وكم وجدت الكثير من الأسر أشياء من ذلك في حقائب العاملات .
3 ــــــ الجانب المادي والاقتصادي : وأقصد بها المبالغ التي تنفق في استقدام العاملة إن كانت غير ضرورية ، فهنا الاستغناء عنها يوفر تلك المبالغ ، حيث تذهب لبناء منزل أو ترميمه ، أو افتتاح مشروع خاص ، أو في الترويح عن النفس والتوسعة على الأبناء ، وهذا يعود على الأسرة والمجتمع والدولة بفوائد اقتصادية كبيرة .
4 ـــــ الجانب الأمني : ويتمثل في وقوع الجريمة من القتل والحرق والسرقة ، وتفاصيل ذلك معروفة ، وشواهده على الواقع قد حدثت كثيرا .
والموضوع مطروح للنقاش
وسلامتكم
***
الغيث
حصري

للمزيد من مواضيعي