الموضوع: "كلاكيت"
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2022, 02:38 AM   #9


الصورة الرمزية زهير حنيضل
زهير حنيضل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 382
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 العمر : 44
 أخر زيارة : يوم أمس (03:50 AM)
 المشاركات : 17,694 [ + ]
 التقييم :  47716
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: "كلاكيت"





{ لا عزاءَ للأمسِ, سوى أنّه أمس}!

"كلاكيت"

ليست مفارقة, كما أنّها ليست صدفة, و كذلك فهي ليست عن نيّة مسبقة, إنّما هي مقولةٌ: رسمتْ ذاتها بذاتها عبر الإيعاز لصوت " اللاوعي" ليطغى على صوت " الوعي", ليحيّد كلّ ما في الجوار من جلبة و صخب, و يجعل الحروف في مرمى بقعة ضوء شعوريّة, لا حدود لأخيلتها, لا فضاءَ يمسك بذراتها المتناثرة بهيئة الكلم, وحدها تلك التي تسبح في ملكوت الله _بأمره و تحت سقف مشيئته_ تملك حصريّة فكّ رموزها ؛ و ما هي برموز, بيد أنّها حين أعجزتِ اللسان؛ لم تجد بُدّاً من اللجوء إلى القلب, حيث لا نبأ يشاع_ من صدق و في كذب سواء_ على الأسماع خلا نشيده الأوّل, على الحد الفاصل بين حجرة الأمس و حجرة أمس, ذاته الفاصل ما بين " أنا " التي برفقتي, و " أنا" التي غادرتني إلى حيث وجب, دون اعتراض مني, و دون مساءلة, إقراراً بأحقيّتها في وجهة ارتضتها.

فاتهم_ و هم أبناء تلك البديعة, ذات ضاد_ أن الأمس منكّرٌ بما عُرّفَ و معرّفٌ بما نُكِّر!
و ما اضطراري إلى سطرٍ فحديث, سوى من عتب على ما فاتهم أن يلتقطوه خلف ذاك السطر اليتيم!
عودةً لمفردة " أمس" , فما تعريفها تنكيراً لها في أولاها سوى للتعميم رمزاً إسقاطياً للزمان المخاطب دون النداء, بل لربما من تلقاء ندبة, و لربما استغاثة!
ليأتي تنكيرها تعريفاً لها؛ ليبقيها في ثانيتها, كغيم و إن تبدّد جمعه؛ فإلى لقاءٍ في مسير, بغض النظر عن الأرض التي تنتظر العبور فالسقيا.
سأكون كريماً_ كعادتي و إيّاهم_ حين يكون الحديث عن لغة العرب, و لا أحسبهم ينكرون!
ارتسمت الأولى _ كما أسلفت شارحاً_ معرّفةً رسما, منكّرة معنى و توظيفا, خيطاً واصلاً بين بداية" اللانهاية" و نهايتها, تلك التي لا ندركها, فلا وجود لها سوى افتراضاً غير قابلٍ للحدوث, إنما لئلا تسأم البداية من كونها الوحيدة في نواميس حياة الكائنات بغير نهايةٍ ترافقها انتظاراً لها.
و جاءت الثانية المتمّمة, منكّرةً رسماً, معرّفةً لمن قرأ, و لا تكون القراءة بالعين بل بأمّ القلب, و ما أم القلب إلا تلك الخفقة الحرّة الطليقة التي لا سلطة عليها, تأتمر بمسرى الروح في الملكوت, تتبعها حيثما طافت و حلّت.

فمن قرأ بعينه؛ تاه عن الجواب, و لعلّه يتساءل: و هل من سؤال ليكون جوابٌ فأتوه عنه؟!
بلى, فالسؤال راحلة التساؤل, و التساؤل متن الروح في حلها و ترحالها, و لولاه لما كان الإدراك فاليقين فالتسليم.
و أمّا من قرأ بأم قلبه, فهِدايةٌ لجوابِ قسم العمر, بغير " لامٍ" و توكيد, فلا حاجة للمؤكد إلى ما يؤكد وجوده.

"لا عزاء للأمس, سوى أنه أمس"
متكأ للحديث, بما دانيته فعل, و للخطى؛ ما ازدلفت و ما زافت و ما ألّت و ما اخلولقت و ما طرّتْ و طَرَتْ!
و لست من المتبرجين, و حاشا أن أتبع حداء المتسترين بالمفردات ابتغاء رمزٍ, بلا رمز, همزٍ على رسل همز, و الحال:
إنّي حين أخاطبها_ أي المفردة_ فلي الحقّ في اختيار ما يناسبني و الخطاب نحوها من لغة, تضمن التواصل المباشر الحيّ ما بين الفكرة المتشكلة في خلايا القلب و بين سمتٍ مرصودٍ بالحواسّ _ جميعها_ جمعاً و فُرادى.
هو ذا الأمس, و كذلك أمس؛ و بينهما حياةٌ و موت, و موتٌ و حياة, و عزاءٌ لم يُقَم, و مأتمٌ دون عابري السبيل, تمّ بسريّة علنيّة, و أما سرّه؛ فالحال كحال " أمس", يحتاج قراءة بأم القلب لإدراك كنهه, فللعين ما رأت من رسم للحرف, و للروح _ في طوافها_ مراتبُ في رفقة بداية" اللانهاية", و أمّا السّر؛ فمنها و عنها, و للمسير غطاءٌ؛ يكشف عن تفاصيله لمن يشاء, فإبحارٌ في دائرةٍ؛ و دائرةٍ عن نائرة, و نائرةٍ عن بصيرة.



 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47