الموضوع: رحلة مع المعري
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-27-2021, 12:00 PM
عبدالرحمن عبدالله غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 169
 تاريخ التسجيل : Nov 2020
 فترة الأقامة : 1298 يوم
 أخر زيارة : 10-02-2023 (07:33 PM)
 المشاركات : 7,927 [ + ]
 التقييم : 35053
 معدل التقييم : عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute عبدالرحمن عبدالله has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي رحلة مع المعري














رحلة مع المعري

سامحك الله ..
يالآزم ما لا يلازم
يارهين محبسك تؤرق اللغة بالتفاسير
والإشكال وتستنبط المعاني
سامحني الله أنا حين وجدتك بين درفتي مكتبة أبي نظرتُ إليك بعين الرهبة ، نظرتُ إليك وأنا جاهل تمامًا ثقتي في أن اقراؤك فسوفت هربًا فتح عقلك
يا وردة الشعر
يا حبرًا امتد من المعرَة إلى ملكوت الله

***********

مات أبي فإختل توازني
مات أبي وورثنياك يالذي في درفة المكتبة
صاحب البيت وبابه المفتوح للقاصي والداني الدميم الكريم
الشهم بين الناس رحل هكذا وحيدًا على سرير بعد أن رفع سبابته اليمنى
اعتمى وجداني .. اختنق الكون في صدري حنقتُ على الحياة على الوجود وقلتُ كما قلتَ:-"هذا ما جناه علىّ أبي وما جنيتُ على أحد"
ضاعت هويتي في أضواء السيارات والشوارع وعواميد الإنارة
سلمت نفسي لليل فإختلط على ساعتي اليوم .

***********

أردنا الإنتقال فجمعتُ رائحة أبي وأشياءه وأنت أخذتك إلى غرفتي الجديدة واضعًأ إياك على طاولة سريري فكنتَ آخر ما يهذي به الوسن
وبداية الضوء المؤرق.
تتابعني في قيامي وقعودي تتابعني في وحدتي .. كأن نظراتك المستفزةتقول :- أيها الصبي بيننا فلسفةٍ وشعر بيننا اللغة البحر ...وما كنتُ أسمع

***********

وكنتُ أراك في غفواتي المتقطعة شيخًا محاطًا بنورٍ ملائكي منكبًا على طقسٍ من الرموز والتوريات المعقدة
قلت:- أهذه عربية ؟!
وما جاوبت سؤالي

***********

صحوت متصببًا عرقًا لأجدني أحتضنك دون شعور
فتحت غلافك الأسود القديم " تمت سنة 1950 ، بنت الشاطيء"
امرأةٌ إذن من قومتكَ وأعادتك شابًا تفور لغة صلدة في القرن العشرين قضت سنواتها بين المطارات والمكتبات العريقة تقارن النسخ بالأصل وتستنبط التصاحيف وتضع الدلالات. المرأة وحدها تكسر أغلال الزمن وتستطيع معك صبرا.

***********

شدني الفضول فقلبت الصفحة الصفراء - بفعل تقادم الزمن- ستون من الأعوام قد انقضت حين فتحت الصفحة وكنت أنا غرًا وقتذاك في الثمانين أنت الآن ومازلت أمامك صغيرًا وخائف من أن استعير عقلك فأغدو إنسانًأ مفقودًا يسترد لغةً مفقودة.

***********

ما عاد هنا أعراب ولا باديةً لنتعلم فصيح اللغة وغريبها ليس هنا إلا حرارةَ الإزفلت والمطاعم والبنايات الطويلة وأدوات المكياج وبساطير الآلةالصحراء الآن تبدل -مثل حرباء-جلدها ألف مرةٍ في اليوم غرباء نحن اليوم غرباء يتكلمون لغةً نظنها واحدة.

***********

" أَللهمَّ يِسّرْ وأعِن،
قد عَلِم الجبرُ الذي نُسِب إليهِ "جبْرئيل......"
أربعة أسطر جاء في شرح متنها صفحتين
أسقط في نفسي الهول ... شاص بصري
السطر ثقيل الشرح ثقيل .. كل كلمةٍ لها وقع الدهشة
أعوجَ لساني ..
تعرق عقلي وانعصف...
اختنق النفس ...
ارتجف ... فتحججتُ بالوقت المتأخر
هربت.

