10-18-2020, 09:26 PM
|
|
(تَمَنُّعُ الضَوْءِ) ( حصري لمدائن البوح )
(تَمَنُّعُ الضَوْءِ)
دعي فضولَ فؤادي واتركي شَغَفَهْ
ماعاد يُحْسِنُ خوضَ الحبِ أو دَنَفَهْ
ماعادَ يُحْسِنُ في دنياكِ لَثْمَ هوىً
ولاغراماً وَعَى تفصيلَ من خَطَفَهْ
سارتْ بهِ الغانياتُ الشُقْرُ نحوَ لظىً
بهنْ تأبطَ من أشواقهِ شَظَفَهْ
تَلَبّسَ البؤسَ واستمرى تَأَوهَهُ
حتى جَنَى من حطامِ المنْتَهى أَسَفَهْ
تَمَنّعَ الضوءُ عن مسراهُ فارتسمت
بينَ المتاهاتِ دربٌ أنكرت صُدَفَهْ
وحاربتهُ جيوشُ الحظِ مافتئت
مابينَ زيفِ خليلٍ أو خدينِ سَفَهْ
حتى بدا مِثْلَ رامٍ كلُ أَسْهُمِهِ
تعودُ في نحرهِ إذْ أخطأتْ هَدَفَهْ
ياقلبُ صبركَ فاﻷيامُ مُعْقِبَةٌ
خيراً وغيماتُ هذا الحزنِ مُنْكَشِفَةْ
ما زلتَ تبعثُ أشجاناً وأُبَهَةً
وأغنياتٍ سقاها دَهْرُنَا تَرَفَهْ
أنا الذي وَاعذابي كيف أَشْرَحُهَا؟
مِنْ غُصَّةٍ في نياطِ القلبِ مُعْتَكِفَةْ
أَرَى المآسي وقوفاً بالفؤادِ كَمَا
وقوفِ حُجَّاجِ بيتِ اللَّهِ في عَرَفَةْ
إِنْ يَمْضِ هَمٌ عنِ الوجدانِ مرتحلاً
أَوْصَى بتعذيبِ قلبي بعده خَلَفَهْ
قلبي منَ الزَهْرِ لا حِقدٌ يخالطهُ
تفوحُ أطيابُهُ الأُوُلى لمنْ قَطَفَهْ
غداً سَيُشْرِقُ كالتاريخِ مبتسماً
وعنْ حماهُ فلولُ الحزنِ مُنْصَرِفَةْ
إِنْ يسلب الحزنُ من عينيهِ فرْحَتَهُ
سيحفظُ الدهرُ في طياتِهِ تُحَفَهْ!
إبراهيم جابر مدخلي
للمزيد من مواضيعي
|