03-09-2021, 02:57 AM
|
|
|
النهر العابر
النهر العابر
الحب ما أوذي المحب فيه
وليس حباً ما لا يقاومه الناس إذ يعلمون
أُحبها ويحبها وتحبني
أشتاقها و يشتاقها و تشتاقني
إنسية من طين لازب
أشتاق لغنجها ومني يسخرون
أقتلها تبجيلاً وعنها يغارون
يا أيتها الجانُّ لا تتلبسوها
يا أيتها الحور لا تحسدوها
أيتها العير المسافرة
ليس الركب بقادرٍ على حماية هودجها
وفي ذلك حديث المبطلون
وغطرسة المتكبرون
أيا مضغة بين الصدور تفور
ويا لؤلؤة في بحرها المسجور
سأحاكيك عند الصباح أغنية
وعند الظهيرة أجتمع فيك قيلولة
وفي المساء أنت ولا شيء سواك
وأنت البنادق الرابضة على ضفاف نهر عابر
تراقب كل الخيانات التي تجري بين ضفتيه
فأي الخطايا أحق بالقتل
وأي الثنايا تحملها المطايا
وتغزلها السجايا
وأي أرض تستحق الرواء؟
ما كان ضرَّك لو أمسكت الهواء قبل فجر الرحيل
ما كان ضرَّكِ لو لفظت الموت من أوراق التوت أيام الشتاء
ما كان حبي وحبك غير امتلاك
وما كان عفوي وعفوك إلا طيف ساعة
تجمدنا محض ساعة
ثم ذاب جليد الشوق حين اجتذبتنا شموس الفراق
أما هَمَّكِ إن كان الفارسُ ذئباً
فلا ينفعنك جيش النعاج
ولا يغرَّنك بنادق تحملها الأيائل
ولا تخدعنَّك نقنقة الضفادع
ولا يفتديك جيش الذباب
ولا يختلط لديك زئير الأسود ونباح الكلاب
ولن تضيق السماء بسطوع نجمة
ولن يُغيِّب القمر ضباب المساء
قليل من الأرض يكفيني كي إليك أسير
قليل من الشعر يكفيني كي أطير
قليل من العشق يكفيني كي أبقى أمير
قليل من دفء نبضك يكفيك كي أستجير
قليل من الذنب يكفيني كي أتوب
آهـٍ لو تشعرين
وألف آهـٍ لو تدركين
رحمة ذاهبة كيف أستجديها
عشق كاذبٌ كيف أرتجيهِ
منذ رحلة الهروب الأخيرة
لهذا النهر المحمل بالذنوب
لم أنتظر ... وأبداً عنك لم ولن أتوب
منذُ ألف عُمْرٍ وجِيْلٍ من اليأسِ
لم نتوافق ...
وأنا وكل من فيك نعاند الرسول
ونكفر بكتاب الأوفياء
ونحاربُ الأمطارَ والأشجارَ والسماءَ
منذُ ألف حُبٍّ نقتل كل أنبيائه
ونطمس كل جميل
ونعشق طواويس الكبرياء
ونقتل أجملَ ما بالغابة من غزلان
ونحاول أن نغير جريان النهر على فطرته
كلما جاع في قصر الأمير طفلٌ بارت حقولنا
كلما غابت عن شرفة السلطان شمسٌ
قامت حروب
وسالت دماء الأبرياء
وضاعت كل أحلام العذارى
ولَعَنَتْ كُلُّ بِكرٍ قصورَ الظالمين
وبكت عند المساء طفلة
كان يكفيها مجرد عناق
وأسأل الطفل هل بك يوماً مر الأمل
هل حصدت يوماً زرع الأمس الذي رواه ذويك؟
وأسأل الإفك
هل كنت في رواية لم يكتبها عرب؟
ولم يرويها عرب؟
وهل كان ميلادك في أرض لم يسكنها عرب؟
وأبحث فيك عن رواء
وفي بياضك عن سماء
وفي موتك عن كفن
وفي قبرك عن دثار
وفي كتابي عن شعار
أكفكف فيه كل دمعٍ
توارى عن مرار
وختاماً
كُلُّ فِكْرٍ لَقِيْطٍ سَيَكْبُرُ.... وَيَكْبُرُ
حَتَّىْ يَقْتُلُ ذَاْتَهُ
محمد حجر
سبق التشر
للمزيد من مواضيعي
تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون فلا تقربوه ببهتان مبين
|