منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - قراءة الكاتبه الغند لنص ( رسالة ) لشاعر عبدالله الصقري

11-12-2021, 03:56 AM

وينتقل للباقة الأخيرة من تلك الرسائل،،

تجمعت كل الرسائل بالخلاصة برسالة أخيره من ذكراه ،، ولا زلنا منصتين لحكايا عاشق خانه حظه وهو ما يعرف يخون بشخصه
،، ليوجه رسالته الأخيرة

بعد استعراض مواقفه ،، جاء دوره ليعتلي منبر الخلاصة من قصيدة رسالة هنا يدعونا: دع كل الرسائل السابقة،، وشوف النهاية وخذها وصية كتبها لك الشاعر من خلال أبياته ،،، عظة وعبرة،،
ما هي رسالة الشاعر من الرسالة
؟؟؟

العَنَا مَوجُود واَشْقَـاني وصَــالَـه
والهَنَـا مَفقُــوُد واَلمَعنَـى الثّمِيـن

لَامنِي من يعتِبـر حِـسّــي هَبَـالَـه!
لَـو يِحِسّ الّلي فِـ ذَاتِي مَــا يِهِين

فِينِي التَّعبِيــر لَـه نَهْج و دَلَالَـــه
فِيه سَلوَى و فِيِه عِبْـرَه للـفطِين

هُو أَعَـزّ بْدَاخِلِي . وهُوَ الِّرسَالَه
لَو أَمُــوُتْ يظَلّ بين اَلعَــالَـمِـيــن

إن أمر معاناته وشقاءه قد كُتب من يوم أحبها //عشقها//هواها ولا زال ذاك العنا وتلك المعاناة تدور في فلك حياته،، تلازمه،، بل قد أتخذ ذاك الشقا طريقة التواصل،، هناك علاقة تربط الشاعر مع المعاناة،، مصيرهما وقدرهما يسيران بنفس الاتجاه،، وكم الشاعر متأذي من علاقة القرب تلك،، المعاناة هي جروح كل المواقف اللي جمعتهما معا،،

ذكراها // طيفها// أماكنها كل شيء يخصها،، وقد أُرهق من تلك الصور،،

"العنا موجود وأتعبني وصاله": استعارة شبه العنا والشقاء كإنسان قابل للتواصل ،، الغرض البلاغي منها: بيان حظه التعيس من غيرها فقد جمال السعادة،،

السعادة نسبيه لكن من منظور العشاق تعني السعادة: الوصل والقرب ممن اهتواها القلب ،،
وإذا كان العنا موجود// فالهنا مفقود: تلك المقابلة للدلالة على الحزن هو الذي خيم على حياة عاشقها،، وانتفاء مظاهر الحياة الهانئة الفرحة المطمئنة ،،

"الهنا مفقود" : استعارة،، شبه الهناء وراحة البال كإنسان تائه ومفقود غرضها بيان تلاشي مظاهر فرحته ،،

هنا تعال وأقرأ رسالة شاعر يعتز بالألفاظ معنى ومبنى هنا الفخر بذاته الشعرية فهو له وزنه في عالم المعاني والقصيد ومعناه له مغزى وليس مجرد صف كلام //
وأنا أشهد ما شاء الله عليك ،،

ثم يوجه رسالته للي لامه وعاتبه بحالته من العنا وتخييم الحزن دون فرحه،، من اتهمه إن ذاك الشعور ما هو إلا شعور طيش ،، ويتميز بتجرده من العقلانية لحد يميل به للخروج من عاقل الرزانة والعقل،،

لا تسأل المستهين حتى يبين له الخافي في نفسه،، ويجيه ما جاك ،، عندها سيدرك ذاك الحس وشعوره،، عندها سيعي قوته،، وسلطانه،، عندها سيفقه لجهله،،
الأحاسيس لامنها سرت،، جات بدون تخطيط وموعد،، كلن يستطيع الكلام عند حدود تجربة غيره،، حتى تقوده خطاه إلى نفس الطريق،، سيدرك الجد والحقيقة،، بتجربته الذاتية
روعة،،

قد يتسأل البعض،، مستغربين أن الشاعر نفسه قد لام صاحبه على مشاعره
؟؟؟
لأ طبعا لم يلمه وهناك ما يؤكد ذلك بالبرهان قال: لا أعاتب ولا ألوم//
جاءت القصيدة في هيئة تحذير ،، لأنه وقع في تجربة مريرة ما وده صاحبه ما يكررها،، غير أن صاحبه قد ولج الطريق بالفعل،، وبكرة يقف أما يصف سعادته،، وألا يتبنى نفس موقف التحذير،، والمحب قدره لا يقبل صيغه التحذير،، فالحذر هنا بالفعل لا يقي من القدر،،
لهذا اخترت رائعة الرسالة بعد المقتطفات من القصايد السابقة كقصائد تمثل فصولا لنفس الرواية من ذاكرة مأساة عاشق ،،

ونصل لفحوى الرسالة بمخاطبة اللئم: يا اللائم المستهين،، أن شعري رفيع المستوى //
هنا يصف شعره بجمع ميزتين:
لمن ينشد عن سلوى النفس واتخاذ أبيات القصيد ذاك النديم الذي ينعش النفس براحة يجده القارئ من خلال قصيدته،، ومن يبحث عن العظة والعبرة والنصح هو أيضا موجود في نفس القصيدة متعة ونفع ،،، وذلك يدل على تمكنه الشعري وخبرته العالية بجمعه للميزتين معا،،،
وذلك من خلال الألفاظ الرصينة المؤدية للمعنى الثمين،،
فيجد الذكي لمن يفطن لأبياته تلك العبرة التي تنفعه،، كما هو القاري الباحث عن متعة الفن الشعري ،،تنتعش نفسه المحبة للقصيد

وفعلااا صدقت مبدع ربي يحفظك
،،،