عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2022, 09:14 AM   #2


الصورة الرمزية مُهاجر
مُهاجر متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 591
 تاريخ التسجيل :  Feb 2022
 أخر زيارة : 05-09-2024 (10:44 PM)
 المشاركات : 17,642 [ + ]
 التقييم :  17983
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الحياة بين الجَلد والعطاء



قال صاحبي مُسترسلا :
تخطيتي الإحراج في مصارحة أمك عما يعنيه البلوغ،
وأصبحت تشعرين أنك مسؤولة عن عفة أبيك وأمك ،
إلى حين تكونين فيه أما، وأنت الآن وسط بيئة
من الطالبات كل نقاشهن عن التمرد على الأم،

والمبارزة في القدرة على استمالة الشباب ،
وخداعهم بأنوثتك الصغيرة، نعم أنت تعلمين أن البداية هنا،
والنهاية هي هتك الأعراض، وإنكاس رأسَي العز والإباء.
كثيرا ما يخالجك شعور يحكي لك قصة المدارس المتسخة
بأيدي البنات الطائشات،
إلى أن تعتادي سماع ما يخدش أنوثتك،
تتنفسي الصعداء: الحمدلله لن يتعدى الأمر غير السماع،


ثم تعودي إلى البيت لتملئي قلبك بالعفة والطاهرة ،
عندما تلبسين تاج رأسك بالنظر إليه، والاقتراب منه،
أبوك الذي تفتخرين به، فحافظي عليه قبل الفقد،
فأنت تعلمين زميلتك التي بجانبك في مقعد الدراسة
قد فقدت أبوها وهي في التاسعة من العمر.


لقد قبلتِ الحياة، لأن عطاءها أكثر من جلدها،
فالله خلق البسيطة برحمة تقطر قطراتها على ابن آدم
قدر حاجته ليومه من غير إسراف ليتحمل شكرها،
وفي المقابل يبتلى ببلية في ثوان معدودة لن تستمر،
لأن الخالق رحمن رحيم، ولكن ما يؤذيكِ هي صاحبتك السيئة ،
التي تفك حبل الله الذي يمتد إليك كل ليلة
قبل أن تخلدي إلى النوم، فيأتي الصباح بصاحبة تزين لك الملذات،
وتسرد لك ما شاهدته على اليوتيوب،
أو أفلام الحب، ولأنها صاحبتك فأنت مجامِلتُها ،
التي تقبل بمستوى الفكر الذي يصحبكما معا.


بعدما اعتدتَ على سماع المعلم وهو يتلفظ بألفاظ
مشبعة بالأعضاء التناسلية تضظر إلى الاعتياد
وتقبل الواقع، وقد يدفعك الحال –لو تذكر-
إلى الضحك باستغراب يجمد رأسك في بداية الأمر مجاملة للمعلم ،
ذي الأخلاق الوضيعة، وأنت الآن (مكلف بالغ) كثيرا ماتسمعها،
قد قاربت مرحلة كبار الكبار والتي يتردد معناها
في وجدانك، ويسيء لسانك في التعبير بها ،
وانتقاء كلماتها، تسمع عن تميزات الفصل الآخر ،
التي اشتهر بها في الفوضى والتعدي على المعلم ،
وعدم حب العلم، العلم الذي كرهَته الأجيال لا يرتسم
على صورة معلم اللغة الإنجليزية هندي الجنسية ،

الذي يشتم ويسب، كيف لك أن تخبر مجتعمك ،
بحب العلم وأنت قد أخذت من سيئهم ،
وتطبعت بعدما اعتدت وتكيفت على حياتهم،

ربما تذكر أمك التي ما فتأت تذكر كلميتن (العلم، المستقبل)،
تعرِف بين عصيانك وصراخك وزئيرك المتين،
وبين طاعتك وبرك النحيل أن: علاقتي بأمي أن أحافظ عليها ،
بعدما أكبر، ونسيت ذاك الخبر عن زوجة جارك
التي اختارها الله قد فقدها أبناء هم أصغر منك بثلاثة أعوام،
ولم تخرج من يومك الدراسي إلا وقد تعلمت
أن مسؤولي المناصب يسرقون وأن البلد فاسد،
والدنيا مصالح، وجهلت الكثير، حتى تعيشه في حينه
وتنسى وقتها أحاديث الصغار التي عشتها أيام المظاهر.


