الموضوع: "كلاكيت"
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2023, 12:06 AM   #19


الصورة الرمزية زهير حنيضل
زهير حنيضل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 382
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 العمر : 44
 أخر زيارة : اليوم (03:50 AM)
 المشاركات : 17,694 [ + ]
 التقييم :  47716
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: "كلاكيت"



اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهير حنيضل مشاهدة المشاركة


"كلاكيت"
المشهد الأول/ الالتقاطة الثالثة/ الثانية/ الأولى.
عادة ما يكون التعداد لسرد التتابع, في تواصل أو انقطاع سواء, و التتابع؛ يعني الترتيب الزماني أو المكاني للأحداث و الخطَّ اللحظي المنسكب على جزيئات الفراغ الممتلئ بما لا يُدركُ بالحواس, إنما يُستشعَرُ بالحدس, استباقاً و ترقّباً, و بين خيبة و إصابة؛ فللحدس موعد و محتوى زاخر بالتساؤل.
و الحديث عن التعداد فالتتابع, مدخلٌ لا غنى عنه, لتفسير عملية احتواء الالتقاطة الثانية في الأولى قبل حدوثها, و كذلك الثالثة في الثانية قبل الشعور بها.
أما الالتقاطة الثانية؛ فهي محور التفسير لما التبس في " النداء" و " دُونَ" من صخبٍ تدافع حشده فيما بينهم, لأجد أني أقفز إلى الالتقاطة الثالثة؛ لأفسرها, فأعود إثر ذلك نحو الثانية فالأولى.
أما الالتقاطة الثالثة؛ فهي بعضٌ في كلٍّ ,و كلٌّ في بعض, فالالتقاط أن تعثر على شيء بغير قصد أو طلب, أن يحضر إليك, أو يجلبك إليه, أو تجمعكما المسافات الزمانية و المكانية و الشعورية بميعاد لم يُدرج على لائحة التوقعات, حيث لا سلطة للوعي, و لا سلطة لما يسمى" اللاوعي", إنما هامشٌ للحدس, يوفّره الحيز الفاصل بين الحاضر الذي نحسبه حاضراً, و الماضي الذي هو الحاضر _ ذاته_ و الذي استغرق وقتاً زمنياً معيناً ليصل إلينا تفسيره على أنه الآن.
و من الحدس ما كان وليد التمني, بل أبعد من ذلك, فظنّك بالشيء يقربك منه فيقربه منك, و لا أجمل و أصدق من قوله تعالى في الحديث القدسي:
" أنا عند ظن عبدي بي"
و عليه, فالالتقاط, بعضه عن حدس, والحدس بعضه عن التمني في ظن يقارب اليقين, و اليقين _كلّه_ من الإيمان, لنصل إلى كون الالتقاط _ في حالات بعينها_ من إيمانك بالشيء.
و قد فرغت من الثالثة, فأدراجي إلى الثانية:
و في رحاب الثانية؛ فإن لمفردة " دونَ" _بفتح النون على الظرفية, احتمالات, أجد أني إلى تفسيرها لتبرئتها.
يكون النداء لغايات مختلفة, ما بين دعوة للحضور أو للخطاب, و للخطاب _ ما للخطاب_ من مآثرَ و مآبرَ, كان لا بدّ لي من تجاوزها _ جميعها_ باختصاص ما أعقب " دون النداء", رِفعةً في الوجدان من منزلة, فلا تكون الندبة إلا لعزيز قلب, و لا تكون الاستغاثة إلا بعزيز قدر, ذلك الذي أحسنت به الظنّ عن يقينٍ بإجابةٍ فإغاثةٍ فصدق حدس دون خيبته.
و أما الأولى:
فهي من الثانية باجتزاء, علق بها فانتقل إليها, فالنداء قد يحط من قدر المنادى إن هو ارتسم بأدواته المبسّطة المتعارف عليها, ليكون بليغاً في أثره, عميقاً في تأثيره؛ إن هو نحا إلى القصد دون أن ينحوه_ و أن ينحا إليه فمسير, و أن ينحوه فتحريف, و لا مجال لرابعة تثقل على السمع, و مؤجلة لموعد يأتي حين تمامه_ فحفظاً لجمعه دون تقسيم, إكراماً لكينونته, و ابتعاداً عن إتيان ذنب اجتزائها بما ينقص من قيمتها, و محورها_ هنا_ في جزئية:
"لا عزاء للأمس"
فالأمس, كلٌّ؛ يبدو منادى, في حين أنه مندوب مستغاث به, فغابت أدوات النداء, وحضرت الآثار الدالة على الفعل, بإلباس المخاطب ثوب الغائب الحاضر, فكان الأمس, بما عُرِّفَ منه و ما نُكِّر.


كلاكيت 2

قد لا يتعدى السرد في سمت عابر:
" و فسر الماء بعد الجهد بالماءِ"
و يحتمل الأمر ضروب تفسير عدة, فالعابر محقّ استناداً لسوية ثنائية " التأثير / التأثّر" التي رسمت حدود التقاطه, ما دنا منها و ما علا, إذ لا يمكنك أن تطلب من الأصم الاستمتاع بعذوبة صوت يعبر أسماعه, و لا لوم عليه, و لا لوم على الصوت, فالحال كفاف, لا بغي و لا ضرر.
و صاحب السرد محق, إذ نظر إلى الماء على أنه رمزية أبعد من تفاعل كيميائي لجزيئات اثنين من الغازات, ولوجاً إلى دلالته الأزلية, حضارات للشعوب حيثما وجد, و مشهداً لا غنى عنه في تفاصيل رحلة الأولين و اللاحقين, وصولاً إلى أنواعه؛ فماء القلب لا يشابه ماء العين, و ماء العين لا يشابه ماء السماء, و ماء السماء يشابه كليهما في كونهما بين نعمة و نقمة!
و الأمر أكثر تعقيداً من جهد و تفسير, و أشد بساطة من فلسفة الإسقاط اللغوي ما بين الدلالة و الكناية و الرمز و المعنيين القريب و البعيد.
ذا السرد حالة, أقرب ما تكون للمادة الرابعة التي تسبح في البعد المنفصل عن سابقاته الأربع, و انتماءً للخامس الذي يختلف من عين لأخرى و من قلب لآخر و من لسانٍ لآخر, و جميعها متفقة على رباعية المعاني, ثنائيات متضادة لا تنفصل عن مكونَيها, بل تتماهى و إياهما على تأرجح :
زمانيّ/ مكاني
زمانيّ/ بغير مكان
مكانيّ في برهة توقف الزمان, عمراً بلحظة و لحظة بعمر
لا مكان / لا زمان, بل حلماً يمزج بين مشاهد الأمس و اليوم, و في مرحلة متقدمة؛ استباقاً للغد, اطلاعاً على مشهد قلبي المنشأ, عيني السمت, مبتدأه بغير منتهاه, و منتهاه بغير مبتدأه, لا يملك له تفسيرا سوى صدفة_ هي في حقيقة أمرها تدبير إلهي عظيم_ تقود كل ما سبق من ثنائيات و مواد و أبعاد و رباعيات إلى النقطة الصفرية بحلة اللقاء التي تجسد_ هي ذاتها_ النقطة الصفرية بحلة التقاطع, و ذاتها لا سواها الدالة على الفراق.
فما للماء أن يكون سوى راحلة لقدرة العابر على مزج الواقع بالحلم, استخلاصاً لعبرة مخبأة خلف ظلال الحرف.


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47