عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2021, 06:35 PM   #384
وه


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 05-16-2024 (11:15 PM)
 المشاركات : 38,523 [ + ]
 التقييم :  105964
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: جابر مدخلي ضيف ليلة لقانا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغند مشاهدة المشاركة
لنذهب لمحور جديد لن نبعد كثير فيه عن تفعيل العلاقة

بين المرسل " المؤلف" وبين المستقبل المتلقي" القارئ
* نوعية الفئة المستهدفة قرأت من خلال إجاباتك ميلك من حيث الأسلوب إلى الكتابة باللغة البسيطة القريبة من نفس القارئ،، بالنسبه لي أعدها خطوة موفقة وذكية جدا ،، لغة البساطة تناسب السواد الأعظم من القراء اللي يبحثون عن لغة تشبههم ،، قريبة منهم خاصة وأنت ببداية انتاجك الأدبي،، فوصولك للشريحة الأكبر من القراء ستخلق لك فرصة رائعة للانتشار ،، دائما أقول الأديب المسؤول الأول عن قربه من الناس والله،،

- دعني اسأل هل يفضل أديبنا البقاء على لغة البساطة الراقية،، أم أنه يخطط على مدى أبعد أن تكون له روائية ذات تعابير تستهدف شريحة ذات نوعية معينة من القراء ،،
؟ وهل ترى أديبنا أن تنوع اللغة بين فئات مختلفة كشريحة مستهدفة دلالة على إبداع المؤلف // أم هي غاية لتحدي الذات الكتابية؟
- هناك ما يسمى بمصطلح التكثيف، وكذلك مصطلح الإيجاز. وبالمقابل تولّدت مصطلحات وأدوات مضادة لهذا التكنيك السردي. وسواءً كانت لغة النص مكثفة أم موجزة أم شعرية أم بسيطة أم سطحية كله هذا قد يتوافر في نصٍ سرديٍ واحد ؛ الرواية تحتمل لكل أصناف اللغة، وكل لغات العالم يمكنها أن تسهم في بناء نص في غاية العذوبة والجمال شريطة أن يكون المتدخل الأول والنهائي في هذا هو الجمالية والفنية المتماسكة التي لا تخيّب ظن القارئ فيما سيقرأه. فقد نجد بطلة في النص تجيد أكثر من لغة إلا العربية فتتعلمها طوال مسيرة النص حتى تجعلنا أمامها مشدوهين وأمام الكاتب مصفقين. والذي أود الوصول إليه اللغة ركيزة أساسية وعِماد قويم لكل نص وبدونه لا يستقيم محتوى النص الجمالي والجيد.
وبعيدًا عن الإصرار في جلب اللغة كعنصر استعراضي للكاتب .. الحدث ثم الحبكة ثم العُقدة التي تتطلب الحل ثم الحوار الأساس في كل نص روائي واللغة المحكية كاللغة الشعرية واللغة السردية تتقبل وتنصاع لكل سلوك كتابي.
من قرأ لمالك بن نبي على سبيل المثال في كتابة " نهضة مجتمع" سيحتاج شروحات ليفهم المؤلف لأن لغته بها تعقيدات عالية جدا ،، ولو قارناه بعبد الوهاب المسيري سنجد مثلا المسيرى كان جدا أسهل وذو أسلوب أكثر متعة في كتابه " الجماعات الوظيفة"
أديبنا، كيف تنتقي كتاب تقرأه من حيث الأسلوب؟
- لما كان خطاب مالك بن نبي اجتماعي كان زمانه ثقافة الأعراب الأقحاح تتناسب مع ما قدمه إليهم. الزمن والمجتمع هو الذي يرشد المؤلف أحيانًا إلى ما عليه تقديمه، وما عليه توظيفه. ثم لما كان حديث مالك بن نبي عن بناء الفضيلة بالمجتمع العربي والإسلامي كان همّه ترشيد المجتمع إلى الوعي الجمعي وكان خطابه بهذا الأسلوب خطاب للتاريخ والأزمنة المقبلة لهذا تم تحقيق كتابه من عدة محققين فيما بعد -وأتوقع أن واحدًا منهم- لا شك وأنه سعى لتخفيف كثافته اللغوية وتيسير ما استطاع منها. وعن المسيري فهذا ميلاد مفكر لغوي قّح، ومؤصّل للكتابة المجتمعية والإنسانية وما هذا الكتاب الذي استشهدت به إلا واحدًا من مؤلفات جميلة ورصينة نهضت بالمكتبة العربية وزادت الوعي العام والتفاعل الكبير بين أطياف القراء من جميع انحاء العالم العربي محيطين بكل ما يكتبه ويقدمه؛ لهذا أظنه تنبه لهذا الحشد من القراء فتعامل معهم باللغة الجمعية التي تتناسب معهم ومع أساليب تلقيهم وتفاعلهم واختلاف ثقافاتهم وعناصر ومقومات فهمهم وإدراكهم من مجتمع لآخر؛ لهذا نجح مالك بن نبي في زمانه، ونجح المسيري في زمانه.. وهكذا هي الأزمنة المفتاح الفعلي لكل ما على المؤلف أن ينتبه له. وعني حين أقرر قراءة كتاب فأنا أقرأ حسب حاجتي لموضوع معين فأجدني أجمع معظم وأشهر المؤلفات في هذا المجمال مثلًا عن أسلوب تعامل المجتمعات مع ذوي الاحتياجات الخاصة تجدني أذهب أولًا للأفضل في التناول ، ثم ما يليه .. وهلمّ جرّى. وبهذا يمكن القياس على كل جانب أطلع عليه أو أسعى للإلمام به.

