عند الشعور بتغيير في القلب، والتصرف بطريقة غير معهودة، وعندما يكون هناك إحساس داخلي بالغضب والهيجان، لمشاركة صاحب هذا القلب فيما هو حق له، فإن هذا هو الشعور بالغيرة.
فالغيرة تحدث عندما يعتقد الشخص أن علاقته القوية بشخص يهمه ويعنى بأمره، مهددة من قبل طرف آخر.
هذا لا يعني أن
الغيرة خلق غير كريم، فهي من الغرائز التي خلقها الله سبحانه وتعالى في بني آدم، ولكنها غريزة لابد ان تكون مقننة لا يترك فيها الحبل على الغارب
ولو تتبعنا
الغيرة الطبيعية المحمودة ومجراها الصحيح، فإننا نجدها في الطفل الصغير عندما يرى والديه يهتمان بشأن طفل آخر، وعندما يكبر تظهر في
محيط العائلة مع إخوانه وأخواته، وحوله مع جيرانه، ينافس للحصول على المديح والثناء، وفي المدرسة مع زملائه ينافس للحصول على اهتمام المعلمين، وفي عمله يبذل
قصارى جهده لنجاح مميز، وفي زواجه يظهر هذا الشعور بشكل جميل يجعل علاقة الحب مع الطرف الآخر في دوام.
أثبتت دراسات كثيرة أن المرأة أكثر غيرة من الرجل، لأن معدلات الاخلاص والوفاء والتقمص العاطفي والطيبة أكثر من المعدلات الموجودة في الرجل، لذلك فإنها تظهر
بصورة جلية عندما يختل احد موازين هذه الأمور.
ولكن.. يتمتع الرجال والنساء على حد سواء بالمحفزات التي تثير الغيرة، فكلاهما يشعر بها إذا انتابهم شعور بالخوف من فقد شيء أو شخص مهم ويعني لهم الكثير
وأخيرًا .. لكي يسيطر الانسان على غيرته فهناك إدارة للغيرة:
هي: التحلي بالصبر، والنظر بحيادية تامة إلى النفس،
وسؤال النفس بصدق بعيداً عن أية مؤثرات إذا كان هناك تهديد واقعي يستدعي الشعور بالغيرة أو أنها مجرد ظنون.
كتبت: فاطمة الأنصاري