الموضوع: "كلاكيت"
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2022, 02:15 AM   #11


الصورة الرمزية زهير حنيضل
زهير حنيضل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 382
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 العمر : 44
 أخر زيارة : 05-24-2024 (03:50 AM)
 المشاركات : 17,694 [ + ]
 التقييم :  47726
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: "كلاكيت"



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهير حنيضل مشاهدة المشاركة


{ لا عزاءَ للأمسِ, سوى أنّه أمس}!


عودةً لمفردة " أمس" , فما تعريفها تنكيراً لها في أولاها سوى للتعميم رمزاً إسقاطياً للزمان المخاطب دون النداء, بل لربما من تلقاء ندبة, و لربما استغاثة!



"كلاكيت"
المشهد الأول/ الالتقاطة الثالثة/ الثانية/ الأولى.
عادة ما يكون التعداد لسرد التتابع, في تواصل أو انقطاع سواء, و التتابع؛ يعني الترتيب الزماني أو المكاني للأحداث و الخطَّ اللحظي المنسكب على جزيئات الفراغ الممتلئ بما لا يُدركُ بالحواس, إنما يُستشعَرُ بالحدس, استباقاً و ترقّباً, و بين خيبة و إصابة؛ فللحدس موعد و محتوى زاخر بالتساؤل.
و الحديث عن التعداد فالتتابع, مدخلٌ لا غنى عنه, لتفسير عملية احتواء الالتقاطة الثانية في الأولى قبل حدوثها, و كذلك الثالثة في الثانية قبل الشعور بها.
أما الالتقاطة الثانية؛ فهي محور التفسير لما التبس في " النداء" و " دُونَ" من صخبٍ تدافع حشده فيما بينهم, لأجد أني أقفز إلى الالتقاطة الثالثة؛ لأفسرها, فأعود إثر ذلك نحو الثانية فالأولى.
أما الالتقاطة الثالثة؛ فهي بعضٌ في كلٍّ ,و كلٌّ في بعض, فالالتقاط أن تعثر على شيء بغير قصد أو طلب, أن يحضر إليك, أو يجلبك إليه, أو تجمعكما المسافات الزمانية و المكانية و الشعورية بميعاد لم يُدرج على لائحة التوقعات, حيث لا سلطة للوعي, و لا سلطة لما يسمى" اللاوعي", إنما هامشٌ للحدس, يوفّره الحيز الفاصل بين الحاضر الذي نحسبه حاضراً, و الماضي الذي هو الحاضر _ ذاته_ و الذي استغرق وقتاً زمنياً معيناً ليصل إلينا تفسيره على أنه الآن.
و من الحدس ما كان وليد التمني, بل أبعد من ذلك, فظنّك بالشيء يقربك منه فيقربه منك, و لا أجمل و أصدق من قوله تعالى في الحديث القدسي:
" أنا عند ظن عبدي بي"
و عليه, فالالتقاط, بعضه عن حدس, والحدس بعضه عن التمني في ظن يقارب اليقين, و اليقين _كلّه_ من الإيمان, لنصل إلى كون الالتقاط _ في حالات بعينها_ من إيمانك بالشيء.
و قد فرغت من الثالثة, فأدراجي إلى الثانية:
و في رحاب الثانية؛ فإن لمفردة " دونَ" _بفتح النون على الظرفية, احتمالات, أجد أني إلى تفسيرها لتبرئتها.
يكون النداء لغايات مختلفة, ما بين دعوة للحضور أو للخطاب, و للخطاب _ ما للخطاب_ من مآثرَ و مآبرَ, كان لا بدّ لي من تجاوزها _ جميعها_ باختصاص ما أعقب " دون النداء", رِفعةً في الوجدان من منزلة, فلا تكون الندبة إلا لعزيز قلب, و لا تكون الاستغاثة إلا بعزيز قدر, ذلك الذي أحسنت به الظنّ عن يقينٍ بإجابةٍ فإغاثةٍ فصدق حدس دون خيبته.
و أما الأولى:
فهي من الثانية باجتزاء, علق بها فانتقل إليها, فالنداء قد يحط من قدر المنادى إن هو ارتسم بأدواته المبسّطة المتعارف عليها, ليكون بليغاً في أثره, عميقاً في تأثيره؛ إن هو نحا إلى القصد دون أن ينحوه_ و أن ينحا إليه فمسير, و أن ينحوه فتحريف, و لا مجال لرابعة تثقل على السمع, و مؤجلة لموعد يأتي حين تمامه_ فحفظاً لجمعه دون تقسيم, إكراماً لكينونته, و ابتعاداً عن إتيان ذنب اجتزائها بما ينقص من قيمتها, و محورها_ هنا_ في جزئية:
"لا عزاء للأمس"
فالأمس, كلٌّ؛ يبدو منادى, في حين أنه مندوب مستغاث به, فغابت أدوات النداء, وحضرت الآثار الدالة على الفعل, بإلباس المخاطب ثوب الغائب الحاضر, فكان الأمس, بما عُرِّفَ منه و ما نُكِّر.


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47