ثم يعود إلينا بلياليه الدافئة..
ليودع في قلبي فرحا يثير ذكريات مقرونة بعمر هرول سريعا
رمضان،
لايأتي إلا ويملأ روحي بالحنين..
إلي..
وللسنوات المبكرة وعنفوان الطفولة..
لكل تلك التفاصيل الصغيرة المتشبثة بغضاضة العمر،
المتوهجة كلما مرّت ملامحه وتكررت لياليه..
كنت أفضل اللعب والحلوى وشرائط الهدايا،
والتجول في الأزقة على القلق وعدّ خطوات الكبار الماضية الى الخلف..
الحنين إلى أضواء الحي وفوانيسه..ندور حولها فتتسع أحداقي دهشة وفضولا..
لم أكن أبذل جهدا في فهم كل الأشياء التي تتقلّب في قلبي..فالفرح الذي كان يتسلل إلى حجرتي، يزاحم أنفاس أخوتي..يسرق منهم رائحة الحب،ثو يعود لينفذ إلى قلبي ويبتلع الخوف ورتابة الفضول .
كم أحببت الوقت-بعض الوقت- حين كانت أصابعي تتفرع من كف أبي ،ورائحة العشب والمطر تفوح من جلبابه..تأخذني خطواته حيث خشوع الفجر وهدأة القلب في ركعتين.
في رمضان.أظن أننا نعيش موسما خارج حدود الزمن،
كأنه المساحة التي يهبنا الله إياها نرمم فيها قلوبنا، بعد كل تلك المعارك المستميتة مابين الاحتياج والزهد، الطمع والقناعة، الألفة والنفور، السعي والتسويف،
لنذيب الحواجز التي تنبت بيننا ..يغيّبها ويشطبها،
يعود إلينا بلياليه يلوّح لارواحنا المثقلة بالهموم،
يعبر مثل نسائم رقيقة تهتز لها أغصان اللهفة إليه..
فتستكين الروح،..