بدأت تعرف صاحبك القديم بمصطلح (المطوع)،
وفي المقابل يحدثك أخوك عن صديق قديم مات بسبب المخدرات،
فتتفكر: هل أنا عرضة للانقراض/الموت مثل صديقي في المدرسة؟
كيف أصبحت كلمة (مخدرات) مستساغة على ألسنتنا
ومرأى مسامعنا بخلاف السابق، كانت أمي تنتفض،
وتشهق خوفا علينا عند سماع هذا السم ،
الذي يستعبد البشرية؟

الحمدلله على نعمة الوالدين والإسلام.
وأنت مقبل على مرحلة تفلق العضلات ،
وقد تبقى عن إنهاء مراحل الدراسة
ما قبل الجامعة العام أو العامان،
تشعر بالصحة والقوة، تستعرض ركلتك للكرة،
التي تتمنى أن يصبح مكانها رأس من تحمل عليه الحقد والكره،

ليس لوقاحته، ولكن للأسف لسوء الطالع الذي خالطته ،
وتأثرت به، أصبحت للأسف تألف النظر إلى الفتيات الناضجات،
وتختلس الوقت لتظهر منك ما يلفتها،

حتى وصل الحال بك أن تنقص عزك،
وتثلم كرامتك فقط من أجل أن تحظى بحديث سخيف،

تفضّل أن تبيع الغالي بما هو أدنى وأبخس،
وتطمع أن تنهي الأسابيع المتقبية ،
لتلتحق بالدراسة الجامعية،

فهناك (البنات واجدات)، حتى يذكرك جارك الذي يكبرك سنوات
معدودة في نفس الكلية/الجامعة:
يا عمي خلي عنك أذي السوالف عن تهدم مستقبلك،

هنا الناس جاية تتعلم عشان تشتغل وتحصل وظيفة،
والكلية ماترحم، مصيرك تطرد. كلمات تنضج عقلك،
وتعيد لك قانون العطاء والجلد،
من يطمع في أهل غيره يطمع غيره في أهله.






فقلت :
عن مصارحة الوالدين :
فيما يتعلق بالفتيات ذاك الحاجز المانع القاطع ،
الذي لابد أن تُكسر حلقته ،

ليكون التواصل مباشر لا يحتاج لوسيط أو تلميح ،
يقع الخطأ على الأم ليتجاوزها ليصل للفتاة ،
إذ من الضروري أن تُكشف مثل تلكم الأوراق ،
التي تقوم عليها العبادات ،
فكانت الضرورة تُحتم فعل ذاك .


فهناك :
من يعيش سن التكليف ويجد ذاك التغير المريب ،
ومع هذا يسترسل بالتغافل والتسويف !!



هنا نقول :
" المبادرة هي الأجدر وبها يكون كسر الجليد " .



عن تقبل الحياة :
من رجح كفة أن العطاء يطغى
ويربو عن جلدها فذاك من تخطى مرحلة
الحكم على الظاهر من الأشياء ،
لأنه تعمق في حقيقة الحياة وبأن العطاء
قد يخرج من رحم الجلد والشقاء ،
وبأنهما متلازمين في الغالب فما كان العسر ،
إلا ويليه ويعقبه غير جميل اليسر ،
ليرسم لوحة الراحة والاستقرار النفسي
الذي لا يُعكره صفو الوداد وراحة البال .


وما :
كان الشكر غير احسان التصرف مع عطايا النِعَم ،
ليكون بذلك الاحسان ، ليكون به الجزاء .