***********

ثلاثُ أيامٍ وأربع ليالٍ صرصر قد انقضت لا اشتغال لنا فيها
سوى النظر ، وفي الليلة الرابعة حينما كنت في برزخ الصحو والنوم تهيأ لي صوتكَ الرخيم الوقور...
"يا بُني قد قصصتَ رؤياكَ عليّ فاختارك الشيخ الجليل كبت الله عدوه يا بُني ليطمئن قلبك ولتهدأ روحك قليلاً اقرأني ياوريثي وجودك قدر وأنا قدرك".
لكن ماذا اقرأ إذا كانت البداية الصاعقة جبريل وحي الله إلى رُسله المصطفين عليهم أفضل الصلاة والتسليم ..
ماذا اقرأ وفي المتن ألف معنى للاسم وفي المتن ألف تشكيل وتصحيفٍ تورياتُ ظاهرة وظاهرٌ موارب .. وترجيح ... أعلام كثر
صداعٌ يشرخني أنا البليد الذي بالكاد ينهي كتب المدرسة كي ينطلق ضائعًا في الساحات وممرات الأسواق لكنك شجعتني قلتُ أجيءُ أولاً بكتب القواميس ثم كتب الأعلام والسير، خمسٌ وعشرون كتابًا من أجل تفكيك ، لهثتُ فيها كما لهثت بنت الشاطيء تحولت غرفتي إلى مكتبة .
عرفت أنك تقابل في ترحالك الشعراء واللغويين فتحاججهم في مسائل كنت في الدار العاجلة تختلف معهم فيها وفيما أُدخلوا الجنة وفيما أٌدخلوا الجحيم حتى الجن جئت بأسمائهم وأشعارهم وتفاعيلهم التي ما خطرت على قلب بشر والحيوانات والسباع والطيور وحورٌ ينتظرن قبل خلق الكون بأربعة الآف عام .
استسغت خيال علومك ومترادفاته فاستساغني وشيئًا فشيئًا نزعت عني واقعي فنبتت حياةٌ أخرى جديدة، ينشرح فيها صدري حينما نلتقي ستة عشر ساعة ليس بينها وقتٌ للنوم .

***********

لكنك كسرتني ... شيخك الجليلُ أطال الله لنا الأيام ببقاءه أخطأ التقدير حين أسر بي إليك ." وإني أدام الله عز الأدب بحياته أخشى أن تقع هذه الرسالة في يد صبي...."
ذهلت احسستك تقصدني كأنما صاعقة ضربت قلبي فاختل التوازن الوجداني وما استطعت القراءة .أقفلت عليك كتابك باحترامٍ جم وهجرته واضعاً إياه في مكانه على طاولة السرير حنقٌ هادرٌ يجري كما السيل في شراييني فوجدتني أعود إلى دائرتي القديمة ....
هجرتُ غرفتي وأقمتُ في الشوارع .

***********

ستة أشهر مضت وأنت في غفواتي تزورني تنفث فيَّ من وحيك وبحر علمك النوراني ما تشع به روحي لكني لا استجيب... ذاتي الهشيم تواسي هشيم ذاتي.

***********
لكن الإنسان مجبولٌ على العودة على الحنين على النهوض فلملمت شظاياي وعدت إليك بشغفٍ يقاتل كي لا يهزم فينتشي باللحظة قلتُ ماكانت تلك القسوة في جملتك إلا حرصًا منك عليّ ورسالةً تقول أن من أراد الحكمة والتجربة والمعرفة فعليه لعق المرار في أصابع الصبر وعيت الدرس وعيته جدًا فما رضيتُ بعد ذلك بالسهل
أتممتك أتممت الرسالة بفرحٍ كبير
أنا الآن وبعد حولين منذ أول قراءتي لك أرغب في معاودتك وقد تفتح ذهني أكثر

إلى الذي علمني كيف اقرأ

أنا الآن اقرأ ... بعين عقلي

رسالة الغفران أول ما قرأت

للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : رحلة مع المعري     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : عبدالرحمن عبدالله






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47