أو..هام
مشى بمحاذاة الليل هائمًا على وجعه ،
فادلهمّ الليل بامتعاضٍ شديد كما لو أنه أثار حفيظته .
في جيبه بضع حكاياتٍ دارجة ، من ذلك النوع الذي يُروى للبسطاء فيأسفون .
و في يده قصيدةٌ باردة ، كتبها في ذروة احتراقه ...
عندما كان يؤمن بالنساء و الخرافات .
وجوم الشارع جعله قادرًا على سماع حسيس ظله المسحوب على الرصيف ،
فـ هَمْهم بصوتٍ يشبه الفحيح : حتى النور الضئيل يمكنه خلْق ظلٍ ذليل!.
توقّفَ قليلاً .. أو طويلاً - ليس بوسعه تقدير ذلك - ليسمح لضحكاتٍ ماجنة بالعبور أمام حزنه .
و لمّا رأى شيئًا كئيبًا على الأرض ، دهسه بحذائه دونما رأفة ،
مُقنعًا نفسه بأنّ هذا الفعل لا يصدر إلا عن نبيلٍ عارفٍ ببواطن الأمور .
عاود المشي ناحية العمق هذه المرة ، بعدما أنفق كل ما في جيبه ،
و صافح غصنًا ورقةً بـ ورقة .
للمزيد من مواضيعي