رد: حوار مع توأمي
أعتذر منكم على التأخير !!
لكون الضيف كان ضيفا ثقيلا
من حيث صعوبة الحوار معه !
نعم " الحوار معه " !
فقد جاء طارق الباب ذاك
لنجدة " توأمي " !
دعوني اطلعكم على البعض
من ذالكم الحوار ولكن قبل هذا :
دعوني أعطيكم نبذة سريعة
عن ذلك الضيف ؛
اسمه :
" خالد "
عمره :
" 28"
مؤهله :
" ماجستير في الآداب " .
متخرج من الجامعة البريطانية
بمرتبة الشرف " .
هوايته :
" المطالعة " .
فكره :
" متحرر مستقل " .
اسلوبه في الحوار :
فظا لا ينم عن متعلم مثقف !
الذي كان لزاما عليه أن يتحلى
بآداب الحوار !
ومع هذا :
ولكوني أعرفه منذ صغره ،
فأنا اسايره في حدود المعقول !
باغتني بسؤال بعدها تنفس الصعداء
بعدما أخرج ما في قلبه من حمل ثقل
ذاك السؤال !
سأل خالد وقال :
أنتم " المطاوعة " _ اسفزاز _
لم تتركوا لنا شيئا إلا وحرمتموه !
حتى بقينا نخاف أن تحرموا علينا
استنشاق الهواء ،
وشرب الماء !!
قلت له :
من نحن ؟!
قال :
المطاوعة !
قلت له :
وهل يشملهم جميعهم ،
وحتى أنا ضمنا يشملنا ؟!
قال :
لا .
ولكن أغلبهم .
قلت له :
كم عددهم ؟
قال :
لا أحصيهم عددا !
قلت له :
يا خالد ؛
ما الذي يجعلك تركن
لتلك التعميمات والاسقاطات ؟!
قال :
صدقني من كثرة ما نرى ونسمع تلك الهمجية
من البعض وتسارعهم نحو التحليل والتحريم !
قلت له :
وهل بتعميمنا ذاك نصلح ما فسد
من أولئك الشواذ ؟!
قال :
لا .
قلت :
دعنا نتحاور ولكن " بهدوء " .
فما يدمي قلبك يدميني ،
وما يزعجك يزعجني ،
وإن كانت هيئتي كهيئتهم ،
ولكن لا يعني ذلك أن أتغاضى عن بعض
تلكم التصرفات " الغبية " ،
التي تشوه سمعة السالك درب الرشاد ،
" والحق احق أن يتبع " .
ولكن ...
علينا كذلك في ذات الوقت أن لا نجعل من الحنق ،
والانزعاج سببا منه نقذف وننتقد " الالتزام " ،
الذي هو الأصل الذي يجب أن يتمسك به ذلك الإنسان ،
فمن هنا وجب التفريق والفصل ما بين :
" الاستقامة والالتزام " كمنهج حياة ،
وما بين :
" أولئك المنافقون الذين يتسترون
بذاك الالتزام وفي أصلهم هم شر الناس " !!
فالدين :
ما هو غير " سلعة الله " ،
وليس بتلكم " السلعة " أية عيوب ،
، وإنما يبقى في ذلك
الذي يروج لتلكم السلعة المتلفع بالعيوب !!
من هنا :
نفرق ما بين الثوابت والأصل ،
وما بين الإخلال بالقيام بها حق القيام .
" سنعود قريبا بحول الله ،
فقد بدأ شرب الشاي " .
أحدهم أرسل لي :
أبقيتم السؤال معلقا ذاك
الذي طرحته على توأمك ؟!
قلت له :
شكرا على ذلك التنبيه ،
ومع هذا لا يمكنني نسيانه أو تناسيه ،
لأنه " الفلك الذي يدور حوله الحديث "
" سيأتيك نبأه بعد حين ،
فكن منا قريب " .
كان السؤال لتوأمي :
ما الذي قدمه أولئك المتباكين على حال الأمة؟!
مما أصابها من تخلف ، والذي يعزون الدين والدعاة ،
وعلماء الشريعة أنهم هم سبب كل ذاك !
قال :
على أقل تقدير هم ينبهون الناس بأن الأمر جد خطير ،
وأنه وقت العمل وليس هنالك وقت للتنظير .
قلت :
وهل وجب إرفاق الدعوة للتجرد من :
القيم
و
العادات
و
التقاليد
التي تربى عليها جيل بعد جيل ؟!
وكأن البعض منهم يجد ذاك التخلف مرتبط
بتلك الشعائر وتلك المواصفات التي شرّعها الله رب العالمين
لعبادة المؤمنين !
فتجد منهم من يتحرش بتلكم المبادئ التي تتقاطع مع ما يروجون إليه
كدعوتهم للحرية للتحرر من ربقة الطاعة العمياء لما يمليه عليهم " سدنة الدين " ّ!
والتخلص من عقدة الوعد والوعيد ،
ومن ذاك ولأجل ذاك أطلق " لقلمه العنان " ليسوق تلك القصص التي يندى لها الجبين !
والتي لا يقبلها شريف ، لكونها تحوي على صور فاضحة صريحة
من غير " كناية " بل بلفظها " السافل القبيح " !
ولا يأتيني آت ليقول :
إنها من المصادفات وانه غير مقصود !
وأنها لا يقصد بها إفساد شباب المسلمين !
لأني أكاد أجزم أنها أمور " ممنهجة " وقد تواترت أخبارها ،
ونجد حقيقة ذلك في ذات الاسلوب في جميع بقاع وأقطار الديار العربية ،
لكونها خطة مدروسة الاحكام لتمييع شباب المسلمين !!
أبعد هذا نقول أنها وليدة المصادفة ؟!
يخبرني أحد الأصدقاء منذ اسبوع تقريبا :
عن واحد من " المثقفات " يعرفها أنها تكتب مقالات
فيها من العبارات التي تلامس " مالا يصح قوله " ،
يقول :
ما تكتبيه لا يتقبله هذا المجتمع " المحافظ " !!
قالت :
" مشوار ألف ميل يبدأ بخطوة " ،
وبعدها ذاك الأمر وذاك المحظورعليه
يعتادون ويستمرون !!
الاشكالية التي يقع فيه أولئك المساكين :
أنهم لا يريدون أن يفهموا أن هنالك فرق
ما بين هنا وهناك من حيث :
مبادئ
القيم
العادات
المعتقد
لا أقول بأنهم لم ينجحوا في بعض " المعارك " !
لأن هناك من " انقاد ولبى نداءهم " ، ولكن الكثير ممن لبى نداءهم
" مرجفون ومتذبذبون " لأن النبتة دخيلة في أصلها على المجتمع ،
فهي لا تتوافق وتنسجم مع " فطرتهم وانتماءهم " .
|