ردي حياتي وارحلي
أعزل إلا من ذاكرتك الرطبة ، من صورها المائة في إلبومك الخاص ، من أغانيها المفضلة ، من كلمة بابا ، ليلك المسنون يعرف جفنك ، متى ماتهادت في فسحة من فراشك مغمض العينين لاتلوي على أرقٍ أتاك الأرق أتاك الأرق .
هوىً هوى في لجة الروح ، راوغ النسيان إلى بقعة أبدية والنسيان كما أنثاك لايجيد الإلتفات ، قوّس ألمك لست وحدك علّه إن نما التف على نفسه واختنق ، أكتب هواك ، أكتب دمك واجه جراحك ، ملحك المخبوء بلل به وجنتاك ، أيها المملوء حباً إليك الورق ، لسانك الموصود بالشكوى حبر إصبعيك ، نرد إنتظارك في الهواء لم يقع ، إليك الورق إليك الورق .
تلك التي عطرت الجديلة بالرحيل .. ضناك ، شقت عن صدرك .. ألقت أساك ، حبها الموبوء في رئتيك معلق وكلما تنفست هواء المنى سلت مناك وتوارت خلف كثبان الوعود .. لاتبغي ذراك .
قد كنت طفلا ثائراً والآن كهلاً حائراً ، كلمتها الملقاة في أذنيك .. كلّت يديك ، أظنت سوادك ، أضحى بياضاً في عارضيك ، في البعيد .. قد كان موتك رابضٌ والآن جدى ناظريك ، هل تراك حين أرخيت قلبك للهديل محظظ ٌ أم تراك من أحاجي الزمان في سلام ..
بصرك الملقى في الوجوه في نهاية الطرقات .. مترصد ٌ ، يغتاله الحزن .. لايعود إليك ، ينتحر في الزمان أنين كمان ، أرضك ملت ثقل أشواقك والزوايا .. مرايا ركب أوجاعك .
رفيقيك في العذابات .. سجائر وأغاني ، كأسك المترعة مراً .. أنهكتها الأنخاب .. ترديد الأماني ، هي منك وصلة مابين قلبك والحياة ، غيابها وكأنك على حافة .. ومابينك وبين الحياة .. كما طول الحياة !
تتمنى لو أنك ذرة في الريح وانتهت في أي العصور ، لو أنك حبة غيمةٍ واستكانت بين حجرين في فلاة ، لو أنك في المدى صيحة صقرٍ واكتنفها الشفق ، لو أنك راعياً همك ليس إلا .. علّ بطن العنزة يجود عناقاً علّ بطن الناقة به ناقة ، علّ الكلأ مد للمدى ، علّ ماء القبيلة بلا ازدحام ، لو أنك فلاحاً همك ليس إلا .. علّ السماء ليلاً تكسو زرعك فستانها المائي .
في الصباح .. هل أشعلت نار قهوتك المرة ، هل باكرت أفران المخابز كلاكما في احتراق .. هل سابقت حمام القرية على النواح ، هل زاحمت بيوت الطين في عتقها في أطلالها ، إنك لاتلوي على قِدمِ لكن حبك المعتل أرداك قديما .
ممتليء بالكلام أنت .. ولسانها طرق .. عبدها الصمت وكلما لبست مسكنة تستجدي جواباً لم يكن غير .. الصمت ، لله كم أرقتك الكلمات الضائعة و الكلمات التي تلثمت الصمت .. وسمعك اللاهث ضامي .
ياصمتها هل لك في الإنتهاء ، يا قلبها هل لك من احتواء ، إنكِ بأستار الكعبة قابضة ترجين خلاصاً وأنتِ خلاص ، إنكِ في مبسم الكأس الدائري باسمة ، ثم لايبقى غير قاع وحيد ، يقلب الويلات والأسئلة .. ما جرى ؟ والدمع على الوجنتين .. قد جرى وطلال يغني " ترى لك عين سهرانه ولاتنسانا " .للمزيد من مواضيعي
كنقطة ضوء في عتمة كل شيء يرحل
|