...أحجزُ لنفسي هنا مكاناً-ليسَ بقَصِيٍّ-حتى أكونَ قريباً من هذه المائدة (
الصرفية ) العامرة-أخي الوضيء الجميل أستاذ
سلطان-فإنه ليسَ أحبّ إلى النفس من الحديث عن قواعدِ لغتنا..وأسرار لغتنا..وخصائص لغتنا العربيةِ الرائقة الجميلة...
...ما من ريْبٍ-أخي الحبيب-أن (
عِلمَ الصرف ) ؛ هو أحدُ وجهَيْ التقعيد في قِياسِ اللغة وسماعِها إلى جانب (
عِلْم النحو )...
...والصرفُ-كما يعلمُ دارسوه-هو العِلم الذي يدرسُ أحوالَ اللفظ من داخله،من حيثُ بِنْيَتُهُ الحرفيةُ صِحَّةَ وعِلَّةً،وتجريداً وزيادةً،وجموداً واشتقاقاً..وكذا إعلالاً وقلباً وإبدالاً...
...فليسَ من نفْل الأمرِ أن يظهرَ فيه عُلماءُ أفذاذُ ثقاتٌ-أسلافٌ وأخلاف-أفردوهُ برواسخِ العُمَدِ والمُصنفاتِ والمنظومات والمتون والحواشي والمراجع..كـ (
التصريف المُلُوكي ) ل
أبي الفتح بن جِنّي-صاحب (
الخصائص ) المشهورة-وككتاب (
التصريف ) ل
أبي عثمان المازني،وكـ (
الشافية ) ل
أبي عَمْرو بن الحاجب،وكـ (
التكملة ) ل
أبي عليٍّ الفارسي...وكـ (
أبنية الصرف في كتاب سيبويه ) لأستاذتنا العراقية المُحققة اللغوية الكبيرة
خديجة الحديثي..وكثير من مؤلفات أستاذيْنا الجهبذيْن العلّامتين ؛
أبي فهر محمود محمد شاكر و
الدكتور ناصر الدين الأسد...وكثير من آثار شيخنا المربي
العلّامة محمد بن صالح العُثيْمين...وغيرهم وغيرهم...رحمهم الله جميعاً...
...وها أنتَ-أستاذ سلطان-تقطفُ لنا من قلب الصرف وإبدالاته خَمْسَ عشْرةَ زهرةً من كل بستان...فجوزيتِ خيراً على هذه التذكرة العلمية اللغوية الهادفة العامرة..ودمتَ ذخراً وذخيرةً في مُدُنِنا. الفيحاء..