الموضوع
:
الغين و الراء: تأمّل
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-08-2022, 11:36 PM
أندلُسي آلهوى
Awards Showcase
لوني المفضل
Black
رقم العضوية :
646
تاريخ التسجيل :
May 2022
فترة الأقامة :
729 يوم
أخر زيارة :
05-25-2023 (11:40 PM)
الإقامة :
حيث أكون
المشاركات :
16,574 [
+
]
التقييم :
20872
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
الغين و الراء: تأمّل
الغين و الراء: تأمّل
الغين و
الراء:
تأمّل
(
غـــر
)
/أ/عبد الله بن سليمان العتيق
أصولٌ ثلاثةٌ صحيحة:
الأول: المثالُ مِن قولِ الناسِ: فُلانٌ على غِرارِ فُلانٍ، أي على مِثالِهِ.
الثاني: النُّقْصانُ، مِن قولِكَِ: غارَّتْ الناقةُ، إذا نقَصَ لبنُها، و في الحديثِ " لا غِرارَ في صلاةٍ و لا تسليمٍ " أي: لا نقْصَ.
الثالثُ: الغُرَّةُ، و غُرَّةُ الشئِ أكرمه، و منها البياضُ، و الليالي الثلاثُ الأُوَلُ من الشهرِ
حيثُ أنَّ المباني مدخلٌ لِفَقْهِ المعاني، و للحروفِ إشاراتٌ و أسرارٌ، و للفظِ ذوقٌ يُدرِكُه مَنْ أدرَكَهُ، فلهذين الحرفين، بأصولهما الثلاثةِ إشاراتٌ بالغاتٌ، و معانٍ باسقاتٌ، أسوقُ شيئاً، و يُدركُ القارئُ أشياءَ.
المرءُ في حياتِه يطمحُ لأن يكون في حالٍ حسنةٍ، و في هيئةٍ مُسْتَحْسَنَةٍ، لا يشوبها شائبة، و لا يعتريها عَوَرٌ، و له الحقُّ في ذلك، فإنَّ مَن منحه اللهُ عقلاً، و وهبَه فِكراً لا يرتضي بالمقامِ الراكد، و لا يلتفت إلى المحلِّ الجامد، بل يسعى للارتقاءِ، و يرتقي بالانتقاءِ.
و مسيرتُه لا بُدَّ له فيها مِنْ (غِرارٍ) يَحتذي فيها غرارَه، ليكون الطريقُ أمامه بيِّناً، و شاراتُه بارزة، فلا يَتُوْه في بُنَيَّاتِ الطُرُقِ، و لا يضيع في متاهاتِ الفِرَقِ، و قَيْدُ الـ (غِرارِ) أنْ يكون عارفاً بالطريقِ، ضابطاً معالِمَهُ، أميناً، مُخلِصاً، ليكون مَن سَلَكَ الـ (غِرار) آمناً، مُطمئناً.
و على الآخذِ بالـ (غِرار) أن يُدَقِّقَ حالَ الانتقاءِ، فليستْ حياته محلَّ التجارب، و لا موطناً للتنقُّلاتِ.
فإذا أردتَ أن تكون ناجحاً في شئٍ، و آتياً به على أتمِّ وجهٍ فاتخذِ الـ (غِرارَ) الأكمل، و الأتمَّ الأجمل، ليُقالَ: فُلانٌ على (غِرارِ) فُلانٍ.
هذا أصلٌ أولٌ في مسيرةِ التألُّقِ.
الطريقُ طويلٌ، و الـ (غِرارُ) بشَرٌ، فلا يَخلو الـ ([غِرارُ) مِن (غِرارٍ)، و ليسَ عيباً، و إنما العيبُ الإبقاءُ للـ (غرارِ) دون إكمالٍ، و التَّرْكُ دونَ إتمامٍ.
فالـ (غِرارُ) ثلاثٌ:
الـ (غِرارُ) الأولُ: في الـ (غِرارِ) [الذي هو الأصل الأول]، بأن يكون فاقداً شيئاً من قُيودِ كونهِ مُتَّخَذَاً لذلك.
