عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-17-2023, 02:53 AM
تحت ظلال الزيزفون غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 825
 تاريخ التسجيل : May 2023
 فترة الأقامة : 385 يوم
 أخر زيارة : 02-07-2024 (09:54 PM)
 المشاركات : 5,419 [ + ]
 التقييم : 9382
 معدل التقييم : تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute تحت ظلال الزيزفون has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي سلسلة***سيكولوجيا***(أغلال الفقد)......الجزء الثالث.....



احتضنتها وقلت لها : لماذا تبكين ؟ أشارت إلى الجدار الذي وضعته بين مجسم والدها ومجسم قبر أمها وقالت : لكن ( بابا ) هكذا سيموت . لم أفهم ماذا تقصد . و راودتني بعض التساؤلات . هل والدها مريض ؟ ام أنها تخشى أن يتركها كما تركتها والدتها ؟ ولكني لم أطرح عليها أي من تساؤلاتي . حتى لا تؤدي بنا هذه التساؤلات إلى منحنى اخر غير الواقع الذي تعيشه هذه الطفلة المسكينة .
وكان يجب أن أتابع تسلسل أفكارها . كما تشعر بها هي . لا أن أملي عليها شيئاً أخر بتساؤلاتي .

قلت لها إن والدك مازال واقفاً هنا . لماذا تظنين أنه سيموت ؟
أجابتني : هو قال ذلك .
قلت لها هل تسمحين أن تخبريني ماذا قال أبوك ؟
قالت : لقد سمعته يخبر أمي أنه لن يتركها أبداً إلى أن يموت
ألمني جداً حديثها . لكني تماسكت حتى أكسب ثقتها . وتخبرني بالمزيد .
قلت لها مشيرةً إلى المجسمات ماذا تقترحين أن نفعل ؟
فقالت : أزيحي الجدار حتى لا يموت ( بابا )ويتركني وحدي .
لم أدري ماذا أفعل . فما يجري بحياة هذه الطفلة البريئة شل تفكيري .
غير أني تقريباً فهمت كل شيء .
أزحت المكعبات التي تفصل الوالد عن القبر . وقلت لها :أهكذا أفضل ؟
أبتسمت * ميس *ابتسامة تأسر الألباب .وقلت بكل نعومة : نعم أفضل .
أكملنا نشاطنا بصنع المجسمات . وكان الصغار مستمتعون شاركتهم تشكيل أفكارهم . بصورة جماعية وتعاونية . محاولةً دمج * ميس * وجعلها تشارك رفاقها . لكنها كانت مترددة . تركب قطعتين أو ثلاث ثم تقوم بفكها . وكأنها لا تعرف ماذا تريد .
أجل فهذه الصغيرة مقيدة وبشكل محكم بأغلال و قيود للأسف من صنع والدها . الذي و دون أن يعي قام بتقييدها وتكبيلها عند نقطة مفصلية في حياتهم . ألا وهي موت والدتها .مصوراً لها أنه بموت أمها كل شيء قد توقف . وجعل حياتها تنحصر في هذا المشهد فقط
ومن المؤكد بأن حديثه أمام قبر زوجته عن الموت قد وضعها في دائرة مغلقة . لا ترى من خلالها في هذا العالم سوى الموت وأسوار المدافن وحجارة القبور . مدمراً بذلك عالم طفلته تدريجياً . مما أفقدها الثقة في قدرتها على الحركة بعفوية كباقي الأطفال . وألزمها بإنتظار المساعدة
غير مدرك بأن ذلك الأمر يجعلها سهلة الانقياد . قد تسلم نفسها لأي كان .إن هذا الحال خطير جداً فهو لا محالة سيتفاقم . فهذا العالم لا يرحم . وإن أستمرت حياتها على هذا النمط . سوف تتوالد وتتكاثر الأشكالات في طريقها . ولا أحد يدري إلى أي حد قد تصل .ولابد من معالجتها قبل فوات الأوان .
انتهى وقتي مع الصغار ذلك اليوم .إنصرف الجميع . وإنصرفت لترتيب خطة أحاول من خلالها معالجة حالة * ميس *
أول شيء تبادر إلى ذهني هو كيف أتواصل مع والد * ميس * الذي كما أخبرتني الأخصائية لا يتقبل أن يتدخل أحد بأمور إبنته الخاصة .
وكانت أفضل طريقة هي كتابة رسالة للوالد .ولجعل رسالتي تثير فضوله و أضمن أن يقرأها . فكرت و فكرت كثيراً بكلمات مناسبة وقوية أُلفت بها إنتباهه . في البداية فرت من رأسي كل الكلمات . ثم خطرت لي فكرة بإستخدام رسم * ميس * بالأمس . فبحثت عن الرسم بين أوراقي . نظرت ملياً للرسم . محاولةً أن أستوحي منه عباراتي :
" سيدي الفاضل السلام عليكم
تأمل جيداً هذا الرسم . وأعد النظر فيه مائة مرة . وتصور أن إبنتك تعيش هنا . وأن هذه الحدود هي عالمها الوحيد الذي تحيا به طوال الوقت نعم إنه عالمها الوحيد . الموت ولا شيء غير الموت . عليك أن تقف هنا وتطيل الوقوف . وعليك أن تعيد النظر بالطريقة التي تتصرف بها إبنتك . لماذا تخاف الحركة بمفردها ؟ لماذا لاتركض و لا تلعب كباقي الصغار ؟ لماذا هي شاردة الذهن ؟ ولا تهتم بما يجري من حولها ؟ و أمور كثيرة في تصرفات إبنتك عليك ان تضع عندها علامة إستفهام . إن إبنتك في خطر لا يجب أن تستهين به .
وختاماً.....
سأطرح عليك سؤالاً....أيرضيك أن تعيش إبنتك مقيدة بالموت ؟
أنني أعرف جوابك عن سؤالي....وسأنتظر منك المبادرة لأجل * ميس *
سلامي واحترامي "
ذهبت إلى المكتب الإجتماعي وأطلعتهم على فحوى رسالتي . وطلبت الموافقة عليها وختمها تحسباً لأي ردة فعل من والد * ميس *
أعطيت الورقة ل *ميس * وطلبت منها أن تعطيها لوالدها عندما يصلون للبيت .
كانت خطتي لأعادة تأهيل الطفلة اليتيمة جاهزة بذهني . لكن خوفي كان منصباً على رد والدها . وليس أمامي إلا أن أنتظر رده .

إنظموا إلي في الجزء الأخير بإذن الله تعالى من هذه القصة ليكون لنا نقاش متبادل حول مبادرتي . بخصوص هذه الحالة .
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : سلسلة***سيكولوجيا***(أغلال الفقد)......الجزء الثالث.....     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : تحت ظلال الزيزفون





 توقيع : تحت ظلال الزيزفون


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47