عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2021, 07:27 PM   #6


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الغريب .. 🍃 ( 2 )



الغريب.. 🍃 ( 2 )

بقلم / علي معشي

كانت المدينة بأكملها منتشية تلك الليلة، تزامناً مع فرح شيماء الجميلة وزوجها الثري ، حتى تراقص عابرو الطريق مع نغمات الموسيقى الصادحة في جنبات المكان ، وبينما ينثر الفرح عبقه في زوايا القصر السعيد وتتمايل الأجساد الطرية على نغمات الغناء وتتماهى نبضات القلوب مع زغاريد النساء تحت سحائب البخور الفاخر المتغلغل في الأردان الندية ، والصدور الفتية ، كانت سعاد متشبثة بهاتفها النقال ، تراقب وميضه كل دقيقة خشية ألا تسمع رنة اتصال حبيبها الموعود وسط الصخب الموسيقي العالي .

في تمام الساعة 12 من منتصف الليل رن هاتف سعاد رنتين سريعتين لتخرج على عجل تفوح عطراً ندياً وبخوراً زكياً ، وقد ارتدت عباءتها لتختبئ عن الأنظار وتتوارى عن الصفوف متسللة إلى مواقف السيارات في الخارج، حيث ينتظر وضاح الشاب الذي تواعده سراً .
وصلت سعاد إلى السيارة ، تعتريها مشاعر خوف وارتباك ، وترتعد فرائصها حتى أنها لم تستطع فتح باب السيارة وكادت تسقط من شدة الخوف .
فتح لها الباب أخيراً و.

صعدت سعاد إلى جوار حبيبها الذي أمسك يدها مباشرة ليهدئ من روعها وهي صامتة لا تكاد تنطق بحرف ، وانطلقت السيارة مبتعدة عن مكان الاحتفال وغابت وسط أرتال السيارات متجهة إلى أطراف المدينة.

قلبت العروسة شيماء بصرها في كل زوايا القصر علها تلمح صديقتها سعاد التي عادةً لا تغيب عنها كثيراً ، بل هي في الغالب ملتصقة بها ، ومن الغريب أن تبتعد عنها في ليلة كهذه ، لقد بنتا كل أحلامهما سوياً وتقاسما كل الظروف والمواقف ، إلا أن شيماء لاحظت بحدس الصديقة والأخت المقربة أن سعاداً ليست على ما يرام ، وأنها تخفي عنها شيئاً ما .

عائلة سعاد ، عائلة ميسورة الحال متوسطة الدخل تحت كنف والد غليظ الطباع شديد الغضب، وأم مريضة ، واخوة سادرين غافلين في لهوهم ، وسعاد هي البنت الوحيدة لتلك الأسرة المشتتة .

تعبق رائحة عطر سعاد وبخورها الأخاذ في سيارة وضاح الذي يحاول التخفيف من وطأة القلق الذي سرى في أطراف الفتاة الساذجة، ويوهما أنه حريص عليها ولا يريد منها سوى أن تشعر بالأمان معه ، ولن يطلب منها أكثر من قبلة يسجلها في تاريخ الحب الذي يدغدغ به مشاعرها كلما ندَّت منه خوفاً أو حياءً .
ازداد قلق سعاد عندما أدركت أن ساعة كاملة مضت من الوقت وهي بعيدة عن قاعة الفرح وبدأت تفكر فيما ستقوله لمن يبحثن عنها هناك..! فطلبت من وضاح أن يعيدها سريعاً قبل أن ينتهي حفل الزفاف وتصعب عليها الأمور..!

تلكأ وضاح قليلاً وهو يحاول إغراءها بالبقاء معه وقتاً أطول وأنه لم يشبع من الحديث معها ، لكنها أصرت على أن تعود حالاً .
وافق وضاح أن يعيدها لكنه اشترط عليها أن تواعده مرة أخرى وتمكث معه وقتاً أطول للحديث الغرامي فقط.
وتحت إلحاح شديد من وضاح قبلت سعاد اللقاء مجدداً وطلبت منه أن يعيدها سريعاً ، وبالفعل اتخذ وضاح طريقاً مختصراً للعودة إلى القصر وعاد بها سريعاً .

دخلت سعاد إلى القصر تحت عباءتها واتجهت مباشرة إلى دورات المياه ، لتتفقد وجهها وملابسها ، وفوجئت عند أول مرآة وقفت أمامها ، أنها بحاجة إلى عناية جديدة بمساحيقها التي اغتالتها شفاه حبيبها ، في الظلام.
فتحت حقيبتها لتصلح ما أفسده الحب ، وعندما مدت يدها إلى الحقيبة وقعت على صورة لأمها المريضة ، وهي تحتفظ بتلك الصورة في حقيبتها دائماً.
ألقت نظرة على الصورة فانحدرت من عينها دمعة ندم حزينة ، وكأنها تعاتبها على ما فعلت رغم تربيتها لها وتحذيرها من الهفوات والأخطاء القاتلة.
أعادت سعاد الصورة إلى موضعها ومسحت دموعها، وأصلحت من شأن نفسها، ثم خرجت على أصوات زادت صخباً وطرباً ، فعرفت أنه وقت الزفة للعروسة فأسرعت نحو صديقتها شيماء تساعدها في رفع أطراف فستانها الذي يخط في الأرض في زفة الوداع إلى عش الزوجية .

لمحت شيماء صديقتها سعاد وهي تحاول مساعدتها مع رفيقاتها ، ورمقتها بنظرة حادة تعاتبها على غيابها عنها كل ذلك الوقت دون أن تنطق بكلمة .

اخترقت تلك النظرة قلب سعاد ، وفهمت مغزاها ، ولكنها لا تملك الوقت لتبرير الموقف لصديقتها .

مضت شيماء في طريقها وزفت إلى زوجها في سيارة فارهة قد زينت بأكاليل من الورد وأشرطة الزينة الملونة اللامعة في قاقلة طويلة من السيارات وسط هتاف وغناء ومفرقعات احتفالية كبيرة أمام الملأ ، بينما تنظر سعاد لهذا المنظر وتتذكر ما اقترفته هي من خطأ فادح حين ذهبت لواذاً مع رجل غير محرم لها ولا تدري هل يتم زفافه عليها في فرح معلنٍ كفرح شيماء أم لا.

خرج الجميع من القصر باتجاه منازلهم بعد انتهاء مراسيم الزفاف ، ومضت سعاد باتجاه منزل عائلتها الذي لا يبعد كثيراً عن موقع القصر، وبينما هي تمشي في طريق العودة إذ رن هاتفها وإذ بها تلمح اسم وضاح في شاشة الهاتف ، فبادرت بالرد عليه لتطلب منه أن يتقدم لخطبتها وأنها لن تخرج معه مجدداً حتى يتم زواجهما شرعاً .
صمت وضاح طويلاً بينما هي تناديه وتتساءل إن كان يسمعها ..! وبعد مضي وقت ليس باليسير جاءها الرد صاعقاً من وضاح ..!
****
في الحلقة التالية ..! إن شاء الله
ستعرف ماهو الرد الصاعق يا ترى ؟
وماذا سيتبعه من أحداث مثيرة ..؟!

تابعونا..!!


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47