عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2021, 04:30 PM   #2


الصورة الرمزية عطاف المالكي
عطاف المالكي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 48
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 10-28-2024 (02:45 PM)
 المشاركات : 107,728 [ + ]
 التقييم :  304153
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي قطاف السنابل لعطاف المالكي





العنوان (بكاء مدينة )
جو النص
الكاتب يتحدث عن مدينته التي نشأ فيها وترعرع ومدينته (المحبوبة )
صراعات تنتابه وانفعالات عاطفية لفقدانه محبوبته والشجن الذي ألم به
ومشاعره الصادقة تملأ قلبه وكل جزء من كيانه ...
أسلوب الكاتب
شجي يتدفق في غير تعمُّد وتكلف وعواطفه كسيل جارف
ليبهر القارئ بإسلوبة السهل المتتنع .!!
وبكلمات عفوية رائعة ...
وبدورنا لانملك إلا التفاعل معه وتشرئب نفوسنا وعواطفنا إليه .!
ثم يروي لنا الكاتب حالته النفسية كيف كانت وكيف أصبحت
ذكريات يتجرعها بامتعاض وأسى على فراق محبويته
وعصي عليه أن ينسى كل ماكان بينه وبين هذه المحبوبة !
ويتمنى لو الزمن يعيد الذكريات الجميلة
وهاهو يجتر أدق التفاصيل ويتمنى أن يتنفس هواء
مدينته مخلوط بأنفاس ورائحة محبوبته
وهيهات هيهات وغروب شمسها قد أفل ؟!
إنه يشعر بقسوة وضراوة الألم والحزن الذي طوق روحه
وتلبسه من رأسه إلى أخمص قدميه
يشعر بأن روحه تخاصمه وتلومه على هذا الفراق ..
يجتر تفاصيل ألمه في قوله
(مدينة اتسع بها الكون وضاقت بصدره )
,,,يشفق على مشاعره النازفة
فاختار الوحدة والعيش على أطلال ذكريات صارمة
وابتعد عن كل قريب وصديق وصد بابه
وأصبح عالمه الوحيد مدينته (الحبيبة )
كقراء
تفاعلنا مع النص لما فيه من عاطفة صادقة صادرة
من القلب فوصلت إلى مشاعرنا وقلوبنا
أسلوب الكاتب
يتضح من العنوان ( اتكأ على العاطفة بامتياز )
واختار الكاتب كلمات رقيقة ذات موج معبر كقوله
(بكاء مدينة) (أخبريني كيف لي أن أتجاوز مدنك دون دموعي ) (وكلماتك تسكنني )
ثم استخدم الكاتب أسلوب المتكلم لتأكيد ذاته وكأن المحبوبة مازالت حاضرة أمامه
وتسمع نحيبه ومناجاته .... برع الكاتب بتجسيد وعمق
مأساته بفردية مطلقة وكأن العالم أصيب بعقم ولا يستطيع إنجاب أنثى
تشبه محبوبته برقتها وأنوثتها.!!
استخدم الكاتب الأفعال المضارعة لإستمرارية مأساته ونزف جرحه على فراقها
(يتنفس )رائحتها ...(يراودني) عن نفسي ...
(أبحث عن حقيقة ....كل شيء هنا( يعذبني )....الصمت (يلتف )بصدري
(استمطر )الحظ....(أقف) هنا ولي حدود الأفق
ثم أسلوب الأمر المحبب (أعيديني) لنفسي ....
(أسكبي) في روحي أمانك ...(علميني )كيف لي أن أغتسل
من مدينة تحاول أن تسلبك مني
ثم
استخدم الكاتب أسلوب الرمزية ليكون أكثر جاذبية
كقوله (بكاء مدينة )...(وشوش أوردتي أسمعني بكائي بكِ)
(كل المدن تساوت في روحي وبقيتي المدينة الوحيدة )...
ثم يقول تباً لمدينة وقفت على مشارف حلمي وشطرته
غلب على أسلوب الكاتب
يأس وقنوط مع قليل من الرجاء والتمني..!!
أيضاً
استخدم الكاتب أساليب متنوعة أخرى تخدم الغرض و النص
وانتقل من الأسلوب الخبري الدال على الحزن والألم
ومايشعر به من غياب محبوبته ووقع الجرح النفسي ومايشعر به من غياب
إلى الأسلوب الإنشائي ولكن بصورة نزيرة
وقليلة جداً وهذه ميزة رائعة تحسب للكاتب
مزج الكاتب بين تجربته وتجارب الآخرين عندما قال
أتوزع على الأماكن أبحث عن حقيقة عن لحظة فقدتها في زحمة المدينة
وكأن مابين السطور يخفف من معاناته ويسري
عن نفسه ويقول ربما الكثير يعاني مثلي
في زحمة المدينة والكل غارق في شؤونه محمل بأسراره
والكثير يبحث مثله عن الحقيقة في لجة الغياب !
فكيف يشعرون به وربما لديهم من الحزن والأسرار مايكفي
الإطناب
كقوله (أتوزع على الأماكن )
أبحث عن حقيقة ,,,
هنا وهناك ومابينهما دموع
استخدم الإطناب لتمكين المعنى وإظهار قيمة الفقد
كقوله
أسافر على صوت النوارس ....أستمطر الحظ ....أعيديني لنفسي
إمنحيني مدينة لاتعرف ملامحك
التناص
استخدم الكاتب الرمز ليعبر عن حزنه الدفين
المحسنات البديعية
استخدم الكاتب الدمج بين
مدينته والمحبوية ففي نظره أنهما واحد
الطباق
في هنا وهناك
خصائص النص
الوحدة العضوية والتسلسل في سرده من مقدمة وعرض وخاتمة
الصدق والعفوية
استخدم الكاتب الألفاظ الواضحة الخالية من التقعر والإستعراض
لم يتكلف بل كان نصه نابع من روحه وما يشعر به
الإستعارة المكنية
كقوله (إزرعيني بروحك )...(دموع الأرض) .
.(مدينة اتسعت للكون وضاقت بصدري )
الكنايات
الصمت يلتف بصدري
.....ألون روحي .
..أسكبيني في روحي أمامك ..
شخصية الكاتب
اتسمت بالبساطة والرقة والعذوبة
عاطفته
مرهف الإحساس ..
مايؤخذ عليه
القلق من المستقبل
متألم
وأحياناً يشعر بالقنوط
................
انتهى على بركة الله تحليل نص (بكاء مدينة )للكاتب القدير عصي الدمع
أرجو أن أكون قد وفقت في التحليل
كلمة أخيرة شكراً للكاتب على هذا النص العميق والذي عشنا تفاصيله
وكأنه مشهد ماثل أمامنا لنرافقه حتى النهاية ..!!


 
 توقيع : عطاف المالكي




أنا غُصنٌ نما من غصون الأدب
وإذا لم أكن أفضل من غيري
فأنا على الأقل مُخْتِلفَة عنهم




رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47 49 49 49