عن :
تلكم الفطرة السوية والشمائل الحميدة ،
التي يتلفعها الواحد منا ،
فكان تخصيصك " أخي الكريم " ،
وهمسك في أذن تلكم الفتاة ،
التي تعيش في نعيم الالتزام ،
وذلك السمت والأخلاق العظام ،

لاحتكاكها بالزميلات ، أو الصديقات من انحرفن عن جادة الصواب ،
لتكن التصرفات التي لا تليق هي من تُحرك سلوكهن ،


على :
أن تجعل له صحوة ضمير ، وأن تكون مُحصَّنة وحريصة
أن تكون بعيدة عن كل ما يخدش وجه الحياء ، ويلوث
ثوب النقاء ،


فتلك :
النداءات التي تصدر لأعوان الشيطان حين يُجمّلون القبيح ،
ويقبحون الجميل ! ليجعلوا منا صورة طبق الأصل لهم ،
وأن نكون ظلهم الذي لا يفارق شخصهم !


من هنا :
" وجب التنبه والتنبيه " .


وما :
كان لنا أن نُجامل في مثل تلكم المواضع
لأن بمجاملتنا لهم نجري خلف الدمار الكبير !


وهكذا :
" يندرج الأمر على الأخوات من الفتيات والنساء " .


عن سمعة الوالدين :
هو ذاك الدافع الذي يكون منه " صمام الأمان " حين نتفكر بعاقبة الأمور،

والمخوف من دوائر الأيام ،
فالبعض لا يجد ذاك الوازع الديني الذي يحول بينه ،
وبين الوقوع في براثن الخطأ ،

ولكن يبقى التردد والكابح هو حساب النتائج
المترتبة إذا ما وقع الخطأ ،
وكيف يكون وقعه على الأهل إذا ما ارتمينا
في حضن ذاك الخطر ؟؟!!!


عن العفة والطهارة :
بهما يكون المرء على السعادة يتنفس الهناء ،
وبما يخالفهما الدمار والشقاء !


وما كانت :
الدعوة من رب الأرض والسماء لذاك التقوى
إلا من أجل أن يعيش الإنسان في الحياة وهو يرتع
ويمشي وهو خالي الوفاض من كل المكدرات
والمنغصات .


عن ذاك المعلم :
وما تصدر منه من سقطات تُخرجها من ربقة القدوة
حين يناقض فعله قوله ، لتبقى الصورة مشوهة المعالم تحتاج
" لفلترة " لتكون سليمة وواضحة المعالم ،


ومع هذا :
يبقى المعلم بشراً تجري عليه تلك اللوثات ا
لتي يستقيها من مخالطته لشتى المغريات ،
وذاك الانخراط مع مختلفي السلوك والطباع ،


لنخرج بقناعة مفادها :
أن لكل منا كبواته وهفواته .


عن السلوك المكتسب :
يبقى الأمر مرده لذات الشخص
فهو من يحدد الشخصية التي يتمنى ويسعى
أن يتقمصها ويعيش على إثرها وواقعها ،

فمن :
اختار طريق الرشاد واختار رفقة الخير ليكون
بها على اتصال نال الرفعة والذكر الحسن
مدى الحياة .


ومن :
اختار رفقة الشر ليكون لهم تابع يوافقهم
تصريحاً أو تلميحاً ،جهراً أم علانية


يبقى :
" هو من يحدد ملامح كنههِ وهويته " .


عن ذاك التفكر بين النقيض من السلوك :
تبقى استساغة الخطأ وذاك السقيم من الأقوال والأفعال
وليدة البيئة التي يتنفس من رئتها ذلك الإنسان ،


فكيفما :
يكون المناخ يكون أثره على ذلك
القابع تحت سماه .


من هنا :
" كان لزاماً على الحريص منا أن يختار المناخ النقي ،
ليعيش حياة الراحة واطمئنان " .



 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47