الموضوع
:
رواية الخميائي _ تحت المجهر _
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-01-2022, 10:20 PM
Awards Showcase
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
591
تاريخ التسجيل :
Feb 2022
فترة الأقامة :
838 يوم
أخر زيارة :
05-09-2024 (10:44 PM)
المشاركات :
17,642 [
+
]
التقييم :
17983
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
رواية الخميائي _ تحت المجهر _
رواية الخميائي _ تحت المجهر _
السلام عليكم سادتي الأكارم /
هي محاولة متواضعة مني للوقوف على بعض فصول الرواية :
ومع استدلالهم واستلهامهم من ذلك الإرث العلمي والحضاري للعرب خاصة ، وللعجم عامة من المسلمين ،
لا بد أن يحشروا بعض المغالطات ، ليلبسوها طهارة تلك الإنجازات التي فتحت أعين العالم لما يسمى العلم النظري والتجريبي ،
ليضعوا أقدامهم على طريق العلم ، لتكون انطلاقتهم بذلك النَفَس ، الذي تنفسه القدماء من علماء العرب والعجم من بني الإسلام ،
وإن كانت براءة الاكتشافات والاختراعات ادرجوها في قوائم انجازاتهم !
الرواية في مجملها تعرج على البحث عن الذات ، جاعلة صفحة الكون ناطقة لا يفهمها إلا من أصغى لهمهماته ، وفك شفرة أسراره ،
ينطلق من فكره بديهية بسيطة ، ينطلق من محيطه الضيق ، ليلاقي الفضاء الفسيح الذي يضج بالأسرار ، يمر على مواقف وشخوص تبين له معالم الطريق ،
من رؤيا قضت مضجعه ، إلى أمل يتبلور ليرى فيه مستقبله ، يخرُج من حيز الرعي ومناجاة الأغنام ، التي حوى وتعلم همسها وحركتها ،
إلى أن تدرَّج في حمل واكتناز مخيلته من معلومات ، فد تقاصر عقله المنكفي على ذاته أن يستوعب كنهها ، يحدوه الفضول لتعلم المزيد حديث ، فوجد في رصد المعرفة متعة ،
تُضفي لحياته طعم لم يذق حلاوته من قبل ، أناخ مطية بحثه في أول مراحله ، عند تلك المنجمة ، ليجد عندها ذلك التفسير لتلك الرؤيا التي تكررت في منامه مرتين ،
ليستصحب معه تلك الفكرة التي غُرست في مخيلته والفكرة ، عن أولئك الغجر الذين لا يعرفون معنى للحياة ، غير النصب والاحتيال ،
ومع هذا وذاك ساقه الفضول لكشف المجهول ، متناسيا ذلك المخوف من النصب والإحتيال ، وما طلب المنجمة نصيبها من ذلك الكنز المدفون ،
إلا إعادة الروح لجسده ، حيث جعلت من ذلك فرصة الهروب من استقطاع ما لديه من نقود ، لينتقل بعد ذلك بتجربة أخرى ، ليلتقي بذلك العجوز
الذي كان له الأثر البالغ في فتح أفاق تفكيره ، بحيث رافقه بحديثه في غالب رحلته ، وكأنه ظله الذي لا يفارقه ، حيث بين له بعض الأمور وأرشده على بعض الإشارات ،
وإن كان في تبيانها نوع من الغموض ، ليجعل له مساحة يعمل بها عقله ، ليصل بنفسه للمقصود .
