عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2021, 06:20 PM   #3


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : 04-26-2024 (02:15 PM)
 المشاركات : 22,564 [ + ]
 التقييم :  122279
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: يأسرني اللي لو نفش ريش طاووس !



وما يروي العطشان لو عشره اكؤوس
دامه عطش قلبي وانتي بخيله

يا فآتنة والشعر في صدري اشموس
لو هي تغيب اليوم بكره تجي له


الظمآن يكفيه أن يرتوي من كأس من الماء كأسين ليروي غليل عطشه،، حيث تبتل عروقه ويذهب شعور ظمأه،، أما العاشق عطشه رغبة تملك شعور ،، لا يستطيع أن يبل عروقه إلا من يعشقها ،،،
ومن يهواها ليست على هوى وصله،،

عله من يهوى البُعد ،، لذا يظل قلق ،، يعاف ملذات الحياة،، يعاني لهفة لقا وشوق وحنين،،

كل ذلك عطش شديد ،، رغبة جامحة في حضور من يهواها ،، يظل عطش ،، حتى يحس بشعور الغبن والظلم،،

ومن هو العطشان هنا
؟؟؟

من غير شاعر يعاني عله الوله ،، ولهان لتلك التي أسرته وفتنته حتى باتت هاجسه الذي لا يفارقه ،، بُعدها وتغليها هو سر عطشه ،،
عاطفته لا تغدق عليه من الري ما يبل به عروقه،، فاتنته لا تحقق غايته في أن يحظى بقربها ،، ويتلذذ بشربة هنيئة ،، بل هو يعاني من ظمأ متواصل لا ينفك،، طالما هي لا تزال متخذة موقف عدم مبادلته الشعور بمثله ،،،
،،،
ونلاحظ هنا حتى لو جئنا للقاعدة النحوية بين العدد والمعدود كيف أتقن شاعرنا صحة الاختيار ،، فالكؤوس مفردها كأس= مذكر ،، وعشرة في حالة الإفراد تخالف المعدود ،، لذا يلفتني الروعة في صحة الصياغةبين عدد ومعدوده وين الغريبة،، أليس القائل شاعرنا الوله ،، لا غرابة إذا الغريب أن يأتي الوله بالعكس ،،،

كما أن الكأس لا يسمى كأسا إلا به مادة تُشرب وألا لكان قدحا والله الانتقاء الذكي رائع ،،،
ولنلاحظ الروعة العطش هنا عطش عاطفي معنوي لا بدني حسي يذهب بكأس ماء حقيقي ،، طيب هنا شيء رائع ملفت أيضا ،،
ما هو
؟؟؟

أحيانا نقول جوع القلب في التعبير ،، لكن شاعرنا هنا استخدم "عطش القلب" الروعة اكبر بعطش من جوع لماذا
؟؟؟
الإنسان في قدرته الطبيعية في امتناعه عن الطعام أقدر من امتناعه عن الشراب،،، يستطيع أن يعيش أطول،، قدرته في احتمال الجوع أكبر،، وهنا توظيف رائع للعطش بدلا من الجوع ،،،

وهنا أيضا
""عطش قلبي": استعارة،، حيث شبه القلب كالإنسان يعاني من الظمأ،، الغرض البلاغي منها: بيان لهفتة ورغبتة الكبيرة في وصل من يعشقها،،،

بينما هي النقيض
"وأنتي بخيلة": كناية عن امتناعها في مبادلة الهوى بمثله
وهنا عله العاشق قبل أن يكون الشاعر ،، فالأهم يُقدم على المهم ،، وأقصى أولويات من يهوى نيل قلب من يعشقها

أبدعت
،،،

يأتي الأسلوب الإنشائي الطلبي "يا فاتنة" مستخدما أداة "يا" التي تُعنى بالقريب ،، والغرض هنا: بيان قربها من قلبه ،، وطالما هي فاتنة فهي ذات حسن وجمال لدرجة افتتانه بها،، فتنة هي لقلبه،، فالشيء العادي لا يوصف بالفتنة لكن الملفت بشدة ينال تلك الصفة ،، فما بالنا وهي من تتربع على عرش القلب ،، تستأثر بعواطفه ،،،

تلك الفاتنة يخبرها بأمر "تمكنه الشعري" هنا يفخر الشاع بذاته أنه ليس من العسير عليه أن يقول شعرا،، لا والأدهى من ذلك شعره ليس بالبسيط بل قريحته الشعرية "شمس" وميزة الشمس أنها نجم مشع بذاته ما يحتاج حد يضيئه فشعره يشهد لذاته ،، وليس شمس بل مجموعة شموس كناية على التمكن الكبير ،،

بس
تلك الشموس تقترن مع من تشرق من أجله ،،، شمس الكون تشرق لتنير العالم لكل البشر ،، شموس الشاعر على الرغم من كثرتها إلا أن عالمها محدود بساكن وحيد حيث العالم قلبه والساكنة الوحيدة المسموح لها بالاستقرار به فاتنته ،،
كناية هنا أن شعره طوعه بها ومن أجلها ،،

كما أنه يتمم الفخر بذاته ،،، حيث المحبوبة أن اتت لا تقلق فمقدار قدرته الشعرية ليس بالشيء البسيط بل وكأن الشعر خُلق له وطوع أمره لذا شمس شعره لا تغرب وإن حصل غابت لكسرة بالنفس أو عدم مزاجية لا بد لها أن تعود للشروق ،، فالشعر مرتبط بمن يجيده وهو يجيد أمره ،،، لذا ربطه بالوقت القريب جدا "بكرا" وكأنه بتلك الذات الشعرية الأرض التي لا تغيب عنها الشمس،،،

ونحن نشهد بدهائك الشعري ذي الكلام مؤيد أمام فاتنتك وبشدة ،،،

دونها يصبح القلب مهجور ،، مظلم ،، والشعر ماله داعي
وروعة جدا
،،،


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47