...توصيفٌ صحيحٌ لواقع بعض الناس أخي الوضِيء
هادي...
...فما أكثرَ أولئكَ الذين تزحَمُ بهِمُ الآفاقُ،ويظهرون في هذه الحياة كالرغوة العابرة التي تطفو غُثاءً فوق السطح،ثم لا يلبَثُ السيْلُ يَجرِفها مع التيار يَمْنةً ويَسرةً لتختفي بعد ذلكَ أثَراً بعد عَيْن..!!
...هؤلاءِ-وإن بَدَا أنهم في وظائفَ ومناصب-إلا أن (
السلبيةَ ) التي انطبعتْ عليها أنفُسُهُم جعلتْهُم عالةً ثقيلةً على مَن يحيطون بهم،بل جعلتهم عالةً حتى على ذواتهم..!!
...إنَّ اصطباغَ النفس على (
السلبية ) يجعل صاحبَها يستمرئُ الإحساسَ باللامبالاة،فيغدو بليدَ العاطفةِ،أنانيَّ النزعة..ويستحيلُ على هكذا شخصٍ أن يُضِيفَ أو يُنتِج،فضلاً عن أن يَبرَعَ ويُبدِع،ويَصدُقُ على واقعِ حالِه قَوْلُ
أبي العتاهية رحمه الله :
ضَلَّ مَنْ كانتِ العُمْيَانُ تَهْدِيــــهِ ** ففاقدُ الشيْءِ لا يُعطِيـــــــهِ..!!
...بَيْدَ أن في الحياةِ ناساً آخرين،لا يظهرون في هذه الحياة إلا على نُدرة..تماماً كالمعادن النفيسة،لا تتواجدُ وسط رُكامِ الأتربة إلا لَمَاماً...
...ناسٌ لا تسمع لهم جعجعاتٍ جوفاء..ينطلقون في جنبات المجتمع،يؤدون رسالتَهُم التي أناطَهُمُ القدَرُ الأعلى بها في صمت السندان،فهم-في الخير والإبداع والنفع-لا يَكِفُّون عن النماء والعطاء..
...إن الإشعاعَ الدائمَ طبيعةُ النجوم اللألاءةِ وحدَها..أما الجنادلُ الصمَّاء فلا ترتقِبْ منها بصيصاً..!!
..وهكذا هي طبائعُ العقول والنفوس..ولله دَرُّ
شوقي-رحمه الله-حين قال :
ومِن العقول جداولٌ وجلامِدُ ** ومن النفوس حرائرٌ وإماءُ..!!
...تِكرمْ-أخي الوضيء-على التذكرة التربوية الاجتماعية الهادفة..ودامَ فيكَ ألَقُ الفكر والإبداع...