و الـ (غرارُ) الثاني: في الطريقِ، فلا تأخذ طريقاً خاطئة، فليستْ كلُّ الطرُقِ تؤدي إلى الهدفِ، و ليسَ مَن رام الخير مُصِيْبَهُ، فاعرف الطريقَ حقَّ المعرفةِ ليكون مسيرُكَ على (غرارِ) الصوابِ.
و الـ (غرارُ) الثالثُ: في الذاتِ، فكمِّلْ ذاتَك، و تمِّمْ صِفاتَك، و أطلقِ القُدُراتِ، و لا تكونَنَّ مِمَّنْ انتابَهُ (غرارٌ) في ذاتِه، فضَيَّعَ صِفاتَه، و فرَّطَ في أمرِه.
و هذا أصْلٌ ثانٍ في مسيرةِ التألُّقِ.
كُنْ في مسيرَتِكَ دوماً ذا:
(غُرَّةٍ) في نَفْسِكَ، و في خُلُقِكَ، و في مالكَ، فإنَّ الـ (غُرَّةَ) لا تتأتَّى إلا بَعْدَ أن تُحقِّقَ ذلك في ما ذُكِرَ.
و هذه الـ (غُرَّةُ) تَتَطلَّبُ أن يكونَ لونُكَ منطبعاً بياضُهُ على: قلبِك فيكون في بياضِ اللبنِ، و في ثَوبِكَ ليكون في بياضِ الثلجِ، و في نفسيَّتِكَ لتكون الدنيا كُلُّها (غُرَّةً) و تَكونَ أنتَ (غُرَّةً) في جبين الزمانِ.
و حتَّى تَكونَ (غُرَّةً) في الجبينِ كُنْ (غُرَّةً) في كلِّ فضيلَةٍ، وَ (غُرَّةً) في الطريقِ، وَ (غُرَّةً) في كلِّ شئٍ و قبلِ كلِّ شئٍ. و هذا أصلٌ ثالثٌ في مسيرةِ التألُّقِ.
هكذا تأملْتُ، بَعْدَ أن تَذَوَّقْتُ، فنقلتً.
(
غـــر
)
/أ/عبد الله بن سليمان العتيق
أصولٌ ثلاثةٌ صحيحة:
الأول
: المثالُ مِن قولِ الناسِ: فُلانٌ على غِرارِ فُلانٍ، أي على مِثالِهِ.
الثاني
: النُّقْصانُ، مِن قولِكَِ: غارَّتْ الناقةُ، إذا نقَصَ لبنُها، و في الحديثِ " لا غِرارَ في صلاةٍ و لا تسليمٍ " أي: لا نقْصَ.
الثالثُ
: الغُرَّةُ، و غُرَّةُ الشئِ أكرمه، و منها البياضُ، و الليالي الثلاثُ الأُوَلُ من الشهرِ
حيثُ أنَّ المباني مدخلٌ لِفَقْهِ المعاني، و للحروفِ إشاراتٌ و أسرارٌ، و للفظِ ذوقٌ يُدرِكُه مَنْ أدرَكَهُ، فلهذين الحرفين، بأصولهما الثلاثةِ إشاراتٌ بالغاتٌ، و معانٍ باسقاتٌ، أسوقُ شيئاً، و يُدركُ القارئُ أشياءَ.
المرءُ في حياتِه يطمحُ لأن يكون في حالٍ حسنةٍ، و في هيئةٍ مُسْتَحْسَنَةٍ، لا يشوبها شائبة، و لا يعتريها عَوَرٌ، و له الحقُّ في ذلك، فإنَّ مَن منحه اللهُ عقلاً، و وهبَه فِكراً لا يرتضي بالمقامِ الراكد، و لا يلتفت إلى المحلِّ الجامد، بل يسعى للارتقاءِ، و يرتقي بالانتقاءِ.
و مسيرتُه لا بُدَّ له فيها مِنْ (غِرارٍ) يَحتذي فيها غرارَه، ليكون الطريقُ أمامه بيِّناً، و شاراتُه بارزة، فلا يَتُوْه في بُنَيَّاتِ الطُرُقِ، و لا يضيع في متاهاتِ الفِرَقِ، و قَيْدُ الـ (غِرارِ) أنْ يكون عارفاً بالطريقِ، ضابطاً معالِمَهُ، أميناً، مُخلِصاً، ليكون مَن سَلَكَ الـ (غِرار) آمناً، مُطمئناً.
