رد: حكمة عاشق.
في خضم هذه الحياة تموج بالتناقضات والقاعدة مهتزة البنيان ،
ما عاد هنالك مستحيل فجل الأمور تدور في فلك الممكن ،
ذاك تبدل الحال واستقراره على حال من المحال !
فمهما أغلظ الإنسان من الأَيمان المُغلّظة ،
ينكثها مع أول اهتزازة تحدثها تسارع الأيام !
وفي رأس العقل ينطق المنطق
كيف يكون العهد على أمر يخرج من سلطان اليد والقدرة ؟!
ذاك " الفقد " هو حكم نافذ :
قد يكون :
ظالم
مؤلم
جائر
" هذا في حال الاختيار " .
فقد جاء من شخص حاقد مجافٍ !
وقد يكون :
طارئ
حادث
وهذا معذور فاعله فهو :" يندرج
في سلك التسيير حيث لا يكون لصاحبه الخيار والتخيير " .
وفي كلا الأمرين والحالين مع تباين أحوالهما
" يبقى القدر هو الغالب " .
وما علينا حيال ذلك غير:
" الصبر ، ومنه قلوبنا تستجلب المواهب " .
وكما نطق به حرفكم فأقول :
" كيف لشخص أن يمتلك شخص
وهو في الأصل لا يملكُ نفسه "؟!
فهذا وبهذا السر الذي به وباليقين بأمره وحقيقته
"نضمد الجراح ، وتواسي الأحزان " .
فالحقيقة تقول :
أننا لا نملك تحصين أنفسنا من تسور ما يحزننا ،
فذاك خارج نطاق القدرة مهما كانت هناك من قوة وارادة !
ولا نملك كذلك منع الناس ومن نحب من هجرنا
والبعد عنا أكان بالانفصال أو بالوفاة .
تلك الآمال والأمنيات نسوقها سوقاً
لتكون لنا مواساة وعزاء وبها ندافع التوجسات
من غارات التقلبات !
" ومن يضمن بقاء من حكم عليه القدر بالرحيل والفناء " ؟!
لهذا كان لزاما للفكاك والخلاص من دوامة الفقد وبكاء الحبيب ،
أن نهتم بما في اليسار – القلب - الذي ينبض بالحنين ويعتصر الألم الشديد ،
ليكون الإيمان مهيمن عليه وبذاك يكون التسليم ،
فمن استقر في قلبه الإيمان عاش خالي البال يتنفس الراحة ،
لأنه جعل من التسليم طوق نجاة يجنبه الآهات والأنين .
وكم من قصة تتسورُ جُدرانَ حياتنا :
يكون فيها ما قام به ذاك الفاقد ، هي ردة فعل ،
يحاول منخِلالها امتصاص ما قد يقع لمن هُم ماضون في تلكم الطريق
، التي هي سنة من سنن الحياة ففي الحياة حلو ومر ،
ومع هذا يبقى المصاب في القلب سهم الفقد يتجرعه لا يكاد يُسيغه
ويأتي يناغي ذكرياته ليستعر نارا يرجو إخمادها
ولا يخمدها غير :
" التحلي بالصبر " .
دمتم بخير ...
|