عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2021, 07:55 PM   #16


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الغريب .. 🍃 ( 3 )



الغريب ..🍃 ( 3 )

بقلم / علي معشي

كان وضاح يقهقه خلف الهاتف ويقول لسعاد :
ماذا قلتِ ؟ أعيدي علي كلامك ، فلم أسمع جيداً .
أعادت سعاد كلامها وهي تبكي :
" قلت لك يجب أن تأتي لخطبتي من أهلي ولن أخرج معك مجدداً " هل سمعت الآن ؟! ثم مالذي يضحكك يا وضاح ؟ ماالذي حدث حتى تقهقه بهذه الطريقة الساخرة ؟

عاد وضاح للقهقهة الساخرة مجدداً وهو يقول لها : افتحي برنامج المحادثة وستجدين جوابي هناك ، وختم المكالمة بقهقهة أخرى .

تملك سعاد الخوف والقلق ، وانتابها شعور صادم وكأن جبلاً تحطم على رأسها ، واعملت أصابعها المرتجفة في شاشة هاتفها بحثاً عن برنامج المحادثة، لتجد نسخاً من صورها وهي في سيارة وضاح وقد تم التقاطها من تسجيلٍ ربما يعود "لكاميرا " خفية في السيارة .

صرخت سعاد وكاد هاتفها يسقط من يدها ، وجثت على ركبتيها وسط الطريق من هول ما رأت ..! وظلت تصرخ وقد جحظت عيناها من هول المفاجأة ..!

لماذا ؟ لماذا يا وضاح ؟!
هل هذا جزاء حبي لك ؟
لماذا خدعتني ؟
وما الذي تنوي فعله بي ؟! أيها المجرم ..!

أسئلة كثيرة حائرة تعصف بعقل سعاد وقلبها ..!

توقف الزمن عند تلك اللحظة واختلطت الأمور على سعاد ، فلا تدري هل تصرخ فيجتمع عليها الناس في ساعة متأخرة من الليل وسط البيوت السادرة في سباتها؟
أم تذهب فتلقي بنفسها تحت عجلات المركبات المسرعة في الشارع العام على بعد خطوات منها ؟

لقد شل عقلها عن التفكير في تلك اللحظة وهي غير مصدقة لما يجري ، متسائلة بينها وبين نفسها :
ماذا فعلت لك يا وضاح حتى تمكر بي وتخدعني ، أنا فقط أحببتك ، نعم أحببتك ..! ألم تقل أنك تحبني ؟ ! وتريدني للزواج ؟ مالذي تغير ؟!
هل يمكن أن يستطيع إنسان أن يلعب بمشاعر من أحبته بصدق ووقعت في غرامه ثم يقف على ناصية الطريق ويسخر منها بكل هذه السهولة ؟ !
يالغبائي .. يالغبائي ..!! وتصفق بيدٍ على يد .

خطوات متثاقلة تجرها نحو منزلها تحت هاطل من دموع الحسرة والخوف وهواجس لا تهدأ من فضيحة ستملأ الآفاق على يد ذلك العابث ..!

الأم المريضة بالداخل وقد جافاها النوم ، تئن تحت وطأة الآلام وتنتظر عودة سعاد التي تأخرت في حفل الزفاف.
تدخل سعاد منتقعة اللون ترجف خوفاً ، وقد ماح الكحل من عينيها واختلط بمساحيق التجميل على وجهها ، حتى ألقت نفسها تحت أقدام والدتها تبكي وتنوح على نفسها .
أصاب الأم مزيد من الألم والحزن وهي لا تعلم مالذي جرى ابنتها .
تحاول مد يدها بصعوبة لتمسح على شعر سعاد وتستفسر منها عن سبب بكائها .
لم تستطع سعاد أن تتمالك نفسها وتخفي حزنها وتمنع دموعها ، لكنها ادعت أن إحدى صديقاتها توفيت وهي حزينة عليها .
بذلت أم سعاد كل ما بوسعها لتهدئة روع ابنتها وتصبيرها وتذكيرها بأن الموت غاية الأحياء وهي سنة الله في الأرض .

شخيرٌ عالٍ يهز أركان بهو المنزل ، يصدر من غرفة الأب العتل ويفزع قلب سعاد ويكاد يسقطها أرضاً وهي في طريقها إلى غرفتها حاملة هماً لا يطاق وكرباً لا يحتمل وخوفاً يتملك كل تفكيرها مما ستؤول إليه الأمور.

وضاح في اتصال على أحد أصدقائه المقربين : لقد وقع الفأر في الفخ يا صديقي ..! ويقهقه مجدداً بعد أن كاد يشرغ برشفة من قهوته السوداء اختلطت بنشقة من سيجارته التي بلغت عقبها بين أصبعيه القذرتين، قبل أن يرمي بها في منقضة سجائرة العفنة، والآخر يتساءل بمكر متى نلعب معه لعبة القط والفأر ..؟ وتعلو قهقهاتهما عبر الأثير..!

****
في الحلقة التالية إن شاء الله

ماذا يدبر وضاح في الخفاء مع صديقه
وما ذا ينتظر سعاد من مفاجآت ..؟
وظهور شخصيات جديدة تباعاً في مجريات القصة ..!

تابعوني..!!


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47