الموضوع: "كلاكيت"
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2024, 12:39 AM   #22


الصورة الرمزية زهير حنيضل
زهير حنيضل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 382
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 العمر : 44
 أخر زيارة : يوم أمس (03:50 AM)
 المشاركات : 17,694 [ + ]
 التقييم :  47716
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: "كلاكيت"



اقتباس:
و يحدث أن يوغل الكاتب في حياة و شخصيات الرواية التي يكتبها, ليجد نفسه و قد وصل إلى أصعب مرحلة فيها ألا و هي الخاتمة !
فالرواية حياة على الورق, للكاتب فيها ما يشاء من أقدارَ و مصائر, و هو _ وحده _ الذي يحدد مسار حياة الشخصيات المكونة لروايته, و حين ينسجم الكاتب مع الرواية و الشخصيات, يقع في مأزق الموت و الحياة, الفرح و الحزن, الألم و الأمل, و يتحول قراره بتحديد الخاتمة إلى سوط يجلده عذابا, فهل يصغي لأصوات الشخصيات التي ابتدعها _ هو _ على الورق, أم لصوته الذي بدأ به الرواية بفكرة مسبقة عما ستؤول إليه من خاتمة !
و ما الحياة إلا رواية , نجد أنفسنا فيها _ في حالة خاصة _ شخصية في رواية لكاتب يمسك بالقلم دون ممحاة , و له القرار بين موت و حياة, أو أن يتركها مفتوحة الاحتمالات لجزء ثانٍ, يكون فيه للأمل صوت الغلبة على صوت اليأس, و الأصعب من انتظار القرار, هو أن يكون الكاتب مشغولاً_ عمداً او لظرف خارج عن إرادته سواء_ عنا و عن روايته, في حين أننا نظن أنه _ كما نحن _ يعيش جحيم الانتظار ؛ ما بين برد النسيان و دفء الذاكرة !

مُتعَبةٌ/ مُتعِبةٌ هي التفاصيل, تشكو يداً مُرهَقةً / مُرهِقةً عاهدتها ألا يفترق المسير, لكنها الأيام حين سطوةٍ منها على أملٍ يتكئ على " ربّما " على مرمى البصر من قرارٍ خطّ بحزمٍ فصل الختام!
لكلّ بداية نهاية, وحدها الروايات قد تحظى بنهايات معلّقة على حائط التّمنّي, و ما ذاك سوى لأن الكاتب أمعن في التغلغل فيما يكتب _روحاً دون القلم_ فتفاجأ من انحراف روايته عما رسمه لها من منحنى و أحداث, ليجد نفسه _ قبل القارئ_ ينجرف وراء عاطفته التي سادت على قريحته, فلا يجد مفراً من الانصياع لها, تركاً للنهاية بغير هوية, لتلبي أذواق الجميع, لا غالب و لا مغلوب, و لكلّ ما يمنّي به نفسه من ختام..


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47