عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2021, 08:07 PM   #32


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



الغريب ..🍃 ( 6 )

بقلم علي معشي

طلع النهار ..من بين فكي الليل القاتم
الريح تصفر في أبواب الاستراحة الشمطاء
المكان خاوٍ مهجور كأنه مخيم هجره الضاعنون
الزجاجات الفارغة تنتشر في الساحات
رائحة نتنة تشبه أفواه المخمورين
جسد نحيل متثاقل يقاوم الوجع هناك وحيداً.

فتحت سعاد عينيها بعد إغماءة طويلة وقد بقيت وحيدة بين جدران الجريمة الشنيعة لا تقوى على الحركة تنزف دماً ثميناً لا يرفأ، وتغشى جسدها المرهق خدوش وجروح متفرقة إثر معركة خاسرة مع الكلاب المسعورة.

غادر الشبان المكان وتركوا الفتاة بين نزيف الدمع والدم وبين جفاف الحلق والفم الذي غدا كرذاذ الملح في زوايا شفاهها الذابلة كالخريف.

ذهول مستمر يحيط بسعاد يمنعها من البكاء أو الصراخ وكأنها لم تصدق ماحدث لها ..!
استجمعت قواها لتخرج من ذلك المكان الموحش قبل أن يعود أولئك الجناة ، ولكن طريق العودة مشوب بالمتاعب والمخاوف ، فمن سيقلها في سيارته وهي تتهاوى تعباً وضعفاً ، وقد تمزقت ملابسها وتاهت حقيبتها ..! وما هي الحجة التي سترويها لأمها المريضة ؟! وماذا لو عاد والدها من رحلة صيده قبل أن تصل إلى المنزل ؟! وماذا لو صادفت واحداً من إخوتها السادرين في الملاهي والملاعب ؟!

كل تلك التساؤلات القاتلة تصيب رأسها المتعب سلفاً بألف صداع متتالية تضربه كضرب المطارق .

بدأت بجمع ما استطاعت من ملابسها والبحث عن عباءتها التي تماسكت ولم تطالها يد التمزيق التي لم تترك شيئاً على حاله ، وتلمست موضع حقيبتها وهاتفها الذي فرغ من الشحن في وقت سابق ، وخرجت بعد أن تلفعت بعباءتها وحملت حقيبتها وهاتفها، قاصدة الخروج من ذلك المكان المأفون وحسب .

تحت ستر عباءتها وقفت سعاد على قارعة الطريق تحمل آلامها وأشلاء مبعثرة بداخلها وأحزاناً عميقة وجراحاً غائرة وروحاً متعبة عبثت بها يد الغدر والخيانة ، تحبس دموعها ونشيجها وتدعو مع كل تفَسٍ من أنفاسها على وضاح ورفاقه بأن يعجل الله هلاكهم ويضاعف عقابهم ولا يبارك في حياتهم .

توقفت سيارة أجرة بجوارها وأقلتها إلى منزل عائلتها ودخلت تترقب ، خشية أن يكشف أمرها ..! ولحسن حظها أن لم يكن في الدار غير أمها التي كادت تجن عليها وهي تنتظرها طوال الليل ، وحينما رأتها ، كادت أن يتقع على الأرض، وهي تراها في حال مزرية جداً ، وحينما سألتها عما جرى؟ وأين قضت ليلتها ؟، تعللت سعاد بأنها تعرضت لحادث سير مع إحدى صديقاتها ورقدن بالمستشفى طيلة الليلة الماضية وللتو عادت لمنزليهما!

قبلت الأم المسنة والمريضة عذر ابنتها على مضض ولم تقتنع كثيراً بأن ذلك هو ما حدث .

قضت سعاد شهراً كاملاً وهي تعيش حالة من الكآبة والتوتر والضيق ، وأغلقت هاتفها تماماً ولم تستقبل أي مكالمة ، بينما كان وضاحاً ورفاقه يعيشون في حالة من الترقب ويتساءلون هل ستفعلها سعاد وتبلغ الشرطة عنهم..؟!
في المدينة وبعد، انتشر خبراً ملأ الآفاق عن حدوث جريمة قتل راح ضحيتها شابان من المدينة على يد رجل بعد أن وجدهما في منزله وقد قاما بالسطوا على منزله واغتصاب زوجته ، وحينما دخل المنزل وجدهما أمامه فأطلق عليهما النار حتى الموت .
وقد سمعت سعاد اخوتها يتحدثون عن الحادثة ، فهرعت نحو هاتفها وأعادت تشغيله لتتقصى الخبر ، وإذا بصور الشابين رفيقا وضاح أمامها على صفحة الأخبار تحت عنوان عريض ..!
" المجرمان لقيا حتفهما وفر ثالثهما من مسرح الجريمة وقاتلهما في قبضة العدالة "

ظلت سعاد تتبع الأخبار وتبحث في كل الصحف ومنصات الأخبار لعلها تجد خبرا. سعيداً يبشرها بالقبض على وضاح ليطمئن قلبها بعض الشيء .

لم تمض أيام حتى ظهر وضاح على شاشة التلفاز وبرامج التواصل وهو مقيد اليدين والرجلين يجره رجلا أمن مسلحان ، وأودع السجن وظهر الحكم عليه بعد عدة أيام أخر بالسجن عشر سنوات في سجن المدينة الذي لا يبعد كثيراً عن استراحة الشؤم التي غدر فيها بسعاد هو ورفيقاه ذات مساء.
فرحت سعاد بذلك الخبر وسري عنها بعض الشيء ، لكن أمراً سيئاً حدث لها وغير حسابات ومجريات الأمور رأساً على عقب ...

في الحلقة التالية إن شاء الله
ماهو هذا الأمر السيء وكيف ستتصرف سعاد حيال ذلك ..؟!

تابعوني..!!


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47