عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2021, 11:30 PM   #44


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



الغريب .. 🍃 ( 9 )

بقلم / علي معشي

عاش الطفل الغريب في دار الأيتام بدايات حياته رضيعاً لم تبصر عيناه أماً يزورها فرح غامر كلما لمحته ، أو تعلوها ابتسامة مشرقة ، كلما داعبته ، كما لم ينبض له قلب مشبع بحنان الأمومة ورحمتها ، غير قلوبٍ لأمهات مستأجرات، يحاولن سد فراغ قلبه وحاجة نفسه ، وظل بكاؤه الدائم يسطر مدونات الحرمان الباكر فس سجل حياته .
" عبد الله " هو الاسم الذي منحه أياه مشرفو الدار . وقد أكمل عامه الأول لا تسكن نفسه ولا يقر له قرار وكأنما يسجل مواقف الاعتراض على وجوده في ذلك المكان .
في أحد الأيام قدم إلى دار الأيتام زوجان يلهثان، أضناهما الانتظار لسنوات طوال ، يترقبان مولوداً من صلبهما يفرغان فيه حبهما ، لكنهما لم يرزقانه ، وعندما وصلا إلى الدار كان قدر الله حاضراً ليكون عبد الله في حضانتهما .
سارة وعامر أبوان جديدان لعبد الله الطفل الجميل الذي يشع براءة وجمالاً، يعيش في كنفهما ويغدقان عليه مما وهبهما الله من النعيم والثراء ، ويشاء الله أن يفتح باب حب واسع في قلب سارة للطفل الغريب عبد الله ، فتنسى أنه قادم من عالمه المجهول، وتعيش في سعادة كبيرة وهي لا تجده إلا ابناً لها ، كأنما خاضت عليه مخاضاً عسيراً وولادة ورضاعاً كالأمهات تماماً ، بينما يحاول زوجها عامر أن يقنعها بعدم التعلق بالطفل الذي سيكبر يوماً ويعرف الحقيقة المرة.
أخذ الطفل يكبر عاماً عاماً حتى دخل المدرسة الابتدائية
مفعماً بالسعادة والرضى في كنف أبويه البديلين وخاصة أمه سارة التي لا تبخل عليه بشيء ولا تتردد في الإغداق عليه بالطعام واللباس والألعاب ، بينما يتحفظ عامر على ذلك ولا يجد انجذاباً إلى الصغير، لكنه لا يظهر مشاعره لا سلباً ولا إيحاباً ، بل يفضل الحياد حرصاً على رضى زوحته سارة التي تغير حالها منذ أن تبنت الطفل اليتيم بعد أن كانت مكتئبة حزينة فتحولت إلى أيقونة فرح واغتباط وفخر بعبد الله الذي ملأ عليها فراغ قلبها وألم حرمانها.
أما هناك في الطرف البعيد وفي المصحة النفسية ضحكات هستيرية وصخب يملأ حجرة سعاد الأم التي خسرت كل شيء بخدعة الحب الكاذب والغرام الزائف
تبدو علامات الأسى والحزن مختبئة خلف شعرها الذي اكتسى بالشيب وتلوى كخيوط متعرجة لا تعرف الامتشاط ولا الزينة وخلف الضحكات الجنونية التي لا تهدأ إلا بحقنة مسائية، تسقط بعدها في غيبوبة نوم طويل .
وفي طرف بعيد آخر ينتظر وضاح آخر سنوات السجن لتنقضي فيخرج إلى الحياة من جديد وقد أهمله جميع أهله وأصدقائه ، فلم يعد يزوره أحد ولا يسأل عنه بشر .

في الحلقة التالية إن شاء الله

سنلقي الضوء على مجريات حياة أبطال قصتنا وإلى ماذا ستؤول الأمور..

تابعوني..!!


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47