عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2021, 03:22 AM   #4


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : 04-26-2024 (02:15 PM)
 المشاركات : 22,564 [ + ]
 التقييم :  122279
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: هديَّـه



لا زالت الرسائل تسرد حكاياتها دون طرس وقرطاس وورق،،

كُلّ جَرح بْـ قِصَّـه وُإِثبَــاتْ حَـالَــه
وكُلّ دَمعَـــه تَجعَـل القَـاسِـي يِلين

ليتَهَـا لآنَت قُلُوب اَهل الجمَــالَـــه
مَا قسَت بالمِمتلي شُـوق و حَنِين

اَلرّسَـايـِـل لَا غَدَتْ للبُـــوح آلَــــه
خَلِّي الخَــافِقْ مَـعَـاهَـا مـسـتِكـيـن

إنْ طَرَى لَه جَرح وَالاّ مَاطَرَى لَه
خَلَّـه ينَــاجِي وَ لَا تِســأَلْـــه مـيـن


وكم ألتقى شاعرنا الصقري هنا مع الشاعر صالح إدريس في معناه عندما قال:
الرسايل أصبحت ماضي دفــين
والقلم يجري على الصفحة حزين
والليالي صارت بعمري سنين
بس لو مرة يناديني الحنين

شاعرنا يستدعي تلك الرسائل من أعماق ذاته الوجدانية،، كل جرح رسالة من موقف فيه حالة من مجموع حالات ومواقف جمعتهما معا،،

كل موقف قصة من قصص عاشق هواها بصدق والدليل ما خلفت تلك المواقف إلا رسايل تشكلت من جروحه النازفه لتُجمع كلها في هئية جرحه الكبير ،، وخسارة العاشق ما لها عوض لأنه يرى الحب إذا جاء بصفته الحقيقية ماله بديل،،،
وروعة هنا،،

ما لقى وسيلة تعبر إلا الدمع عن حزن دفين حزن أليم ،، جروح نزفت دم قلبه ولامست ماي عينه مالحة ،،، تلك الدموع من شأنها تبدل حالة المتسم بالقسوة الشديدة أن الرقة كفيلة تجعل القاسي يرق ويحن،، هنا إيحاء أنها أي المحبوبة أشد قسوة من ذاك القاسي وكأن كل القسوة جُمعت بطبعها ،،

العاشق إن لم ينل في الهوى رضاه كان كل اللي حوله ضده حيث يرى من الإنصاف أن تُقابل مشاعره من تحب لأن مشاعره كبيره ولا أحد سيكون في حب من هواها مثله تلك وجهة نظر العاشق اللي هام بمحبوبته،،

وهنا يستدعي
التمني: "ليتها": تمنى عاشقها أن يحن قلبها وترق لحاله وينال حبها ،، ولأن كما أخبرت "ليت" تفيد التمني فالأسلوب الإنشائي الطلبي جاء هنا لبيان استبعاد العاشق أن يرق أو يحن قلبها،، بعد كل تلك السنوات ،،
رااائع

تلك التي تجمع من الزين كله ولا يرى زين بعدها ولا رآه قبلها ليتها ترأف بذاك اللي يحن ويشتاق ويعني ذاته ،، وقد أثخن بجراحه،، وزادت مشاعر حنينه وأشواقه ككأس مُلأ من تلك المشاعر ،،،

الممتلئ شوق وحنين: شوق وحنين بينهما ترادف،، وهنا استعارة شبه الشوق والحنين كمادة سائلة ،، كما شبه نفسه باستعارة ثانية كأس لبيان أنه بلغ من الأشواق واللهفة أقصى حد ،، اللي جاوز الحد المعقول ،،،

اَلرّسَـايـِـل لَا غَدَتْ للبُـــوح آلَــــه: تلك الرسايل "المواقف" وكأنها الأداة المغذية لفكرة البوح،، هنا كناية عن تلك المواقف هي منبع ومصدر أبياته المشبعة بذكراها،، بجروح لا زالت تنزفها ،،

الله كم من المواقف رسايل ،، تبث أثيرها عبر آلة للدلالة على كثرتها وانتاجها بغزارة فهي غير تقليدية لم تُكتب باليد،، بل بالآلة لبيان كثرة نسخها ،،
الله والله ،،،

تلك الرسائل مختلفة عن رسائل شاعرنا ،، عادة الرسائل بين العشاق بأي طريقة كانت،، وبأي وسيلة صيغت من نظرة العيون ،، حتى النصوص المكتوبة هي ذكرى جميلة،، تجعل القلب مطمأن أنه يجني ثمرات هواه،،،
بينما رسائل شاعرنا رسائل عاشق سكونه ظاهري استسلام والواقع بركان نشط،،
وهنا أيضا لبيان قلة الحيلة فلا حول ولا قوة لذاك الخافق وماذا سيفعل أمام قاسية لا ترق وتحن وتلين!!!

ينقل الشاعر دفة حواره للمنصت،، لمن يرى حاله،، لمن يمر به،، أو لمن يقابل معاني لذاك الذي يعاني نفسه،، ليعي البشر ويُفهم كل الماس عن مشاعر العشاق،،
من خلاله
هو صاحب الخفوق اللي يعبر عن جرحه سواء استحضر الموقف أم لا ،، ليكفوا الملام والعتب فذاك من شأنه يزيد جراحه جراح،،

فلا يعلم شدة ألم الحرق إلا من أكتوى،، ولا يدرك معنى النار إلا رجل وطأتها "رجل واطيها"،،
قد يرونه في حالات شتى تصل لمناجاة الذات ليدعوه وشأنه فهو يعاني،،

"طرى// ماطرى" : طباق سلب غرضه بيان تقلب حالة العاشق الفاقد من تتبادر له مواقف كرسائل،، غرضها: ليدعوه وشأنه فأن به ما فاق صبره،، رائع،،،

كما يطلب بأسلوب إنشائي طلبي غرضة نهي "لا تسأله": عدم مقاطعته بسؤال بمن "من" للاستفهام للعاقل وهنا أسلوب إنشائي طلبي آخر نوعه استفهام بأداة "مين//من" وكأنه يخبرهم بلسان الحال"اللي فيه مكفيه"

والله أهل الهوى مساكين

وابدعت ،،،


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47