* القراءة والكتابة
تعرفت على العديد من جوانب تفكيرك الرائعة من خلال إجاباتك السابقة،،
"القراءة والكتابة"
حقيقة أتفق وبشدة كبيرة معك من حيث أن القراءة أهم من الكتابة وتعتبر الأساس اللي راح تُبنى عليه الكتابة،، القراءة تُكسبنا حصيلة ألفاظ ومعاني وعلم من بعد ذلك ينطلق الأديب
،،من اجابتك رأيت أديب هندس بناءه وفق أساس قوي ،،
لسؤال هنا كيف تستفيد من تعليقات القراء على مؤلفاتك؟
- سعيد باطلاعك على معطيات هذا الحوار الأطول في حياتي.. ويليه هذه التسؤالات منك الأغدق عليّ بإضافتها إلى ما سبق. وعن تسؤلك: فأهمّ ما أجده بعد نشر عمل روائي لي وأهم ما أنتظره هو رؤى القراء ؛ لأنها تعيدك للملعب الرئيسي الذي كتبت فيه أحداثك، القارئ لديه عيون ثاقبة أقوى من الناقد ، والناقد لديه أعين أوسع وأشمل .. وأنت ككاتب في حاجة إلى هذه الأعين لتبصر طريقك المقبل في عملك الذي ستكتبه لاحقًا. وبهذه الرؤى والآراء يمكنك اختصار زمنك الإبداعي والقفز سريعًا من تجربة أقل نجاحًا إلى أخرى أرقى وأنجح وأقل ملاحظات. وأظل سعيد جدًا بكل ما يأتيني منهم، أسعد من كتابتي ذاتها.

طيب
يُقال
الأديب هو الناقد الأول لأعماله الأدبية،، إلى أي درجة يصدق ما يُقال عند أديبنا؟
ولو كانت إجابتك " نعم"
إلى أي درجة يكون ذلك الناقد قاسي مع الأديب جابر مدخلي؟
- هذا السؤال يعيدنا إلى ما سبقه ولكن بأسلوب شمولي .. الكاتب كاللاعب في ملعبه فلو أعدنا اللاعب إلى دكة الاحتياط سيرى شيئًا لن يراه لو كان هو في وسط الملعب. وسيرى شيئًا في المباراة التسجيلية لاحقًا تمنى أنه لو فعل هذا وترك هذا. ولسان حاله يقول: آه لو عملتها كذا، أوكذا. مشهد الكاتب اقرب لهذه الصورة الذهنية التوصيفية .. مهما كان ناقدًا لنفسه، مهما كان مطلعًا عليمًا أو ضليعًا هو يرى جمالياته الإبداعية خلقه للشخصيات ويؤمن أنهم قاموا بكل الأدوار وبعد النشر ينتهي دوره مباشرةً .. ولكن آراء كثيرة ستأتيته حتى بعد نشره للرواية العاشرة من مسيرته آراء.. الكاتب ليس ناقدًا إلا لنفسه وليس لعمله، حتى وإن تحول لناقدٍ لعمله لدينا مثل جميل يقول: "القرد في عين أمه غزال" فلن يرى عيوب بنات أفكاره مهما كانت معيبة.