و على الآخذِ بالـ (غِرار) أن يُدَقِّقَ حالَ الانتقاءِ، فليستْ حياته محلَّ التجارب، و لا موطناً للتنقُّلاتِ.
فإذا أردتَ أن تكون ناجحاً في شئٍ، و آتياً به على أتمِّ وجهٍ فاتخذِ الـ (غِرارَ) الأكمل، و الأتمَّ الأجمل، ليُقالَ: فُلانٌ على (غِرارِ) فُلانٍ.
هذا أصلٌ أولٌ في مسيرةِ التألُّقِ.
الطريقُ طويلٌ، و الـ (غِرارُ) بشَرٌ، فلا يَخلو الـ ([غِرارُ) مِن (غِرارٍ)، و ليسَ عيباً، و إنما العيبُ الإبقاءُ للـ (غرارِ) دون إكمالٍ، و التَّرْكُ دونَ إتمامٍ.
فالـ (غِرارُ) ثلاثٌ:
الـ (غِرارُ) الأولُ: في الـ (غِرارِ) [الذي هو الأصل الأول]، بأن يكون فاقداً شيئاً من قُيودِ كونهِ مُتَّخَذَاً لذلك.
و الـ (غرارُ) الثاني: في الطريقِ، فلا تأخذ طريقاً خاطئة، فليستْ كلُّ الطرُقِ تؤدي إلى الهدفِ، و ليسَ مَن رام الخير مُصِيْبَهُ، فاعرف الطريقَ حقَّ المعرفةِ ليكون مسيرُكَ على (غرارِ) الصوابِ.
و الـ (غرارُ) الثالثُ: في الذاتِ، فكمِّلْ ذاتَك، و تمِّمْ صِفاتَك، و أطلقِ القُدُراتِ، و لا تكونَنَّ مِمَّنْ انتابَهُ (غرارٌ) في ذاتِه، فضَيَّعَ صِفاتَه، و فرَّطَ في أمرِه.
و هذا أصْلٌ ثانٍ في مسيرةِ التألُّقِ.
كُنْ في مسيرَتِكَ دوماً ذا:
(غُرَّةٍ) في نَفْسِكَ، و في خُلُقِكَ، و في مالكَ، فإنَّ الـ (غُرَّةَ) لا تتأتَّى إلا بَعْدَ أن تُحقِّقَ ذلك في ما ذُكِرَ.
و هذه الـ (غُرَّةُ) تَتَطلَّبُ أن يكونَ لونُكَ منطبعاً بياضُهُ على: قلبِك فيكون في بياضِ اللبنِ، و في ثَوبِكَ ليكون في بياضِ الثلجِ، و في نفسيَّتِكَ لتكون الدنيا كُلُّها (غُرَّةً) و تَكونَ أنتَ (غُرَّةً) في جبين الزمانِ.
و حتَّى تَكونَ (غُرَّةً) في الجبينِ كُنْ (غُرَّةً) في كلِّ فضيلَةٍ، وَ (غُرَّةً) في الطريقِ، وَ (غُرَّةً) في كلِّ شئٍ و قبلِ كلِّ شئٍ. و هذا أصلٌ ثالثٌ في مسيرةِ التألُّقِ.
هكذا تأملْتُ، بَعْدَ أن تَذَوَّقْتُ، فنقلتً.
للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الغين و الراء: تأمّل
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
يَعْرُب ~
المصدر:
منتديات مدائن البوح
زيارات الملف الشخصي :
311
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 22.75 يوميا
MMS ~
يَعْرُب ~
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى يَعْرُب ~
البحث عن كل مشاركات يَعْرُب ~
1
1
1
2
2
2
3
3
3
5
5
5
6
6
6
7
7
7
8
8
8
10
10
10
11
11
11
12
12
12
13
13
13
15
15
15
16
16
16
17
17
17
28
28
28
30
30
30
31
31
31
32
32
32
37
37
37
38
38
38
39
39
39
41
41
41
44
44
44
45
45
45
46
46
46
47
47
47