عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2022, 05:28 PM   #114


الصورة الرمزية عمر أمين
عمر أمين متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 493
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (09:31 PM)
 المشاركات : 3,402 [ + ]
 التقييم :  7602
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: ســلــســلــة // وصــايــا...مــاريــا ( marya )




.
.
.
.

سـلـسـلـة ... My stone philosophy

.
.
.
.



حرب الكل ضد الكل : كيف يُـخرج السلوك الحيواني البشري أسوأ ما في البشر؟
.
.
.
.
.
.

كنت سأسأل (توماس هوبز) سؤالا بسيطا :
كيف ستبدو الحياة بدون حكومة أو حاكم أو نظام سياسي أو مجتمع سياسي ؟
وكان سيجيبني بالتالي :
هذه حالة أسميها حالة الطبيعة. يملك كل شخص في تلك الحالة الحق، أو الترخيص، لكل شيء في العالم. وهذا سيؤدي إلى «حرب الجميع ضد الجميع».
«في هذه الحالة: لا يوجد مكان للصناعة لأن إنتاجها غير مؤكد، وبالتالي لا توجد ثقافة للأرض، ولا ملاحة، ولا استخدام للسلع التي يمكن استيرادها عن طريق البحر، ولا مبنى حضاري. لا توجد أدوات للتحرك، والإزالة، وأشياء كهذه تتطلب الكثير من القوة، ولا علم لوجه الأرض، ولا يوجد حساب للوقت، ولا فنون، ولا خطابات، ولا مجتمع. الأسوأ من ذلك كله هو الخوف المستمر وخطر الموت العنيف، وحياة الإنسان المنعزلة، والفقيرة، والشريرة، والبهيمية، والقصيرة.فيخشى الناس الموت ويفتقرون إلى كل الأشياء الضرورية للحياة القيّمة، والأمل في التمكن من الحصول عليها. ولتجنب ذلك، ينضم الناس إلى العقد الاجتماعي ويؤسسون مجتمعًا مدنيًا.»
.
.
.
.

(توماس هوبز) الفيلسوف الإنجليزي الذي اشتهر بميدان فلسفة القانون والسياسة يرى أن أحاسيسنا التي تعود في أصلها - برأيه - إلى ذرات الجسم أو الجزء القائم على هذا الإحساس، وحينما تتحرك تلك الذرات ينشأ عن حركتها إحساسنا بشيء ما، وعن طريق هذه الحركة بين الدماغ والقلب لتلك الذرات ينعكس ذاك الإحساس على مظهرنا الخارجي.

رأى (هوبز) كذلك أن الإنسان مطبوع على حب الذات والأنانية نتيجة فساد تكويني طبيعي فيه، ولذلك فأفعاله مدفوعة بمصلحته الشخصية، وبالتالي فالإنسان يميل نحو حياة الأنانية، وليس الاجتماع، لأنه في طبعه شرير ومتوحش، أي أنه مطبوع على (شر جذري) بحسب توصيف كانط للحالة الطبيعية للإنسان.
يواصل (هوبز) إلى نقطة إنكار فكرة الإجتماع الإنساني، فالإنسان ليس كائناً اجتماعياً بطبعه، وفكرة الإجتماع الإنساني لديه هي مدعاة للتقابل البشري العنيف، وبالتالي ليست أنثروبولوجيا النوع الإنساني سوى حرب الكل ضد الكل، وهو الأمر الذي لخّصه هوبز في عبارته الشهيرة "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان". فليس الإجتماع والتعاون بين الناس هما الأصل الوجودي للعالم المعيش، بل الحالة الطبيعية بما هي طرف النقيض للحياة المدنية، هي الأساس الوجودي للإنسانية..

حال الطبيعة لدى (هوبز) تعني الحياة بمقتضى غريزة حب الذات، والسلوك المتوحش، ومن ثمّ من المستحيل إيجاد قاعدة أخلاقية عامة للسلوك الإنساني، فالقوة لا الأخلاق، وحال الطبيعة لا حال المدنية، هما من يحملان الإنسان نحو تحقيق رغباته الشخصية ضمن فضاءات سلوك حيواني أقرب ما يكون إلى صراع الغاب، وبالتالي فصيحة (بوذا): "ما زال العالم مقيداً لأنه لم يتخلّ عن كلمة أنا" يمكن لها أن تأخذ المعنى الذي أراده (هوبز) في فلسفته. ويستشهد (هوبز) في إثبات صحة مذهبه في أنانية النفس البشرية، وفساد سلوكها، إلى تاريخ البرابرة أو الأباطرة والحروب الدموية، والدسائس الاجتماعية والسياسية التي يسلكها الإنسان على الصعيد الفردي، أو الدول على الصعيد السياسي بغية تحقيق أهداف مروجة.

ولكن العقل لا الغريزة كان لا بدّ له أن يتدخل في نهاية الأمر لإنهاء هذه الفوضى، وحالة الصراع بين البشر، والعقل لدى (هوبز) ليس مقوداً بمقولات السلام، بل بمنطق يفضي إلى ضرورة السلام، أي ضرورة الخروج من حال الطبيعة، والكف عن السلوك المتوحش، للارتقاء إلى سلوك إنساني مدني متحضر، ولكن لتحقيق أهداف عملية هذا الانتقال، ولتخليص الإنسان من نوازع الشر فيه، كان لا بد من موافقة هذا الإنسان على أن يخضع لسلطة قانونية مطلقة، ممّا يعني عملية تفويض جماعي يقوم بها الناس، يعترفون من خلالها بالتنازل عن حريتهم أو حقهم الطبيعي في الحكم السياسي..
.
.
.
.

متفق مع (هوبز) في النظرة السياسية وفي أن الإنسان في العصر الحديث، ما زالت تتملكه هذه الرغبة التي لا تنتهي، إلا بولادة رغبة أخرى، وليس هناك حد لرغبات الإنسان إلا بالموت، فالإنسان في نزعة دائمة للتملك والسيطرة، وتحصيل القوة .
ولست متفقا معه في أن أحاسيسنا تعود إلى ذرات الجسم أو الجزء القائم على هذا الإحساس، وحينما تتحرك تلك الذرات ينشأ عن حركتها إحساسنا بشيء ما، وعن طريق هذه الحركة بين الدماغ والقلب لتلك الذرات ينعكس ذاك الإحساس على مظهرنا الخارجي.
في جملة واحدة :
الجانب المادي للإحساس لايلائم أحاسيسي
.


 
التعديل الأخير تم بواسطة عمر أمين ; 04-21-2022 الساعة 05:43 PM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47