رد: - كُنت س أخبرك...!
و إن كنت لأخبره, فبما قد لا يرضيه, و لعل فيما لا يرضيه_ الآن_ ما يفتح له باب الطمأنينة ذات تيسير إلهي, فليصغِ إليّ, و قد نزع عنه رداء الإصرار لغرض الإصرار, و قبل أن أنسى, فالمخاطب هو أنا:
و أما الحلم, فهو ذلك الذي تمسك بطرفه بيدك حقيقة, لا يفارقها و لا تفارقه, يبقى متصلاً بها عبر جسر من الأمل الذي لا يُرى بالعين, إنما يدرك بالحدس, ذلك الذي لا يستعجلك خطوا, إنما يُنظِرُكَ بما يليق به و بك, دون غبن للأيام, و دون جور بالمسافة, منصفاً بما كنت ملحّاً, صبوراً بما كنت لجوجا, لا يدون منك سوى تلك اللحظات التي تخدم المسير, فالغاية عاقبة المتأملين, و ربّ عاقبة أنستك تعب السنين, فالزم ذلك الطرف الذي أمسكته بيدك, فليزمك أملاً بغير نقصان, و عهداً بغير خذلان, فتستويان فتصلان.
و ما دون ذلك, فأضغاث أحلام, تهدر العمر سراباً كرمى لا شيء, فاحفظ لأيامك قدرها, و لغاياتك بريقها, و توكّل على الله, و الله بصيرٌ خبير.
|