يا شماتة أبلة ظازة
في صبيحة يوم الثامن من ذي الحجة عام 1403 ه كنت متواجدا في حلقة الأغنام بــــ ( المضريبة ) التي كانت تعج بالأضاحي وبزحمة غير مسبوقة من المشترين ، وبعد اختياري لأضحيتي التي بذلت مجهودا غير عادي في انتقائها وضعتها في ( شنطة ) سيارتي ، ثم شققت طريقي وسط الزحام عائدا بها إلى داري الواقع شمال ساحة النهضة بحارة الساحل ، وفي طريقي إلى داري رسمتُ أكثر من خطة محكمة لإنزال ذلك الخروف من السيارة كي لا يفلت مني ، وكنت معتقدا أن الفُتُوًّة التي كنت اتمتع بها ــــــ في تلك الفترة ـــــ كافية للسيطرة على أكثر من خروف ، وربما عِجلٍ مكتمل النمو .
وصلت إلى تلك الساحة التي كانت تكتظ بالكثير من إخوتنا ( الأرتيريين ) ؛ بسبب وجود العديد من المطاعم والمقاهي الخاصة بهم على جانب الجهة الشمالية من تلك الساحة ، ثم فتحت شنطة سيارتي بهدوء وأمسكت بِرِجْلَيِّ الخروف الأماميتين وشرعت في إنزاله ؛ لسحبه إلى داري التي لا تبعد عن موقف سيارتي سوى ثلاثين مترا فقط ، لكنني فوجئت بأن الخروف قد ركبته أعتى شياطين التمرد ، فهاج وماج وانتفض انتفاضة الأبطال وانفلت من يدي منطلقا بسرعة جنونية نحو فضاء الساحة ، متخذا تلك السيارات الرابضة في مواقفها متاريس ؛ لحمايته من القبض عليه ، طبعا طلبت المساعدة من حلفائي الأرتيريين ومن الفتيان المتواجدين هناك في تلك اللحظة ، حيث هبوا مشكورين للقضاء على ذلك الانقلاب الغاشم .
انقسم الجميع إلى فريقين : الأول مهمته مطاردة الخروف وإخراجه من بين السيارات المتوقفة في تلك الساحة ، وأما الفريق الآخر فمهمته تشكيل حزام أمنيٍّ بثلاثة أرباع دائرة تضيق وتكتمل بالتزامن مع إخراج الخروف من بين السيارات ودفعه نحو تلك الدائرة ، وعندما أصبح الخروف داخل الدائرة تطوع ثلاثة منهم بالقبض عليه وتسليمي ، وقد تمت العملية بنجاح باهر وسط هتاف المتجمهرين وتصفيقهم الحار ، تمنيت حينها لو تواجد معنا في ذلك المشهد أحد المخرجين المبدعين ؛ لأنتج لنا فيلما جازانيا أرتيريا بديعا .، ويا شماتة أبلة ظازه فيني .
***
 للمزيد من مواضيعي
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|