قديماً وفي علاقة أخذت من الزمن وقتها
جائت إلي مودعة تاركة وصيتها لقلمي
حين قالت
أحبكِ كلمة أنت قائلها ولكن لغيري
فهل تكملها عني .
وبالفعل قد فعلت وهاهي بين أيديكم



احبكِ . .
كلمةٌ أنت قائلها . .
ولكن لغيري .
تُهديني كلمه
ولغيري المعنى بإحساس .
تُهديني حرف
ولغيري اللغة والإيماء .
تهديني رباعية الشعر في سطور
ولغيري الدواوين والغناء .
تهديني السهر وأرق المنام.
ولغيري العمر والميعاد .
أنا من كتب هذا . .
جعلتني اكتب و أتمرغ في وحول حبرك . .
وجعلتني اعتنق الليل والألم .
جعلتني متوجةً بحبك . .
وأميرة كل الأمم .
جعلتني إنسانة وداخلي إنسان . .
وجعلتني لك الحضور ولغيرك الغياب .

سنة تلو السنة تلو السنة

وتنقضي هذه السنة بسلام
فهل ستبحث عن غيري . . ؟
يحقق لك السلام .
يجففك مني
ويجددك لحبٍ آخر .
أحبك . .
كلمة أنت قائلها .
وسلبت مني الدهر
أيقظتني متأخرة على صحوة عينيك . .
يملأني النعاس ومتثائبة على يدي .
أيقظتني متأخرة على بقيتك . .
مذهولة في عينيك وأنا سليلة قومي .
فتضمني بدفء الكلام . .
وتمنح صدري على صدرك الاستيطان.
فتحتار شكوكي . .
وأتذكر سنينا قضت بسلام . .
فأطمئن .
أطمئن بحبك فترسمك شاشتي . .
فنانا فنان .
فنان بقلب إنسان وبلسان شيطان . .
وأنا بعد الغزو غير الإنسان .

السنة تلو السنة تلو السنة

وتنقضي أيضا هذه السنة بسلام
فهل ستبحث عن غيري . . ؟
يمثل لك السلام .
أحبكِ . .
كلمة أنت قائلها
أشرحها لغيري وأجرح بها عمقي . .
وأعزف عليها قصائد ليلك
وابني عليها بقية أحلامك .
اغسل بها ملامح وجهك . .
وانظر إليه في مرآتك .
توانئ بقولها وزينها بعطرك
ورددها مئة عام . .
وزد عليها أخرى . .
حتى تشيب عليها أنفاسك
فربما تدرك حينها زيف الكلام فتندم .
ولن يفيدك الندم . .
فأنا آخر أنفاسك .
وأطمئنكَ على نفسي . .
سأحيى أذكر أنني كنت . .
مجرد اسماً في كتاب فنان .
وأنني كنت حرفاً سطره إنسان .
سأعيش أذكر دوماً . .
كيف أبّحت . . كيف جرحت
كيف عذبت وتقول إنسان .
إنسان لا يحمل راية السلام . .
رسمني وشماً وطاف بي كل الأرجاء . .
حتى قبلت ثغر القمر . .
وأسنان النجوم .
وعدت بي ضحية يملأني الوجوم.
وقد رممت أطرافي ببقايا الكلام .
وتسائلت كيف هو يكون . .
ويكون إنسان بقلب فنان .
جعلتني لوحة صماء . .
وجعلتني متحفاً لأقدام الغرباء . .
هذه تدوس وهذه تشتري بأبخس الأثمان .

السنة تلو السنة تلو السنة

على محضاً مني جرعتني كل السنين . .
وشعاري كان حبي والحنين .
جعلتني ميدانك الخصيب . .
وجعلتني أحب المعارك والفوز بالنصيب . .
وأنت الفارس الخطيب والفائز الوحيد .
يجول في خاطري سؤالاً وسؤال . .
كيف تحب ريشة الرسام . .
وكيف يحبكَ قلم الأشعار . .
وأنت تحمل سيف التتار .
أجبني إن كنت تحمل إجابة الثوار .

السنة تلو السنة تلو السنة

أعرفك علي من جديد
وأنا ألبس ثوب التحرير . .
إنسانة غير الإنسانة
إنسانةً بقلب فارسٍ شهيد . .
مات والدم يصيح ويقول . .

أحبكِ . .
كلمةٌ أنت قائلها
ولكن لغيري .