في محراب النور
في محراب النور
دَنَوْتُ منَ الأفلاكِ أقطِفُ هَالَهْ
فَأَبْصَرْتُ نُورًا ما رَأَيْتُ مِثَالَهْ
كَأَنِّي بِجنَّاتِ النَّعِيمِ، تَحُفُّنِي
مَلائِكُ مَن يَدرِي الَّلبِيبُ جَلالَهْ
تَقُولُ لِيَ اْذهَبْ، وانْهَلِ الشُّهدَ مِنْ يَدٍ
عَلَى الحَوضِ، يَسقِيكَ الشَّفِيعُ زُلَالَهْ
تَوَضَّأْتُ بِالنُّورِ الذي فَاضَ مِن سَنَا
مُحَيَّاهُ، وانْسَابَ الرَّبيعُ خِلالَهْ
وعَطَّرْتُ رُوحِي مِن رَيَاحِينِ قَلبِهِ
لِتَرقَى لِمَنْ رَامَ الفُؤَادُ وِصَالَهْ
مَضَيْتُ سَرِيعًا لا أُصَدِّقُ أنَّنِي
سَألْقَى الذي فِي الغَارِ حَطَّ رِحَالَهْ
وهَاجَرَ بِاسْمِ اللهِ، يَحمِلُ صَدرُهُ
إِلَى التَّائِهِينَ القَانِطِينَ رِسَالَهْ
فَصَارَت لَهُم بُشرَى وفَجرَ هِدَايَةٍ
لِمَن قد تَمَادَى فِي دُرُوبِ ضَلَالَةْ
وأَضحَتْ سَلامًا، غُصنُهُ فِي يَمِينِهِ
وأَمنًا سَقَى غَيثُ السَّمَاءِ شِمَالَهْ
ومَجدًا عَظِيمًا قد بَنَاهُ رٍجَالُهُ
فَأنْعِم بِمَجدٍ، كَم أَعَزَّ رِجَالَهْ
وأَعظِم بِمَن أَرسَى دَعَائِمَ دَولَةٍ
سَتَبقَى لِيَومِ الدِّينِ صَرحَ عَدَالَهْ
مَدِينَتُهُ أَكرِم بِهَا مِن مَدِينَةٍ
عَلَى أَرضِهَا أَلقَي الحَبِيبُ ظِلالَهْ
خُطَاهُ بِهَا انْسَابَت، فأنبت وَقعُهَا
سَنَابلَ إيمانٍ ونَخلَ أصَالَهْ
فَأَطعَمَ مَن بِالبَابِ أَقبَلَ جَائِعًا
وأعطَى، فَمَا أبْدَى الفَقِيرُ سُؤَالَهْ
وأَنصَفَ مَظلُومًا، وبَشَّرَ يَائِسًا
مِنَ الحُزنِ ظَنَّ الخُلدَ لَيسَ مَآلَهْ
وللهِ، "رِفقًا بِالقَوَارِيرِ" قَالَهَا
فَطَابَتْ حَدِيثًا خَالدًا ومَقَالَهْ
سَرَت مِثلَمَا الأَنسَامُ فِي النَّاسِ، فَاْمَّحَتْ
عُهُودُ نِسَاءٍ قَد ظُلِمنَ جَهَالَةْ
فَأَصبَحنَ ..وايْمُ اللهِ .. كَالشَّمسِ رِفعَةً
وكَالبَدرِ يَمْتَاحُ الظَّلامُ دَلالَهْ
أَحَقًّا أَرَى مَن كَانَ هَدْيًا وهَادِيًا
فَتَرتَاحَ عَيْنِي إِنْ رَأَيتُ جَمَالَهْ؟!
ويَخلَعُ فَوقِي بُردَةَ النُّورِ بَاسِمًا
فَيَغمُرَ قَلبِي مَا رَجَوْتُ نَوَالَهْ؟!
أَيَا سَيِّدِي: تَأبَى المَعَانِي سِوَى النَّدَى
وهَل كَانَ أَندَى مِن يَدَيْكَ جَزَالَةْ؟!
فَهَبْنِي لُغَاتٍ غَيرَ مَا قَد أَلِفتُهَا
لَعَلِّي أُوَفِّي مَن عَشِقتُ خِصَالَهْ
ومَن أمَّ فِي إِسْرَائِهِ الرُّسْلَ، واْرتَقَى
إلى السِّدرَةِ العَصمَاءِ تُسعِدُ حَالَهْ
ومَن لَوْ يَزُورُ اليَومَ عَالَمَنَا الذي
نَعِيشُ، لَنَحَّى قُبحَهُ وأَزَالَهْ
وأَصلَحَ مَا قَد أَحدَثَتْهُ يَدُ الَّلظَى
فَكُلُّ ضَعِيفٍ مِرجَلُ القَهرِ طَالَهْ
بِسُنَّتِهِ الغَرَّاءِ يَهنَأُ كَوْنُنَا
وتَملأُ أَغصَانُ السَّلامِ سِلالَهْ
فَيَا سَيِّدِي: هَبْنِي حُرُوفًا جَدِيدَةً
لأَكسُوَ أَبْياتَ القَصِيدِ جَلالَةْ
وأرقى بِشِعرِي إذْ مَدَحتُكَ، والرِّضَا
يُتمَّ لِقَلبِي مِن رِضَاكَ كَمَالَهْ
فَأَوْمَأَ لِي حُبًّا، وقَالَ لِيَ اتَّبِعْ
سَبِيلي، فَمَنْ قَد رَامَ دَربِيَ نالَهْ
صَحَوْتُ عَلَى صَوتٍ يُدَوِّي بِمِسْمَعِي:
هُنَا العَالمَ الأَرضِيُّ أَفْسَدَ حالَهْ
جمال مرسيللمزيد من مواضيعي
.
.
يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية
دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية
# أبي
|