تتبعني الريح أنّى ذهبت إليك، تتكسر مظلّات المارّة، تتقشّر الجدران في الساحات الضيقة لهذه البلدة الحزينة التي وجدت نفسي فيها جالسة على مقعد في الطريق، كما لو أن حلماً ليس لي أحضرني إلى هنا.
نحن على ضفة نهر، نهر صغير ومتردد، أبتسم داخل رغبتي العميقة بالانزواء، سأبدأ منذ الآن البحث في الأنحاء عن معجزة لديّ لأهتدي إلى ضحكتك التامة في العتمة.
لو كان لي أمنيةٌ وحيدة، سأطلبها من الله، ويحققها لي في هذا الوقت تحديداً.. في هذه الساعة المتأخرة من الشوق.. سأطلب منه أن أكون نُدفهَ ثلجٍ، تؤلفني غيمةٌ عامرة بالأشواق، تمرُ فوق سماء مدينتك البعيدة، وعلى زجاج نافذتك أهطلُ.. وببطءٍ أنزلقُ وأذوب.... بينما أهتف أخيراً.. أخيراً شاهدتُكَ !
وقت طويل يطرق الباب، لا باب إلا الاشتياق هنا أيها الوقت.. يا وقت لا باب إلا الاشتياق.. ولا بيت إلا صوتك.