عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2021, 03:38 AM   #5


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : 04-26-2024 (02:15 PM)
 المشاركات : 22,564 [ + ]
 التقييم :  122279
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: هديَّـه



وينتقل في لقطات أخرى،، ومضامين حالات جديدة لرسائله،،


للحَيَـاة الظَّالمَـة صُـورَة عَــدَالَــة
مثلمَــا فِي ظَـالِـمِـيــنَـــا عَـادِلِـيـن

مثل من ضَاعَت يمِينَه فِي شمَالَه
يَآكُل بْـ يُســرَآه و يَحسِبهَــا يِمِين

متّقي رَبَّ المَلأ في كَسب مَــالَــه
مَا يسَـاوِيـه الّـذِي بَـه يِـسـتِهـيـن

من غَرَس في رُوضَةالخِلاَّن بَالَه
مَا جَنَى غَير الهَــوَاجِسْ كُلّ حين

يسْـرِجَ اَلتَّفكِيـر وَ الأَوُهَــام فَـالَـه
يفقِـد اَلتَّمييــز لَـو عَـقْـلَــه رزين

إن الحياة التي يعيشها تعبر عن ظلم من قبل المتجبرين،، وهو المظلوم بها،، فقد قدم قلبه وكل ما يملك طوعها لكنه لم يجد صدى العطاء،، أليس العطاء من جنس العمل؟؟؟ هكذا يستنكر شاعرنا،، طالما أعطى أين مردود قلبه ومشاعره؟؟؟ لا يوجد من سيهبها كما وهبها هو من عطاء مشاعره،،، وتلك نظرة العاشق الذي يرسم ميزان العدالة بمردود الحصاد،، قلبها الثمن المكافئ ،،

لا تبدو على ما يبدو أنها ظالمة للآخرين،، يبدو أنها تبدو بمظهر رائع،، نلمس أنها تبدو عادلة
تلك الظالمة لقلبه تبدو ممثلة للعدالة،، نراها بصورة مغايرة،، وهنا لمن يبرر لذاك الذي لا يرى جانبها الظالم ،، للذي لم يعلم عن ظلمها له ،، أنه شيء عادي ومتوقع أن لا يرى ظلمها وحالها يشابه كثير من الظلام والطغاة يُصورهم العالم بهيئة العدالة ،،

هنا كل الصور تتدافع من معاني العديد من الشعراء الذين مثلوا نفس حالة شاعرنا الصقري من الأمثلة:
من قصيدة مذهلة لعبدالرحمن بن مساعد" ظالم وما أعدله" كملهمتك تلك

وصورة مهندس الكلمة ودفاع عاشقها: "علموا الظالم ترى المظلوم راضي"
حتى ظلمها القاسي اللي ما أنصفه وروعة جدا هنا ،،،

"للحياة الظالمة": استعارة شبه الحياة كطاغية الغرض منها بيان سوء حظه مع المحبوبة التي لم ينل حبها ،، فنيل حبها يراها الإنصاف،،

"ظالمين// عادلين": طباق إيجابي للدلالة أن الأمر ليس كما يبدو فهي ظالمته وتبدو غير ذلك كما هم طغاة جبابرة عدة يظهرون بموقف العدالة ،،

ومن ثم يصور حاله الالتباس تلك على الناس بتشتتهم راسما صورة الطغاة وفهم لهم اللي يراهم عدالة وهم الظلم ،،، مثل الذي ما علم أي يد هي اليسار وأيهما اليمين،، وللالتباس والغبش وعدم الوضوح والجهل يأكل باليد اليسرى يخالها يمين ،،فهي ظالمة وظالمة

يسار/ يمين: طباق إيجابي لبيان الوقوع في سوء الفهم ،،، فهي ظالمته وإن بدت غير ذلك ،،

وأول ما راح تتهم بالظلم لن نجد محامي غيرك طبعا

ثم ينتقل لبيان صورة منتقديه ،، اللي يعيبون حاله،، يشبهون أولئك الطغاة في عدم تمييز الأمر،، حيث ظاهريا يبدو "الطغاة" وكأنهم رجال محترمين وهم في الحقيقة لصوص بمعنى أو بآخر،،

يكفيه أنه راضى ربه وكسبه حلال وأنه من الميعين لله المعتصمين بأوامره ،، يكفي أنه ما كان مثل الذين فرطوا في حق الخالق واستهانوا بأمور لا تجوز،،فأمرهم عظيم عند الله ،،

" في كَسب مَــالَــه": كناية عن تحري الحلال في الرزق ومصدر الأموال،،

لذا يرفض المقارنة مع من يستهين ويفرط بحق الله ،، رائع هنا،،

ولا ينفك يذكرها،، يعود لسيرة عشقه،، يتحدث بشكل عام والكلام يخصه،، فمن وضع أمله وأفكاره كبذرة ألقها في أرض تبدو صالحة خصبة بها الماء والاتساع يجني ثمرة وسواس يشغل باله ويزيد شقائه ويعنيه،، يجني حصاده فراق من ذاك الخل ،، يجنيه حنين وشوق كوقود لغياب الخلان،،

نظرة التعميم هنا
من باب تجربة ذاتية عندما يخيب أمل العاشق فيمن سخر لها كل مشاعره يرى كل الأحباء هكذا طبعهم الهجر والفراق ولا يجني المحب منهم إلا الشقاء ،، مشاعر عنيفة ترسم تصور يعمم حتى وإن كذب يصدقه العاشق ويصادق عليه،، فهي كل النماذج من وجهة نظره ،،

من غَرَس في رُوضَة الخِلاَّن: استعارة شبه أن مشاعر المحبة بين الأحبة لا تنبت النافع المغذي،،

بَالَه: استعارة شبه الخاطر كأنه بذرة قابلة للنمو الغرض منها بيان انشغال تفكيره ووقته بمن يهواها ،،

مَا جَنَى غَير الهَــوَاجِسْ: استعارة شبه الهواجس"الوساوس" وكأنه ثمر يُحصد،، الغرض منها بيان العذاب من العشق،،

كُلّ حين: كناية عن الاستمرارية
وهنا كما قلت التعميم

ابداع الصور والمعاني ،،،

يظل العاشق يفكر بمن يهواها ،، تسيطر عليه وعلى أفكاره فلا يجد سيرة إلا بها،، وكأن تلك الأفكار ما هي إلا دعم لفارس أمتطى خيله ومن ميزة الحصان الركض والجري في أرض واسعة،، مخصصة لفارس أعدت له ،، يجد أنه ما طارد إلا سراب ووهم ،، لم يكن ذاك العشق صادق بل ضرب من خيال،، ذاك حظ من أتخذ المحبة والعشق عنوانه،، لا يجني ألا سرابا ولا شي، سواه،

هنا يصاب بحالة الغضب بعد أن يصل لحقيقة أن مشاعره قد أُهدرت ،، ضاعت هباء،، يتعرض لحالة الضياع // الشتات// البعثرة// ولا تلم عاشق قد هوى وفقد تميزه حتى أنطبق عليه مثل من ضيع يمينه في شماله ،، فما تعرض له القلب ليس باليسير ،، حتى لو كان على أعلى درجات العقل والتفكير والثبات ،،

يسْـرِجَ اَلتَّفكِيـر: استعارة شبه التفكير كحصان يسابق في أرضه لينال ،،،

وَ الأَوُهَــام فَـالَـه: كناية عن أن الحب لا يوجد حقيقة بل هو سراب كحصاده،، فما أدى لسراب فهو بالأحرى يكون سراب،،
فالنتيجة تتبع سسببها ،،،

رائع،،


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47