...إي وربي سيدة الـ (
عطر ) الآلقة...
...لِظاعِنِي الحَلِّ والترحالِ مشاربٌ ومذاهبُ..!!
..أقَلُّهُمْ بلاءً مَنْ يستعسرُ رَهَقاً طُولَ المسافةِ-على بُعْد الطريق-بين شرق البلاد وغربها،فلا يُبارحُ الرَّهَقُ وعثاءَ الجسدِ وتباريح المشقةِ في راحةِ القدميْن...!!
...بَيْدَ أن بلاءَ الخوافق حين تغدو ظواعنَ في دروب البِين البعيدةِ أقسى وأنكى..لا يكادُ الرَّهَقُ فيها يجثِمُ على أنفاس المُهجَةِ حتى يتتالَى آخرُ أشدّ خَنْقاً وجثمَا..!!
...عند عطر..كما العهد بها دائماً..تتوَردُ الأبياتُ-في مبناها ومعناها-بأورادِ اللفحاتِ والنفحاتِ معاً..دائماً فيها جمالُ الجذوَةِ المُشِعِّ الدافئِ،وفيها لفحة القلب المحترق الحارق...
...جمالٌ...ورقةٌ..وشجوٌ..وشَعْرٌ غجريٌّ مجنونٌ يسافرُ في كل الدنيا حين نسمعُ شدوَها :
قد كنتُ أَحْسَبُنِي بالحبِّ جاهلةً
حتى استهامَ فؤادي، إنه القدَرُ
...وحرقةٌ..وضَنىً..وجُرحٌ غائرٌ..ولفحٌ لاهبٌ حين نسمعُ أنَّةَ قلبِها :
تمددَ الشوقُ في روحِي وفي جسدِي
يَفْرِي بِيَ اليأسُ ، ترمي روحِيَ الشَّرَرُ..!!
...هكذا كانت (
غالية ) في الفيلم إياه..وقبلها هكذا كانت (
إِلكْتَرَا ) و (
تِيُودُورَا )..وحتى (
ست الحُسن ) الأسطورة كانت.
...رقراقٌ من بُحيراتِ الحبِّ الذائب في الجمال المُوَلَّه،يتراقصُ بين أناملهنَّ كقيثارةٍ تحتضنها أميرةٌ من أميرات القصر..في حينِ أن رعونة البِينِ القاهرة هي مَن أحالتْ كاسَاتِ الولَهِ الجميلةِ في الشفاهِ إلى شِفارٍ من لدائنَ تجرحُ أحياناً ولكنها لا تُدْمِي..!!
...شاعرتَنا الوضيئة..على شُرفتِكِ الشعريةِ تقفين لتنثري علينا هاتيكِ الأبيات فتحِبِّين ونحن في ساحة الشرفةِ نستشغفُ الحُبَّ..وتتألمين ونحن نتأوَّه..وتٌبدِعينَ ونحن نتملَّى...ودمتِ في عِطَارةِ الشعرِ عِطراً فوَّاحاً...