رد: قناعات خاطئة../ متجدد
أمَّا و قد تجاوزنا شتاء فربيع فصيف العمر و بتنا في خضم خريفه !
حسناً, و الله المستعان ..
عن نفسي يا علي, لا أنصاع للقوالب الجاهزة, هي خصلة, لا أدري إن كانت حميدة أم لا, بيد أني متمردٌ حتى على نفسي, فلم أؤمن _ يوماً _ بقناعة مفروضة من قبل بيئة أو مجتمع, بل هي موضع التفكير و التقليب بين جوازها من عدمه, و كنت دائم التساؤل:
لماذا يجب عليّ أن أمضي وراء ما رآه بشرٌ _مثلي_ على أنه الصّواب؟
و من تراه يحدد الصّواب؟
و لو انتقلت من مجتمع لآخر, لانتقل الوصف من جادة الصّواب لجادة الخطأ, و عليه فالصّواب مرتبطٌ بالإرث الحضاري الإنساني و الشرعي للبيئة التي يوجد فيها الإنسان..
فعلى سبيل المثال:
عند الروس مقولة يؤمنون بها :
"أنا لا أؤمن بالتسويف"
و يقصدون بها أنهم يؤمنون بما هو آني ملموس, أمّا نحن _ المسلمين_ فنؤمن بالتسويف من منطلق عقيدة منّ الله بها علينا, فنؤثر الآخرة على الدنيا, و نصبر على الدنيا ابتغاء الآخرة.
و بالعودة إلى القناعات؛ فكثيراً ما كانت تستوقفني عبارات و أقاويل, و آتي _ هنا_ على ذكر إحداها, و هي مقولة ميكافيلي:
" الغاية تبرر الوسيلة"
و رغم أن بني العرب يستخدمونها لإظهار سلبية الوسيلة وصولاً للغاية, نبذاً لكلتيهما؛ إلا أن ذلك النبذ لفظيّ فحسب من قبل نسبة مهولة, فنسبة " الميكافيليين" بيننا و حولنا مرعبة يا علي, مرعبة و رب الكعبة!
لا يأتي بالجمال إلا الجميل, و ما ذلك بغريب عنك يا عليّ..
لقلبك الخير و السعادة و الطمأنينة.
|