.
.
أيها البعيد الذى لم ولن يأتي..عقلك قنديل..يداك مبسوطتان كبحر..
قلبك سماوات رحبة تغشاها ملائكة الرحمن..
روحك شامخة كنخلة جدي العتيقة.
سنوات والأرض تتآكل فى قدمى بحثاً عنك..
وأنا أغرف الأمنيات وأسكبها فى صدري فيجهش بالبكاء السراب..
سنابلك لم تنضج بعد فى حقول
الوهم حتى يحصدها منجل اليقين..
يوجعنى غمز ولمز المرايا كلما فتشت فيها عنك ولسانها الهازئ بي
"سيضيع العمر سدى وغداً تستيقظين على تيبس مفاصلك وتغضن جلدك"
أيتها الغضة كنباتات الحقل..المتوهجة كالشمس ..ما أوسع العالم..
اركضي حتى تصلين حافته وهناك ارقصي على أزيز جرحك..
ارقص وأنت حر تماماً ارقص وإن لم تزل جراحك مفتوحة.
أطلقي سراح فراشاتك ..دعيها تتمسد وجعك لينشق من بين ضلوعك فجراً
قرمزياً يردد على أعتاب الصباح "
سلام عليك أيها الوهم"
"