إلى الجميلة ( ن ) :
إذ " غدًا " تخلى عن كونه زمن!.
حتى أكون جديرًا بكِ ... أحتاج لكل ما تحتاجين ....
يكون في يدي قبل وقوفي أمامكِ مضطربًا كـ موجةٍ في بحرٍ مُستفَزّ .
لكنكِ تشيرين ناحية قلبي و تعنين : ذاك ما أحتاجه ،
و لأني أحبكِ - كما لا تفهمين - أجيبكِ ببلاهةٍ بالغة : كان معي قبل أنْ تكوني .
أنتِ الممكن يا صغيرتي .... الممكن جدًا .....
لو كنتُ أنا حقيقة .
أنتِ النجاةُ قبل الكارثة ، و الغاية الأخيرة عند الرمق ، لكني بفهمٍ قاصر .
تداركي قلبكِ ، تداركي أيامكِ ، لا تُعلّقي أحلامكِ على الأجنحة و تظنينها مشاجب .
ثمة ما يُشعرني بالانقباض ، و بالألم ، و بكل ما أخافه ... حينما تكونين على الضفة الأخرى برفقة الانتظار وأمنياتٍ بسيطة .
القوارب يا ( نون ) ... ألقتْ مجاديفها ، وسمحتْ للماء بالتسرب عبر أخشابها ،
لم تعد في حاجةٍ لكذبات المرافئ ، و تلويحات الراحلين .
فيما لو جاء الغد - إذ أيامي كلها أمس - سألتقيكِ ياروح ،
سأظل على مسافةٍ قريبة ... لوقتٍ طويل ،
تلك هي الأبدية في أوجها..... الأمر الذي لم يجرّبه الساعون للخلود ، الآتون من العدم .
لعلكِ تفهمين الآن : على مقربةٍ منكِ ... يمكن امتلاك الزمن ... و الأبعاد معًا . فكيف بالعناق؟