عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2020, 03:19 AM   #4
وه


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 05-16-2024 (11:15 PM)
 المشاركات : 38,523 [ + ]
 التقييم :  105964
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة الثالثة




3

... لا يمكننا هزيمة الشعور الذي يتوالد داخلنا سريعاً إلا بتصديق الغيب؛ لأن للغيب أسوار طويلة وعالية؛ ليمنع المكذّبين المتطفلين على توقعاتهم فيه، وحقوقهم من النظر خلفه مهما بلغوا الأسباب؛ وليعلّمهم كيف ينتظروا فصولهم، ونهاياتهم.
لا أعلم يا حبيبتي ما الذي يمكنني جلبه من الحظوظ لنفسي مع غيري، ولكنني أعي جيداً أنه عليّ أن أسعى لجلب الأحلام منيّ وجعلها زكاة عن حياة قلبي الماضية؛ ليبارك الله في نبضه وحُبّه، وليبقى معيّ أليفاً بقدر المستطاع، وحجم الحياة، ومقدار السعادة التي لا تتشابه مع اثنين في العيش، ولا تتكافأ إلا في ميزان العدل.
أنا وأنتِ في حاجةٍ ماسةٍ إلى أقل من منافسةٍ للتفاهم، وإلى لحظةٍ للشعور بنا، وبعدها لا يهم ما نتحول إليه.
لسنا بصدد توقعاتنا؛ نحن لا نتوقع شيئاً يصلح لنا أبداً إنما نجرّب أن نتوقع عكس أقدارنا علّنا نصيب ولو ربع حاجاتنا الضرورية.
كل التوقعات التي نرميها جُزافاً في حياتنا وتحدث وفقاً لما توقعناه سلفاً إنما هي أحداث ضوئية اشتعلت في صدورنا بإيمانٍ صادقٍ، أو دعوةٍ طيّبةٍ حفّتنا، أو عملٍ طاهرٍ قدّمناه ورميناه في البحر قديماً فخرج لنا بعد النسيان على صورة حورية بحر تبادلنا الجميل الذي صنعناه سابقاً.
- اعلمي يا حبيبتي أنني لن أرجو من صدري أن يعذّب أحداً، أو يشوي صدراً طيّباً يحمل في دفاتر عمره ثقافة تحميه، وعمر يغسله بالعقل، ويصفو بداخل الخشوع، والوقار الذي يخيّم على أنفاسه حتّامَ تبدو كغيمة تمطر، وتنخرط لحظة واحدة ثم تنمو تحت أقدام العالقين بهذا الصدر ثمار بيضاء، وخضراء، وحمراء.
إنّ لكل لونٍ طبيعةٍ بشريةٍ تناجي فيه السلام، وتنمو فيه الطبيعة؛ لتجعله عاطفياً على قدرٍ كافٍ من الجذب والانتباه، أو التفكير، والخشوع في حالة شعور دافئ، ومسالم.
لا يمكننا أن نذهب لنغتسل من تعب يومٍ عاديٍّ دون أن نعود مرهقين.
لنعلم -فقط- أنّ المرض أصله شفاء، شفاء من واقع التعب، وخلاصة الخطوات المتعبة؛ فالمريض منّا حين يخلد لسريره بفعل ليس من صنعه إنما هو يسترخي ليقوم فيما بعد ويصنع أفعالاً برغبته وإرادته؛ ليثبت حقيقته،ونضجه، وشعوره بما، ومن حوله؛ فاخرجي من مرضك بغيري لتشعري بي.
- أيّ رحلةٍ نقوم بها علينا في الأخير أن نرجع منها منهكين أومرضى .. وإلا فإنا لا تُعدّ رحلة، أو مرحلة، وإنما ستبدو كطيفٍ صعدنا فيه ومضى.
كلنا في الأخير نرجع مرضى.. حتى الأقوياء، ولا يشفينا إلا الغيب، أو لحظة خالدة تُصنع في دفاتر ذاكرتنا بشكل مخالف لصناعة الذاكرات التي خلّدت لحظات عظيمة؛ لتجيء لحظة أعظم منها فتطمسها، وتطمسنامعها...
اعلمي يا حبيبتي بأننا لسنا في حاجةٍ للواقع بقدر ما نحن بأمس الحاجة لإيمانٍ سريعٍ أنه يمكننا العيش فيه بقلبٍ آمنٍ، ومشاعر مطمئنة، وحبٌ غفور.


جابر محمد مدخلي






 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47