المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي

أنتَ الغمام فهل سواك سيمطرُ ؟
وغدا على صدري تفيض وتزهرُ
هذه هي الحروف التي تصنع لنا
من أنفاسنا جسراً ....
وهذا الشعور الذي يتكاثر في وسط الغمام
أشبه بنبوءة المطر التي جاءت ذات شتاء سخي ...

تلك الأزقة يانديم جوارحي ..
في عيني الولهى تموج وتزخرُ

لا يمكننا أن نهزم الشعور الذي يتوالد لدينا
ونحنٌ نعبر تلك الأزقة وتلك العينُ العاشقة
تٌسجل تفاصيلنا على استحياء
ويكبرٌ حينها حجم التوقعات في صدرنا
ليثبت حقيقته ونضجه ولو بعد حين ...

فإذا بحبك ياأسير صبابتي ..
فردوسيَ الأعلى ووجهكَ كوثرُ

يبقى الحٌب هو لحظة التجلي الباذخة
فهو النور الذي يخرجنا من العتمة
وهو ذلك اللحن الفياض شوقاً
والوخزات في القلب تجعلنا نتحايل
على تلك الإغفاءة المغرورة التي
تٌرهق جفوننا حتى تشرقُ الشمس
ونحنُ نمني النفس أن نغفو على خاصرة الحبيب

كل المدارات التي من حولنا
صاحت بنا ياعاشقين تدثروا
فرفعتَ وجهك نحوها مسترسلا
ماكل عشقٍ قد يُذيب ويسحرُ ،!

كل المدارات تبحثُ عن أنفاس روح شاردة
تريد أن تسكين في قلب آمن ومشاعر مطمئنة
أن تغمض عينيها وتلك الابتسامة على ثغرها
وتهمس له في هدأة الليل
فديتك ماكل عشق قد يٌذيبٌ ويسحرٌ

هذي الحبيبة قد تعاظم حبها
حتى استقام بكل ركن منبرُ
وعلى نواصيها القناديل التي ..
من أجلها سرب الفراش تجمهروا

هي دفء القلب من هزيع الليل
هي النبضة التي تكررت في صدرين
هي الطهر والبياض وشتلات الورد
هي تلك القناديل التي ينساب نورها
بعفوية قوامها الصدق والتجرد ...

يَتْلون حول حقولها قصصَ الهوى
وأنا الوحيد بحسنها أتفكرُ ..
لولاكَ لم تكن البنفسجُ وردة
زرقاء ينبتُ في يديها السكرُ

يا ويحنا أمام الحٌب تلك القوة الهادرة
يا الله عندما نجد من يغرسنا في صدره
كوردة ندية ويهمس لنا لن تخرجوا منه إلا بمعجزة ...


أنتَ الذي لاشيء إلا دونه ..
وأنا "كألفِ مليكةٍ أتبخترُ "

هذا هو الحب الذي يهبط علينا
ليبقى هو وحده اليد الحانية
الذي تغسلنا من كل مضغة سوداء
وتحيله إلى بياض يسر الناظرين ...


القديرة البنفسج
من يتأخر عن هذه القصيدة
فقد فاته حظه من الشعر النبيل
سبحان من أعطاك هذا البيان
القصائد تتحول بين يديكِ إلى نهر مطرد
وكأنِك تروين قصائدكِ من رضاب الحُب وسُكرته
وكل ماكٌتب وسيكتب عن الحٌب بعد ( فردوسي الأعلى )
هي محاولات تقريبية لتجسيده في حرف
فلكِ كل الشكر والتقدير لهذا الجمال
وتليق بروحكِ بساتين من البنفسج