عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2024, 01:50 AM   #45


الصورة الرمزية زهير حنيضل
زهير حنيضل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 382
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 العمر : 44
 أخر زيارة : 05-24-2024 (03:50 AM)
 المشاركات : 17,694 [ + ]
 التقييم :  47726
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل



من أرشيف الحال, يصلح لكل زمان و مكان.. و حال.
05/03/2020


اقتباس:
و من المشاهد الحياتية ما يحتاج فهمها لإيقاف الزمن و إعادة المشهد بسرعة تبلغ 1/100 ليستطيع العقل إدراك التفاصيل الصغيرة التي صورت المشهد و أخرجته إلى واقع الحياة, و من بين تلك المشاهد أن يبادر أحدهم بالسؤال:
كيف الحال؟
لا شعورياً و دون إدراكٍ منك تلاحظ أنك قد اندفعت _ روحاً و إحساساً _ للبوح بالحال و تفاصيلها, لتصطدم بمحاكمة ذاتية بينك و بينك, مفادها:
هل جننت؟ ما الذي تنوي فعله!
أيعقل أن تبادر لشرح ما أنت عليه من حال رداً على سؤال زارك لغواً لا عن نيةٍ فقصد!
حسناً, و لو افترضنا أنه جاء عن اهتمام فانتظار للإجابة؛ فمن أين ستبدأ بالسرد؟
هل تبدأ من مسألة فقدان التوازن الروحي, أم لعلك تبدأ من زاوية ما تكابده من آلام, أم أنك تنوي أن تطلق العنان لقلبك لينثر آماله على رصيف العابرين للحال سؤالا؟
عد إلى رشدك, فما هو سوى سؤال عبثي ألقي عليك من باب العادة لا الحاجة, فتوقف عن الاندفاع, عليك أن تكتفي بإجابة مقتضبة سريعة, تعيد كل ما كنت بصدد التفوه به إلى تلك الزاوية القصية منك, حيث أنت و حالك.
يجري ذلك كله بين ظهراني لحظة صمت تسبق الإجابة التي تنطق بها رداً على السؤال " كيف الحال ", قائلاً:
بخير , أنا بخير!

مؤلمة هي تلك التفاصيل التي وردت بين ثنايا السؤال عن الحال و الإجابة على السؤال , بيد أن السؤال _بحد ذاته_ يمنحك فرصة التخفيف من وطأة الحال, عبر عدد من الأنفاس المتسارعة التي تحمل معها الكثير من الحزن, لتنتهي بتنهيدةٍ تعيدك إلى جادة الصبر, و كأنها تقوم بعملية تجديد طاقة الاحتمال فتشحنها بمحفزات الأمل . .
و الأكثر إيلاماً؛ أن لا تجد من يلقي عليك السؤال:
كيف الحال !



 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47