رد: ليلة 14
سَآلُونِي عَن جَدِيدِي
قُلتُ مَا عِندي جَدَيد
لا ولا أبحَرَ شِعرِي
فِي طَوِيلٍ أو مَدِيد
إنَّ حَرفِي كَبِلادي
غَائِمُ الأُفقِ، كَئِيد
نَازِفُ الجَرحِ، كَئِيبٌ
مُثقَلُ الهَمِّ، شَرِيد
لَستُ أَدرِي مَا أُقَاسِي
لَستُ أَدرِي مَا أَصِيد
كَخُرَاشٍ صَارَ حًالِي
مَا عَلَى مَا بي مَزِيد!
فِي رَغِيفِ الخُبزِ فِكرِي
صَارَ بَيتِي وَالقَصِيد!
فَبِمَ يَمتَدُّ جَزرِي
وَبُحُورِي مَن جَلِيد؟!
وَبِمَ يَهتَاجُ طَيرِي
وَالمَدَى حَولِي وَصِيد؟!
وَلِمَن أَشْدُو بِلَحنِي
وَأُغَنِّي بِالنَّشِيد؟!
وَأَنَا المَذبُوحُ حُزنَاً
مِن وَرِيدِي لِلوَرِيد!
حِينَ لا ثَمَّ بِأرضِي
يَمَنِي الذَّاوِي الفَقِيد
غَيرَ صَرخَاتِ الثَّكَالَى
غَيرَ مَا يَفنَى، يَبِيد!
غَيرَ شَفرَاتِ المَنَايَا
غَيرَ صَولاتِ الحَدِيد!
غَيرَ بُومِ الشُّؤمِ يَنعُو
فِي خَرابَاتي وَحِيد!
غَيرَ أَنِّي وَمَصَيرِي
فِي يَدِ العَاتِي العَنِيد!
حِينَ لا ثَمَّةَ مِنهُ
لاحَ لِي حَلٌ أَكَيد
فَاعذُرُونِي يَا صِحَابِي
إن غَدَا حِسي بَلِيد
لَم يَعُد كَالأمسِ لَيلِي
بَاعِثَاً بي مَا أُجِيد
لَمْ يَعُد بِي فِيهِ يَسرِي
صَمتُهُ الحَانِي الوَئِيد!
لَمْ يَعُد بِي فِيهِ يُغرِي
نَجمُهُ الزَّاهِي البَعِيد!
فَمَتَى يُولَدُ فَجرٌ
صُبحُهُ لِي يَومُ عِيد؟!
شعر: صالح عبده الآنسي
|