* النقد
وجدت بمنشور صحفي تناوله ناقد عنوانه معناه أن الصحافة أنصفتك كروائي،،
لماذا دائما يرتبط بذهن المؤلف والبشر عموما أن النقد معناه الوقوف فقط على ضعف النصوص؟ ولماذا لا يؤطر النقد ضمن صدقه أنه يقتفي أثر الجميل الرائع وإن وجدت عيوب ذكرها بموضوعية؟ كيف نغير الصورة النمطية الملتصقة بالذهن عن كلمة " نقد " و" ناقد"؟
- العملية النقدية في عالمنا العربي ماتزال برأيي الشخصي ضعيفة ولا ترقى للمجال الجمعي الذي يحيط بكامل المنجز وما دامت لم تبلغ هذا المبلغ فأعود لأقول ضعيفة، وضعيفة جدًا. ثم إنّ النقاد العرب ليسوا متفرغين تمامًا للعملية النقدية والإبداعية وإن تفرغوا أخلصوا لمشاريعهم الخاصة في مجالات نقدية بعيدة كل البعد عن تناولات المؤلفات السردية التي هي مختبر سردهم الأساس. غير أنّ تكلفة الحياة وحصار الوظيفة لدى النقاد هي ما تجعلهم ينفرون إلى قراءة نصوص محددة ، أو بالوصاية ، أو لها ارتباط وثيق بمشروع تأليفي لديهم .. ومن هنا أعود لاقول الضعف سببه أنّ مشهدنا لم يقف أمام التجارب السردية باعتبارها منجز إبداعي مشهدي وطني بل وقف على أنها دراسات تحليلية -والبعض- حولها إلى دراسات تحليلية تصادمية لفرد عضلاته وجلب الضوضاء وكسب الأصوات ، وخلق سوط غليض يوجهه لكل الكتاب والمؤلفين ليقول لهم انتبهوا مني.
ولهذا لم نستطع حتى الآن الفصل بين النقد والناقد، ولا المنتقد والمنقود. كل طرف من هذه الأطراف منفصل عن الآخر ومهما افتعلوا التلاصق والممارسة الإبداعية إلا أننا لا زلنا متأخرين كثيرًا عن غيرنا؛ وما أوده أن يصبح هناك فريق نقدي متخصص في السرد يعيد بناء المشهد السردي العربي كل فيما يخصه ليعاد بناء الأعمال بالشكل الإبداعي الذي يخرج منجزًا مكتملًا وليس معيبًا أو ناقصًا.

* كيف تفرق أديبنا بين الناقد الموضوعي من آخر باحث عن عيوب ظهر بشكل الحاكم للنص وفق لأهوائه الذاتية والشخصية لا بتجريدها من تلك الصفات التي تهدم النقد؟ وهل ينتمي النقد اللاموضوعي للصحافة الصفراء؟
- التشكيلات الأخيرة التي خرجت علينا من كبار النقاد كانت تشكيلات مثالية مبهرة وقد حشدوا خبراتهم لإخراج منجزات رائعة ولكنها وللأسف -قليلة جدًا- مشاريع لا تكاد تتجاوز عدد أصابع الكف الواحدة. وهؤلاء هم الذين انبروا للنقد الموضوعي وتخلوا عن ذاتية ما ينقدوه. ولكنهم نقدوا المجتمع ، والفكر ، والتراث ، والحضارات .. وتركوا من كتبوا عنها، ومن اجتهدوا لتوظيفها لنقاد آخرين همهم الوحيد أن يكسبوا أصواتًا انفعالية أو تفاعلية معهم أو ضدهم لا يهمهم المهم أنهم يخرجون في آخر اليوم بأضواء تفرش لهم الصحافة مناقشات لما قالوه، وما أعلنوه أن الكاتب فلان غير جيد، وأن الرواية الفلانة مشوهة وكان عليه أن لا يكتبها ، وكان لو كتبها طفل في العاشرة لكتب أبلغ وافضل وأنجح منه. هكذا يتم سلب الكاتب جهود سنوات طويلة من عمله الذي انكب عليه وظل يمارس فيه قنوته وزهاء عمره وفي لحظة واحدة يجيء الناقد الخاسف ليلقي حجرته في وسط سرده الذي لو قرأه من عدة أبواب وأوجه لوجد فيه ما يشفع له ، لكنه بأسلوبه الناقد الشخصي الذاتي التعسفي خلق هذه البؤرة النارية وحشد رصاصاته القاضية لتجربة الكاتب وسعى لإحراقها أو وأدها.
والصحافة تسهم في تسليط الضوء -وللأسف- على هذا التنابل، والترامي. حتى لو لم تكن صفراء وكانت بيضاء نقية صافية فإن لم تنشر صحيفة ما لنشرت صحيفة أخرى.

