الموضوع: ساحة حرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2021, 05:05 PM   #63


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,946 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: ساحة حرب



هاتان عيناي
مزينتان بقوسيّ قزح
باللون البنفسجي من الأسفل
يتوضّحان بعد كل مطرة دموع
أدفعهما للتبرع
هاتان رئتاي
بالكاد تستطيعان التنفس
ملبّدتان بغيوم سجائر أبي
أعرضهما على من يحتاج
هذا شَعري
أشقرٌ كلون الشمس
التي هجرت أيامي
مَن يريده
هذه يدي
أكتب بها شعراً رديئاً
أرسم بها وجوهاً غادرتني
أعزف بها مقطوعات حزينة
أمَنِّيها بلمس وجه رجلٍ أحببته
تشتاق فتراً
فلا يرد ولا حتى يقرأ
أبي..
أُصيب بالرعشة في سن مبكّر
سكب القهوة على بنطاله
أوقع الملعقة على ثيابه
يديّ هي أغلى ما أملك
ليتني أستطيع
وهبها لوالدي.


ماذا بعد :
أعلم أن معاناتنا واحدة يا سقيا، لا أعرف ما الذي يجعلني أشعر بذلك، أقوله حتى ونحن لا نعرف عن بعضنا سوى القليل جداً، لكنني أشعر بأن هناك أشياء كثيرة تُشبهنا دون أن نُخبر بعضنا عنها!
وإننا لسنا الوحيدين إنما هي معاناة الجميع
الكهرباء
الماء
النفطايات
الغلاء
والحرب التي جعلتنا نعاني ممّا ذكرته.
أتمرد أكثر الأحيان، أُوبخ الجميع، ألعن هذه الحرب، وألعنُ كل هذه المسافات.
توقفي عن عد الأرقام لئلا تتألمين .
ولأني أخاف الغياب والفراق بدأتُ مرحلة جديدة من الاعتياد على نفسي وألا أُدخل أحد في حياتي.. للتو فقط خسرتُ صداقة كانت تعني لي الكثير، هاتفي يضجّ بالسطور والرسائل، وكلما فتحتُ المحادثة التي جمعتنا اعتصر قلبي من الألم .
لا أعلم لمَ هكذا تركتُ اليد التي تشبثتُّ بها ربما كان عليّ ألا أتشبث بيدٍ ترتجف..
أن تُرافقك اللحظات السعيدة والأصدقاء الذين يكنون لك كل الخير. -آمين-
أود أن أتصالح مع ذاتي التي أنهكتها..
منذ قليل خرجتُ إلى أعلى السطح رغم خوفي من المرتفعات إلا إني نسيته، وتمنيتُ لو إني غيمة تختفي خلف السماء الصافية، لو إني نجمة بقرب القمر.
لا أحُب /الباميا/ لكن أنْ طلبتْ مني أمي تذوقها لا أرفض..
أتساءل هل سبق لكِ وتناولتِ طبقًا من الطعام لا تحبيه؟

حسناً ..
يحدث أن أتلاشى كفقاعة صابون رقيقة يا صديقة، ويحدثُ أن أزدادَ عمقاً كجذر زيتونةٍ، يحدث أن أنظرَ فلا أرى شيئاً، ويحدث ألّا أنظرَ فأرى كلّ شيء يحدث أن تعبرني الكلمات فلا أسمعها، ويحدث ألّا تُنطَق فأسمعها !
يحدثُ أن أحزن جدّاً كطائرةٍ ورقية بلا هواء، وكشاطئ بحرٍ بلا نوارس، وبيانو بلا عازف، وملعبٍ يائس، ومشجعين مهزومين، وطاولة مهجورة.. ويحدث أن أشجّع الفرح، وأن أُطلقه في الأركان كبلالين ملونة، وأن أرشّه كصابونٍ أبيض على وجوه الناس، ويحدث كثيراً أن أخاف منه، ويحدث أكثر أن أكتب فلا أكتب كلَّ


على الهامش :
من مريم إلى سقيا :
خلي عينك على السما ورددي معي :


أنت لي ..
وإنْ حرقَ المارقونَ المراكبَ
واندلعَ البحرُ من حولنا
ولم تكن النارُ برداً علينا
وداست بساطيرهم
كلَّ نايٍ نما في ضفافِ يدينا
وإنْ لسعَ البردُ جوريةً
في عيونِ كلينا
وإنْ لم تُكركر معاطفنا
في الشتاءِ
وإنْ .. وإنْ
أنت لي ..


 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 11-27-2021 الساعة 05:36 PM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47