ما زلتُ أبحر في تلك الرواية التي تعج وتضج بالإشارات ،
والرموز ، والإيحاءات :
نجدُ في طياتها الحكمة ، العبرة ، التوجيه ، الدعوة ، المراجعة ،
تنساب بين مساماتها بعض المصطلحات ، أو الأفكار التي تحتاج لتنقية ، والوقوف على أعتابها ، لكونها تخالف المبادئ ،
وما نؤمن به من ضوابط الشرع من حرمة ، وفي المحصلة :
في طواف ذلك الشاب الباحث عن الكنز الذي " نتجوَّز" وصف ذلك الكنز على أنه كنزا ماديا ومجازيا ،
ليفتح الأبواب بسعيه الحثيث ، ليعرف حقيقة نفسه وذاته ، أخذ الخيط الموصل للحقيقة من ذلك الملك العجوز ،
جميلة هي تلكم اللفتة عندما ساق تلك التجربة مع ذلك الباحث عن الزمردة ، وبعد البحث وتحطيم تسعمائة وتسعا وتسعين حجرا ،
كان الدرس أن الإنسان لا يستسلم ، فلربما يكون النجاح في المحاولة التالية ، نتوقف ليعاود أنفاسه ويعيد نشاطه ،
ولعل الواحد منا يسير في الحياة متخبط خبط عشواء ، ليس له هدف يعيش من أجله ، ولربما حالفنا الحظ حين يُساق لنا من ينبهنا ، ويوقفنا مع ذواتنا ،
ولعل انفراجة وافقت ساعة راحة البال ، لتغير لنا نمط الحياة ، للنتقل من رتابتها إلى تجديدها ،
يمر الساعي عن الجديد وما يجعله متناغما مع الكون ، باحثا عن إكسير هذه الحياة ، وبينما هو مجد في طلبه صادقا ، ومؤمنا بقضيته ،
تعتريه الظروف وتغالبه حشرجات النفس ، حين يخفق القلب ويجذبه نحو ما يُسكّن به همّه ، وتُنعش روحه ، ولربما كان ذلك مثبطا قدم عزيمته ،
فما كان حبه لتلك الفتاة إلا بابا من أبواب البلاء والإبتلاء ، لتقاس به درجة اليقين بهدفه ، تنحرف بوصلة المجد ، ولعل في ذلك زيادة ، وتبيانا بأن الرحلة لم ،
ولن تكون مفروشة بالورود ، بل يتلفعها الشوك ، وكم هو جميل ذلك الإنسجام والتلاحم ، عندما يغوص الإنسان في ذاته ومكوناته ، يستمع لنبض قلبه وجوارحه ،
لتكون لغة تتجاوز المعاجم الشارحة لمعناها ، لوجود ذلك الرابط المتلازم ، الذي يكون القلب هو المستودع ، والبصر والبصيرة اللتانِ تقودان ذلك الإنسان ،
الذي يُضفي عليه المصداقية ،
ولكوننا نحن معاشر المسلمين لنا شريعتنا ، وما يضبط حركتنا وسكوننا هو البوصلة ، التي عليها نسير ، فقد كفانا الله مؤنة البحث عن الصانع الأول لكل الخلق ،
ما ينقصنا هو تسخير تلك الحصيلة العقدية في عملية التأمل والتدبر في الكون ، أما فيما جاء في الرواية ، فهو بحث مُضني يستحق العناء لبلوغ الحقيقة المطلقة ،
التي تجمعُ شتات المبعثر في جنبات هذه الكون .
تلك الأسطورة :
هي سر الحياة التي يحيا من أجل تحقيق غايتها ذلك الإنسان المدرك لحقيقتها ، تنشأ كحلم وأمنية يتبعه سعي ،
وعمل يحصنها يقين ، وإيمان يظللها ، وينافح ، ويكافح عنها أمل ، واللبيب من يتدرج في الوصول للغاية الأسمى ، بحيث يُجدد الأهداف ،
فالإنسان قد يصل لمبتغاه ، حينها تنطفي جذوة المبادرة والحراك ، ولعل هُنالك مغالبة تحول بينه وبين الوصول لهدفه ،
من هنا :
كان لزاما أن يُجد ، ويضع في الحسبان البدائل ، وما نراه اليوم تلك الأمنيات ، التي أودعت في مستودعات التسويف والإهمال !
ليكون المستحيل هو حقيقة الحالم ، والوسنان ، ولنا في بطل قصتنا خير مثال في ترحاله ، وانتقاله من حال إلى حال .
نجد لتحركات بطل الرواية اشارات يجدها تُطل برأسها ، بين فينة وأخرى كنافخة لروح عزيمته ، إذا ما توارت عنه معالم الطريق ،
فالإشارات قد تكون معالم ، وقد تكون مؤشرات ومنبهات ، وقد تكون علامات وبراهين صدق لذاك المقال لذاك الناصح .
للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
رواية الخميائي _ تحت المجهر _
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
مُهاجر
المصدر:
منتديات مدائن البوح
زيارات الملف الشخصي :
89
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 21.04 يوميا
مُهاجر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى مُهاجر
البحث عن كل مشاركات مُهاجر
1
1
1
2
2
2
3
3
3
5
5
5
6
6
6
7
7
7
8
8
8
10
10
10
11
11
11
12
12
12
13
13
13
15
15
15
16
16
16
17
17
17
28
28
28
30
30
30
31
31
31
32
32
32
37
37
37
38
38
38
39
39
39
41
41
41
44
44
44
45
45
45
46
46
46
47
47
47