* متى قالها أديبنا: " لا تُرمي إلا الشجرة المثمرة"؟
- للحق والحق أسعى دومًا لقوله ما استطعت: لا أحب التراشق بالكلمات. لا أحبذ غير الركون إلى العمل الإبداعي الهادئ. أمارس التلقي مهما كان جارحًا، قاسيًا، مؤلمًا، ناكرًا لجهود الكتابة .. إلا أنني لا أتذكر أني رميتُ أحدًا في مشروعه، أو إبداعه إلا اللمم -وهذا اللمم- كان سابقًا حين كنت أرى تخبطات الروائيين الأسبوعيين الذين في كل أسبوع ينشرون رواية وإن أطالوا الغياب جاءوا بعد شهر أو عام على الأقل برواية أو روايتين بذات الشهر يتم طباعتها. عدا ذلك .. وحتى يومي هذا وما سيليه : سأفضل أن أُرمى على أن أرمي!.

* كيف يكون الأديب من غير جمهور لو وصفت الحالة بصياغة أدبية؟
- كحين يكون صديق الأديب أديبًا. بسعي الأديب ذاته لأن يكون صديقه أديبًا .. ليس لسببٍ إلا أنه صديقه!.
* ما نوع القصص التي يميل لكتابتها أديبنا رومانسية أم اجتماعية أو أو؟

- المجال السردي يتسع لجمع كل هذه الأصناف في رواية واحدة. وهذا ما عليه رواياتي أو بعضها. ولكن بحذر شديد، وتقنية متزنة، وكتابة متأنية، ورصينة قدر الإمكان وقدر أدواتي التي أسعى لأن أطورها بين حين وآخر.

* الرمزية في الرواية
من خبرتك في مجال العمل الأدبي عموما، والروائي بشكل خاص،،
من هي الفئة المستهدفة من خلال الروايات الرمزية؟
- النقّاد، والطبقة العالية من القرّاء، والساسة -المتفرغين للقراءة- عدا ذلك القارئ العاديّ أو العابر لن يستطيع أحدهما تمييز شيئًا غير ما وجده من حدث أو بطل أو حوار. أما الكاتب الرمزي فهو يعي جيدًا أنه يريد إيصال رسائله إلى شخصيات قرائية بعينها، أو ساسة بعينهم فيضع لهم ما يود إيصاله من خلال ترميزاته الخاصة وشيفراته التي يمكنه إبلاغهم أو الاعتراض على سلوكياتهم بطرقه الإبداعية التي تخصه، ويملكها. لكنها عمل مظنٍ ومُنهك قد يفسد عليه الجانب الجمالي لأنه يكتب بمحاذير كثيرة، ووفق إطار ذهني مُحاط بالدقة المتناهية من حيث عدم كشف مقاصده إلا لمن يستوعب رموزه السرية.

* تصف الرمزية بالتوغل في حدث ما ،، وبحسب تعبير أديبنا ذاك التوغل الذي يريد الأديب معالجته ويواريه خلف الرمز ،،كيف يستطيع أديبنا أن يُحول ذاك التوغل إلى تغول بشكل بارز وواضح جدا أمام فئة الجمهور المستهدفة.
- أعود لأكمل ما قلته، أو أكرره بشكل يخص الكاتب وما يود إيصاله لقارئه أو قراء مخصصين. ثمة رموز سرية خاصة بالقصة التي يتناولها ويدخل فيها لمحبوبته كثير من الرسائل التي كانت بينهم، أو العلامات والأماكن التي كانوا قد دخلوها، أو العطور التي كانوا قد استخدموها. أو الوقفات، والجُمل والعبارات التي كانوا يحلقون بها طوال قصتهم. ومن خلال قصته الموجهة يذيب داخلها كثير من السريات والمراسيل المرمّزة ليوصل ما يشاء ولو كانت في مكانٍ بعيدٍ جدًا.
؟؟؟
وفي انتظار التوابع....


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47